} بدأت الترشيحات للانتخابات الرئاسية في ايران بمفاجأة ذات دلالة مهمة حين أعلن وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان، أحد ألد اعداء التيار الاصلاحي، عزمه على ترشيح نفسه. ويتوقع ان تتوالى الترشيحات، بانتظار جلاء موقف الرئيس محمد خاتمي من خوض الانتخابات. فاجأ وزير الاستخبارات الايراني السابق علي فلاحيان الاوساط السياسية باعلان عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو المقبل. وجاء هذا الاعلان ليمثل تحدياً كبيراً للاصلاحيين الذين يتهمون فلاحيان بالتورط في عمليات اغتيال معارضين قوميين وليبراليين تورطت فيها الاستخبارات عام 1998، ويرفض فلاحيان التهمة قائلاً ان تلك العمليات لم تحصل في عهده. ويجعل هذا الاتهام الوزير المحافظ هدفاً سهلاً للاصلاحيين في دوائر انتخابية عدة، لكن من غير المعروف اذا كانوا يستطيعون توجيه ضربة انتخابية اليه في محافظة خوزستان التي يمثلها في مجلس خبراء القيادة. ومعلوم ان اعضاء هذا المجلس يتمتعون بقاعدة شعبية اذ انهم ينتخبون في اقتراع عام ومباشر. وتلقفت اوساط الاصلاحيين بحذر دلالات ترشيح فلاحيان "فتحدثت عن خطة محافظة تقضي بترشيح شخصيات معروفة في المحافظات للانتخابات الرئاسية لتتمكن من كسب اصوات الناخبين في المحافظات". وتهدف خطة المحافظين الى سحب اعداد كبيرة من الاصوات لمصلحة مرشحين آخرين مما يؤدي الى فوز خاتمي بغالبية ضعيفة، ويعطي ترشيح فلاحيان نكهة خاصة للانتخابات الرئاسية ويحولها الى استفتاء شعبي في الاتهامات الاصلاحية للمتورطين في عمليات الاغتيال. ولم يعلن التيار المحافظ عن مرشحه بعد فيما يمتنع الرئيس محمد خاتمي عن كشف موقفه النهائي، الا ان الاصلاحيين يعتبرونه خيارهم الوحيد. ويصبغ تردد خاتمي المعركة الرئاسية بطابع الحذر ويترك للتوقعات تحديد المرشحين المحتملين. ومن بين الاسماء المتداولة في الاوساط السياسية والشعبية شخصيات محافظة من ابرزها حسن روحاني امين المجلس الاعلى للامن القومي، وعلي اكبر ولايتي وزير الخارجية السابق، ومستشار المرشد آية الله علي خامنئي، وهناك ايضاً عسكر اولادي الامين العام ل"جمعية المؤتلفة" التي تسيطر على البازار، والنائبان السابقان محمد رضا باهنر ومحمد جواد لاريجاني وهما من الشخصيات المعروفة بين المحافظين. وتشير صحيفة "همبستغي" التضامن الاصلاحية الى احتمال ان "يكون لتيار التجدد الديني محافظون معتدلون مرشح هو طه هاشمي رئيس تحرير صحيفة انتخاب" الذي تعرض لانتقادات واسعة من المحافظين. وفي حال امتنع خاتمي عن الترشيح فإن حزب كوادر البناء الذي يدعمه والمقرب من الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني سيرشح احد اعضاء الشورى المركزية فيه، وربما كان وزير الثقافة والارشاد المستقيل عطاء الله مهاجراني او وزير التربية والتعليم السابق محمد علي نجفي. وكان النائب علي هاشمي عضو الشورى المركزية للكوادر نفى بشكل قاطع نية رفسنجاني ترشيح نفسه، سواء خاضها خاتمي ام لا. وتظهر استطلاعات الرأي فوز خاتمي بغالبية مطلقة ويعبرون عن ذلك بالقول "ان اي رئيس في ايران يفوز عادة بولاية ثانية". ويسعى خاتمي عبر ابقاء الغموض في موقفه الى انتزاع صلاحيات اضافية لموقع رئاسة الجمهورية، تمكنه من التغلب على المصاعب التي تواجهه، وتقف حائلاً امام تحقيق برامجه الاصلاحية، كما تهدف سياسة الممانعة هذه الى تخفيف حملات المحافظين ضده وضد انصاره بعدما اخذت شكل محاكمات قضائية في ملفات عدة.