عمّت الساحة الانتخابية البلدية في طهران أجواء الارتباك والاضطراب والغموض، أمس، بعد اعلان لجنة مراقبة الانتخابات المنبثقة عن البرلمان إبعاد شخصيات عدة بارزة مرشحة عن التيار الإصلاحي، من خوض المنافسة المقررة يوم الجمعة المقبل، وفي مقدمها وزير الداخلية السابق عبدالله نوري ومستشار رئيس الجمهورية سعيد حجاريان ومستشارة الرئيس جميله كديور والقيادي الطلابي المعروف إبراهيم أصغر زادة. وتشير قراءة للوائح المرشحين المعلنة إلى تصدع جبهة الإصلاحيين وبروز اختلاف بين ائتلاف حزب "جبهة المشاركة" واليسار الراديكالي المعروف بائتلاف أنصار الرئيس محمد خاتمي وبين حزب "كوادر بناء إيران" المعروف بحزب أنصار الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، إذ بات واضحاً ان ما ذُكر في وقت سابق من اتفاق الجانبين على لائحة مشتركة لم ينفذ بسبب الاختلاف حول اسماء مرشحين تمسك أنصار رفسنجاني بتقديمهم، خصوصاً وزير جهاد البناء في حكومة رفسنجاني السيد فروزش، ورفضهم أنصار خاتمي. وقالت صحيفة "نشاط" المعتدلة ان "الكوادر" تحالفوا بشكل غير معلن في هذه الانتخابات مع "جمعية علماء الدين المجاهدين" المحور الديني للتيار المحافظ، على خلفية تعهد قدمه رفسنجاني بفك تحالف "الكوادر" مع اليسار الراديكالي المؤيد لخاتمي في مقابل تخفيف قبضة "جمعية المؤتلفة الإسلامية" البازار القوية على التيار المحافظ. وفي موقف مفاجئ ومثير، اعلنت لجنة المراقبة على الانتخابات المنبثقة من البرلمان، التي يُقال إنها تخضع لتأثير المحافظين، أنها أبعدت عدداً من المرشحين البارزين في طهران. وفسّر رئيس اللجنة النائب المحافظ موحدي ساوجي قرار الإبعاد بوجود غموض يؤدي إلى مخالفات قانونية، خصوصاً بعدم وضوح استقالة نوري وكديور من منصبيهما، كما يقضي القانون الانتخابي لخوض المنافسة الانتخابية. وشدد على أن حجاريان لم يتعهد خطياً التزام ولاية الفقيه المطلقة. لكنه أوضح أنه مستعد لمراجعة القرار إذ اقدم المعنيون توضيحات. قضية الاغتيالات من جهة أخرى أ ف ب، أعلن القضاء الايراني أمس ان الشرطة القت القبض على اربعة اشخاص جدد في اطار التحقيق في سلسلة جرائم القتل التي استهدفت مثقفين ومعارضين ليبراليين فى نهاية العام الماضي في طهران. وكانت السلطات أقرت باشتراك عملاء لجهاز الاستخبارات في هذه الجرائم ثم اعلنت اعتقال عشرة أشخاص. وصرح المدعي العسكري لطهران حجة الاسلام محمد نيازي بأن أحد الاشخاص الاربعة المعتقلين تمكن من الفرار الى تركيا بتأشيرة مزورة. وألقي أخيراً القبض على المعتقل الهارب وأعيد الى طهران بفضل جهود الشرطة التركية ووزارة الاستخبارات الايرانية، كما أكد نيازي المكلف التحقيق لوكالة الانباء الايرانية. واوضح نيازي انه يشتبه في قيام المعتقلين الاربعة ب "دور كبير" في الاغتيالات، مضيفاً ان هناك آخرين تبحث عنهم الشرطة. وقال ان هناك "احتمالاً كبيراً لوجود تدخل اجنبي" في سلسلة الاغتيالات ولكن "لن يتأكد ذلك الا في نهاية التحقيق".