أعلن وزير الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ان القوات الروسية تواجه في الشيشان زهاء خمسة آلاف مقاتل، ما يتناقض مع معلومات قدمتها هيئة الأركان العامة التي كانت تحدثت عن ألف مسلح فقط. وفي غضون ذلك، أعلن الشيشانيون ان خسائر الروس بلغت منذ بداية الحرب ما يتراوح بين 24 و27 ألفاً بين قتيل وجريح. وبعد سلسلة اجتماعات، أعلن باتروشيف امس أن وزارة الدفاع "أنجزت ضرب التشكيلات الكبيرة" للمقاومة، لكنه قال ان ذلك لا يعني الاستغناء عن قوات الجيش ووحدات وزارة الداخلية. وذكر ان هناك حالياً خمسة آلاف مقاتل يشكلون "قوة لا يستهان بها" في مواجهة التشكيلات الروسية. ولم يقدم وزير الأمن توضيحات لأسباب "ارتفاع" الرقم، إذ ان وزارة الدفاع كانت أكدت الشهر الماضي انه لم يبق في الشيشان سوى "شراذم" تعدادها الاجمالي ألف مقاتل فقط. ومعلوم ان روسيا كانت أعلنت في بداية الحرب القوقازية الثانية انها تواجه ما بين 5 و7 آلاف مقاتل. وبعدما صدرت بيانات عن "تصفية" زهاء 12 ألفاً منهم، عاد الكرملين ليتحدث عن 20 ألف مسلح شاركوا في المقاومة خلال المراحل الأولى من الحملة. وهذا التناقض في الأرقام والمبالغة في خسائر الخصم، هما من السمات المميزة للطرفين. ونشر موقع "صوت القوقاز" على الانترنت معلومات أمس، قال انها صادرة عن قيادة القوات الشيشانية تؤكد ان الروس فقدوا منذ بداية الحرب في أيلول سبتمبر عام 1999 وحتى الآن، 24 الى 27 ألف جندي وضابط بين قتيل وجريح. وأشار مالك سعيد اللايف سكرتير "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكل في موسكو ان القوات الروسية تفقد زهاء 25 شخصاً يومياً في غروزني التي يسيطر عليها رجال المقاومة مع حلول الظلام. إلا أن سعيد اللايف قال ل"الحياة" ان انهاء الحرب لن يتم بالتفاوض مع الرئيس أصلان مسخادوف. وشدد على أن الأخير "لا يسيطر على 70 في المئة" من التشكيلات المسلحة. وأضاف ان المنتمين الى هذه التشكيلات لا يمثلون الشعب الشيشاني، حتى ولو بلغ عددهم 20 ألفاً.