شن المقاتلون الشيشانيون هجوماً مضاداً امس واستعادوا عدداً من المواقع وبينها بلدة خان قلعة الاستراتيجية. وحذر "الزعيم" الشيشاني الموالي لموسكو مالك سعيد اللايف من "مفاجآت" اخرى اذا لم تبدأ مفاوضات سريعة لوقف القتال. اعترفت وزارة الدفاع الروسية امس الثلثاء بأن قواتها تواجه "مقاومة ضارية" وتتعرض الى نيران كثيفة من الهاونات والمدفعية. واكد بلاغ اصدرته قيادة القوات الفيديرالية ان محاولات تجرى ل"حصر الشيشانيين في وسط العاصمة الا ان البلاغ اشار الى وجود كميات كبيرة من الالغام و"الافخاخ" التي تعرقل تقدم الروس. وقرر الجنرالات الروس الامتناع عن زج مدرعات يمكن ان تصبح هدفاً سهلاً لقناصة شيشانيين، وشكلوا مجموعات صغيرة تضم كل منها بين 10 و15 عنصراً للتوغل في الخطوط الخلفية للشيشانيين من دون الاشتباك معهم. واشارت قيادة القوات الروسية الى ان معارك طاحنة دارت في منطقتي افتوري وفيدينو القريبتين من داغستان. وذكرت ان الشيشانيين فقدوا خلال المعارك هناك 210 قتلى اضافة الى 100 قتيل في غروزني. الا ان مالك سعيد اللايف رئيس ما يسمى ب"مجلس الدولة الشيشانية" الذي اقامته موسكو، اكد ان القوات الروسية تكبدت خسائر اثناء هجوم مضاد شنه الشيشانيون في عدد من المناطق واستعادوا على اثره بلدة خان قلعة حيث يوجد واحد من اهم مقرات القيادة الروسية. واشار الى "خطورة" المعارك الجارية بالقرب من بلدة الخان يورت مقر قائد المجموعة الشرقية فلاديمير شاماتوف وحذر سعيد اللايف من "تكرار ما جرى في الحرب السابقة" 1995 - 1996 ولم يستبعد ان يستعيد المقاتلون مواقع انسحبوا منها. ودعا الى مفاوضات سريعة قال انه مستعد للعب دور الوساطة فيها اذا منح صلاحيات من الطرفين. واشار الى انه توصل الى اتفاق مبدئي مع 27 قائداً ميدانياً، تحت امرتهم اربعة آلاف مقاتل ابدوا استعدادهم لوقف القتال في مقابل الحصول على ضمانات سلامة للعناصر التي حملت السلاح. وذكر سعيد اللايف ان الشعب الشيشاني لا يؤيد اياً من الطرفين المتحاربين ويريد انهاء الحرب بأسرع وقت. ولفت خبير في الشؤون القوقازية تحدثت اليه "الحياة" الى ان موسكو كانت كلفت سعيد اللايف رئاسة "مجلس الدولة" الذي ارادت ان يكون بديلاً من حكومة الرئيس اصلان مسخادوف، الا انها تخلت عن دعمها له بعد ان راهنت على استخدام القوة لحسم النزاع. وفي هذا السياق تقرر الافراج عن محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف الذي كان حُكم عليه بالسجن ستة اعوام بسبب اختلاس اموال الدولة، وأوفد الى الجمهورية الشيشانية ليقود ميليشا مؤلفة من زهاء الف مسلح من انصاره يقاتلون الى جانب القوات الروسية. واعتبر المحللون تصريحات سعيد اللايف دليلاً على وجود خلافات قوية بين النخب الشيشانية المتحالفة في موسكو، ومؤشراً على تزايد المخاوف من احتمال استعادة المقاومة الشيشانية قوتها والمواقع التي فقدتها اثر الهجوم الاخير. وثمة اجماع على ان ذلك سيكون له، تأثير سلبي على سمعة الرئيس المكلف فلاديمير بوتين الذي سيخوض انتخابات مبكرة يتقرر موعدها في اجتماع يعقده مجلس الفيديرالية الشيوخ اليوم الاربعاء.