} في اكبر "تراشق اعلامي" منذ بداية الحرب، اعلنت موسكو عن مقتل 10 آلاف مسلح شيشاني، فيما ذكرت غروزني ان 7 آلاف جندي وضابط روسي قتلوا خلال الأشهر الاخيرة. وفي غضون ذلك، استنفرت وزاراتا الأمن والداخلية الروسيتان لمواجهة اعمال ارهابية محتملة في البلاد. كد المكتب الصحافي للرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان القوات الروسية فقدت اكثر من سبعة آلاف قتيل منذ بداية العمليات. واعتبر المراقبون هذا الرقم "مبالغاً به" لكنهم لم يستبعدوا ان يكون رداً على ارقام قدمها النائب الاول لرئيس الاركان الروسي فاليري مانيلوف الذي ذكر ان ما يزيد من عشرة آلاف مسلح شيشاني قتلوا خلال العمليات. واعترف مانيلوف بفقدان الروس 1173 قتيلاً و3487 جريحاً و53 مفقوداً. وأثارت هذه الأرقام تساؤلات عديدة، بينها ان موسكو كانت اكدت عشية بدء "عملية مكافحة الارهاب" انها تتولى "ابادة" مسلحين قدرت عددهم بسبعة آلاف. واذا كان قتل حتى الآن عشرة آلاف، فهذا يعني ان هناك ما بين 20 و30 ألف جريح اي ان العدد الاجمالي للقوات التي واجهها الروس يربو على 50 ألفاً، ما دامت المقاومة مستمرة. وأثار هذه الارقام عن الخسائر الروسية تحفظات كثيرة ايضاً، وذكرت صحيفة "موسكوفسكي كمسمولتس" ان اي جريح يخلى من ساحة المعركة ويموت بعد ساعة من اصابته، لا يدرج اسمه في لوائح القتلى. وتقدم موسكو معلومات "منفصلة" عن الخسائر في الجيش والأمن الداخلي ووزارة الداخلية بهدف تعتيم الصورة. وازداد عدد الضحايا بعد معارك ضارية جرت امس في غروزني حيث تقدمت القوات الروسية مسافة 200 الى 300 متر في اتجاه وسط المدينة. الا انها لم تتمكن من احكام السيطرة على ساحة "مينوتكا" التي تعتبر "مدخلاً" الى قلب غروزني. وبعدما توقف الطيران لساعات بسبب سوء الاحوال الجوية، استأنف سلاح الجو الروسي نهار امس غاراته على العاصمة الشيشانية. وأصابت قذائف المقر الرئاسي ما أدى الى اشتعال النيران فيه. وذكر مدير الديوان الرئاسي الشيشاني ابتي باتالوف ان الرئيس اصلان مسخادوف لم يكن في المقر، وأضاف ان الوثائق المهمة كانت نقلت الى موقع "أمين". وأدى القصف الى تدمير واحد من احدث المساجد في العاصمة الشيشانية وكان انجز بناؤه صيف العام الماضي. كما فقد الشيشانيون احد ابرز الوجوه السياسية حيث قتل نائب رئيس الوزراء عيسى امستاميروف الذي تولى قيادة المقاومة في القطاع الجنوبي الغربي. وفي موسكو، اعلن انتقال قوات الأمن ووزارة الداخلية الى "نظام متشدد للحكومة" لمواجهة ما وصف بأنه "خطر اعمال ارهابية يشنها متطرفون". وذكر ناطق باسم وزارة الأمن ان الاجهزة المختصة ستسعى لاحباط العمليات الارهابية قبل تنفيذها، الا انه شدد على ضرورة اليقظة والحذر. وقررت وزارة الداخلية زيادة ساعات العمل يومياً لمنتسبيها، من 8 الى 12 ساعة، لتأمين الاعداد اللازمة لحماية المواقع المهمة وتفتيش اقبية البيوت وسطوحها بحثاً عن الغام او متفجرات مخبأة. ولاحظ مراسل "الحياة" تشديد الرقابة والتفتيش في مخافر في محيط العاصمة الروسية. وكان رجال الشرطة يستوقفون الشاحنات والسيارات الصغيرة التي يقودها سائقون سمر الوجوه، فيما يمر ذوو الملامح السلافية بسلام. وقد يكون ذلك بداية حملة جديدة ضد "القوقازيين" وهي تشمل عادة كل من يشتبه الروس في ملامحه.