أكدت مصادر أمنية ومحلية في ثلاث ولايات من الغرب الجزائري مقتل 28 عنصراً مسلحاً من كتيبة "حماة الدعوة السلفية" "كتيبة الاهوال" سابقاً، أبرز كتائب "الجماعة الاسلامية المسلحة" التي يقودها عنتر الزوابري، واسترجاع نحو 12 قطعة حربية، عقب هجوم واسع شنته قوات الجيش الجزائري منذ الخميس الماضي ضد معاقل الكتيبة التي يقودها سليم الافغاني. وقالت مصادر "الحياة" ان أكثر من 25 جندياً في الجيش الجزائري قتلوا وأصيب نحو 10 آخرين من جراء الألغام التي زُرعت في مرتفعات جبل منقور بين الرمكة وعين طارق في ولاية غيلزان، على كامل محور في جبال الونشريس الممتدة من وسط البلاد الى أقصى الجنوب الغربي. وذكرت تقارير متطابقة ان قوات الجيش باشرت العملية بحشود كبيرة استخدمت فيها طائرات حربية من نوع "ميغ" السوفياتية الصنع، واضافت انها المرة الأولى التي تلجأ فيها قوات الجيش الى ضرب معاقل هذه الكتيبة ليلاً بعد حصولها على معدات حربية مناسبة. لذلك استخدمت قوات الجيش عدداً كبيراً من الجرارات الحربية وكاسحات الألغام. واستمر تبادل اطلاق النار ساعات طويلة لينتهي الهجوم في منطقة عين طارق مساء السبت، وعثر على جثث نساء وأطفال كانوا من عناصر التنظيم المسلح تم ذبحهم خوفاً من ان يقعوا بين أيدي عناصر الأمن، ويجري استنطاقهم لأخذ معلومات عن التنظيم ومناطق نفوذه. وقد تمكن "الأمير" سليم الافغاني من التسلل الى المناطق الداخلية جنوباً برفقة نحو 30 عنصراً، وأفلت من الطوق العسكري الذي أحيط بالمنطقة منذ ما قبل 13 الجاري. وذكرت صحيفة "الوطن" ان "الأميرة" "ياقوت" وهي من أبرز عناصر "الجماعة الاسلامية المسلحة" في الغرب الجزائري لقيت حتفها خلال اشتباكات جرت يوم الجمعة الماضي، الا ان مصالح الأمن لم تؤكد الخبر علماً بأن وسائل الاعلام الجزائرية تحدثت خلال الأشهر الماضية مرات عدة عن مقتل "ياقوت". وعلى صعيد التحضيرات الجديدة لمواجهة عناصر "الجماعة" ارسلت قيادة الجيش، منذ مساء الجمعة حشوداً عسكرية "مهمة" الى أعالي جبال الشفة في ولاية المدية 90 كلم جنوب العاصمة استعداداً لمواجهة محتملة مع عناصر "الجماعة" خلال هذا الاسبوع، علماً ان الكتيبة التي تنشط في هذه المنطقة سبق لها ان اغتالت نحو 60 شخصاً في ثلاث عمليات مسلحة أودت احداها بحياة 31 مسافراً كانوا قادمين من ولاية غرادية. ويعد طريق الشفة الأكثر استعمالاً لمن يسلك طريق الجنوب الجزائري عبر المنعرجات الجبلية لولاية المدية. على صعيد آخر، قالت مصادر امنية ان الاتصالات مع حسان حطاب، "امير" "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، مستمرة عبر وسطاء جدد وأقارب له رغم معارضة ابداها "المظليون" و"ابو يحيى" نائب "امير" المنطقة الثانية الذي اعلن هو الآخر رفضه اتفاقاً اعلن عنه الاسبوع الماضي بشأن مستقبل التنظيم. واوضحت المصادر ان الاتصالات الحالية تركّز على كيفية التعامل مع عدد كبير من العناصر اعلنت قبوله الاتفاق. واشارت الى ان سبعة عناصر من جماعة حطاب سلموا انفسهم السبت الماضي الى مصالح الامن في مركز اولاد عيسى في الاخضرية 75 كلم شرق العاصمة، واكدت ان مهاجمة كتائب حطاب رهن نجاح الاتصالات او فشلها، لافتة الى ان الاعتداء على شرطيين واتلاف سبع سيارات، اول من امس السبت، في منطقة القاديرية ولاية البويرة، قاده "امير" كتيببة "الانصار" المظلي عكاشة برفقة بعض من عناصره. وتعتبر مصادر الامن انه بعد حل كتيبتي "الغرباء" و"الهدى والنور"، خلال شهر رمضان، اصبح نشاط "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" منحصراً ب 7 كتائب هي "الفتح" 45 عنصراً، و"بوزقزة" 50 عنصراً، و"الانصار" 100 عنصر، و"الفاروق" نحو 60 عنصراً بقيادة احمد جبري، و"المهاجرون" 20 عنصراً، وكتيبة الشرق نحو 70 عنصراً، وكتيبة الجنوب نحو 70 ايضاً.