واصل الادعاء الاميركي في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا سنة 1998 عرض محضر جلسة استجواب المتهم وديع الحاج أمام هيئة محلفين كبرى سنة 1997، محاولاً اظهار ان المتهم "كذب تحت القسم" في شأن طبيعة علاقته بأسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة". وبدا، من خلال اسئلة الادعاء واجوبة الحاج عليها، ان السلطات الاميركية تسعى الى ربط المتهم بأشخاص يزعم انهم متورطون في "ارهاب" ضد الولاياتالمتحدة. ركزت اسئلة الادعاء على اظهار ان المتهم وديع الحاج كان "يكذب" امام هيئة المحلفين عندما قال انه ذهب الى كينيا سنة 1996 للتأكد من ان شخصاً يدعى "عادل حبيب" غرق في حادث باخرة في بحيرة فيكتوريا. ويقول الادعاء ان الحاج كان يعرف ان عادل حبيب هو الاسم الذي يستخدمه قائد الجناح العسكري لتنظيم "القاعدة" "ابو عبيدة البنشيري". واستمر الادعاء بعد ظهر الخميس، في عرض محضر جلسة استجواب وديع الحاج سنة 1997. وبدأ عرض المحضر ظهراً على ان يُستكمل مع انعقاد الجلسة المقبلة للمحكمة صباح الثلثاء. وبدأت جلسة بعد الظهر بعرض الادعاء - بحسب محضر جلسة المحكمة سنة 1997 - صورة للصفحة الاولى من صحيفة "القدس العربي" وسؤال الحاج عنها، فقال انها لمقابلة اجرتها الصحيفة مع اسامة بن لادن في افغانستان. واكد انه تكلم مرة واحدة مع ابن لادن منذ مغادرته السودان سنة 1994 وانتقل الى نيروبي، ثم الى سلوفاكيا لشراء قطع غيار لجرارات بناء على طلب من ابن لادن، وانه ذهب بالفعل واشترى "الاغراض" سنة 1995 باسم شركة "لادن انترناشيونال". وقال ان الحساب الذي استخدمه في فيينا، والاموال لابن لادن لكنها باسمه. واشار الى انه اشترى "اغراضاً" من الشركة السلوفاكية ثلاث مرات، في 1992 و1993 و1995. وقال، رداً على سؤال، انه يعرف "ابو حفص المصري الكبير" ويعرف انه قريب من ابن لادن. واضاف انه لم يتحدث الى "ابو حفص" بعد مغادرته الخرطوم في 1994. وسُئل الحاج مجدداً عن المقابلة التي اجرتها "القدس العربي" مع ابن لادن، فقال انه رآها بالفعل. ثم عُرضت عليه صورة لشخص يدعى رشاد خليفة، فقال انه يعرفه من اميركا. ووافق على قول الادعاء ان خليفة "مرتد" بسبب تفسيراته الغريبة للاسلام وسماحه بصلاة الرجال والنساء معاً. وسئل هل يعرف ملابسات عملية اغتيال خليفة، فأجاب انه سمع بها لكنه لا يعرف ملابساتها. لكنه اشار الى ان شخصاً يدعى "أبو" ولا يعرف كامل اسمه جاء اليه في اريزونا من نيويورك وقال له انه جاء للتحقق من المزاعم بأن رشاد خليفة كافر ومرتد، وانه لا يعرف من ارسل هذا الرجل اليه من نيويورك لكن ربما يكون مصطفى شلبي مسؤول مسجد الفاروق في بروكلين. واضاف انه استقبل هذا الرجل في منزله لاكثر من ساعة وكان غاضباً لأنه ذهب الى مسجد خليفة. وطلب الادعاء من الحاج وصف الرجل، فقال انه طويل القامة ملتح ومصري الجنسية ولا يعرف اي شيء عنه غير ذلك. فسأله الادعاء: أليس غريباً ان يأتي هذا الرجل من نيويورك الى اريزونا وتقابله ولا تعرف لا اسمه ولا من ارسله اليك؟ واضاف الادعاء: ألم يخطر ببالك ان هذا الرجل قد يكون متورطاً في قتل خليفة حصل ذلك بعد اشهر قليلة من الزيارة؟ فردّ الحاج، أن ذلك خطر بباله فعلاً لكنه لم يُخبر الشرطة والمحققين به. واضاف انه في اي حال يعتبر قتل خليفة "عملاً جيداً". وسُئل الحاج عن عمله في باكستان، فقال انه كان يعمل في مجلة "البنيان المرصوص" في بيشاور 1989 وعاد الى الولاياتالمتحدة في 1990 وساهم في توزيع هذه المجلة في ارلنغتون تكساس. وقال ان مدير المجلة هو محمد شعبان. واوضح انه استخرج اوراق تعريف باسم المجلة لاشخاص في باكستان. واكد ان عمله كان شرعياً. وسُئل عن شخص يدعى "ازمراي" فقال: انه التقاه في بيشاور في بداية الثمانينات 1983. وان "ازمراي" كان يقاتل على جبهات القتال في افغانستان، وفقد ساقه وجزءاً من يده في احدى المعارك ضد السوفيات. وتابع ان "ازمراي" مرتبط بابن لادن وانه يعرف ذلك من شخص اسمه محمد قاسم عراقي هاجر وعائلته الى باكستان. واوضح ان منظمة ابن لادن هي "القاعدة" وتأسست سنة 1987 وان مؤسسيها هم "ابو حفص" و"ابو عبيدة" وابن لادن. واوضح ان هدف "القاعدة" توحيد الاسلاميين من جنسيات مختلفة في افغانستان بهدف مقاتلة السوفيات. لكنه قال انه لم يسمع بأن "القاعدة" تريد استهداف الولاياتالمتحدة سوى في 1996 من خلال مقابلة لابن لادن مع محطة "سي. ان. ان". وسأله الادعاء هل سمعت ان ابن لادن يريد قتال الاميركيين قبل مقابلته مع "سي. ان. ان" فأجاب انه لم يسمع بذلك. فطلب منه الادعاء ان يقسم على ذلك تحت طائلة المسؤولية. فأقسم. واشار الحاج، رداً على سؤال الى ان محمد قاسم اخبره ان "ازمراي" يعرف "كل اسرار ابن لادن"، وانه سمع بعمليات قام بها "ازمراي" في مناطق عدة. واوضح انه حضر حفلة زفاف "ازمراي" في بيشاور حضرها بين 15 و20 شخصاً. فسأله الادعاء: اذن انت قريب من ازمراي لتحضر حفلة زفافه؟ فأجاب الحاج انه لا يعتبر نفسه قريباً منه. وأضاف ان مدني الطيب ابو الفضل المكي لم يحضر حفلة زفاف ازمراي، وان الاخير كان يتلقى تمويله من ابن لادن. ثم عُرضت عليه صور عدة فقال ان الاولى ل"ابو هاجر" وهو عراقي، ولا يعرف اصحاب الصور الاخرى عددها ثلاث. واوضح انه عرف "ابو هاجر" في باكستان حيث كان يعمل في "مكتب الخدمات" وانه كان يؤم المصلّين في بيشاور قبل انتقاله الى السودان حيث عمل مع ابن لادن في شركة "طابا". وقال ان "ابو هاجر" محمود ممدوح سليم كان مدير شركة "طابا" وانه يعرف على الارجح "ازمراي". واوضح ان مدني الطيب كان رئيسه في السودان وانه هو من دعاه في 1992 لترك اميركا والذهاب الى السودان للعمل مع ابن لادن. واشار الى ان فكرة دعوته للعمل في السودان جاءت من ابن لادن وان الاخير اقتنع بذلك بناء على توصية من "ابو حفص المصري" الذي التقاه في 1983 في بيشاور وبنى معه علاقة جيدة. وسُئل هل كان يعرف انه ذاهب الى السودان للعمل في "منظمة ارهابية"، فقال ان ذلك غير صحيح. لكنه أكد انه مستعد للدفاع عن الاسلام عندما يُعتدى عليه. وأقرّ بأن ابن لادن منحه الوظيفة لسهولة تنقله بسبب حمله جواز سفر اميركيا. وقال، رداً على سؤال، انه سمع بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا في 1995 كان الادعاء سأله هل زار اثيوبيا في 1995 فأجاب انه فعل ذلك في اطار زيارة عمل خاصة. وسأله الادعاء: هل تعرف مصطفى حمزة، فقال انه سمع باسمه من خلال وسائل الاعلام وان حمزة نفّذ محاولة اغتيال الرئيس المصري. لكنه اكد انه لم يعرف ان حمزة كان يعمل في شركة ابن لادن في الخرطوم وانه قريب من زعيم "القاعدة". وسُئل عن "ابو عبيدة البنشيري" فقال انه التقاه في بيشاور في 1983 من خلال "ابو حفص". ونفى ان يكون انضم الى "القاعدة" او ادى قسم البيعة لهذا التنظيم او لأي من قادته. لكنه قال انه "وقّع عقداً مع مدني الطيب او "ابو هاجر" العراقي". واكد انه لم يلتق ابو عبيدة منذ مغادرته الخرطوم في 1994. وسُئل عن ذهابه الى تنزانيا بعد غرق الباخرة في بحيرة فيكتوريا سنة 1996 وعلى متنها "ابو عبيدة البنشيري". فقال انه ذهب لمعرفة هل غرق في الحادث شخص اسمه "عادل حبيب" الذي قال انه مصري يحمل الجنسية الهولندية وكان عضواً في مجلس ادارة جمعية خيرية مقرها نيروبي. وقال انه لم يكن يبحث عن اي شخص آخر غير "عادل حبيب" وانه بالتأكيد لم يذهب للبحث عن "ابو عبيدة البنشيري". ولم يعرف بغرق ابو عبيدة في حادث الباخرة سوى قبل 24 ساعة من جلسة المحكمة عندما ابلغه محققو ال"اف بي آي". وقال ان "هارون" ذهب قبله الى تنزانيا لمعرفة هل غرق "عادل حبيب" في الباخرة. وان "هارون" لا يعرف "ابو عبيدة البنشيري"، وانه كان يعمل معه في نيروبي. واشار الى ان المحققين الاميركيين سألوه بالفعل عندما قابلوه في كينيا في 1997 عن "هارون". وسأله الادعاء هل قابل اسامة بن لادن في باكستان عندما زارها العام الماضي في 1996، فأجاب بالنفي. واكد انه لم يتكلم بأي طريقة مع اسامة بن لادن ولم يلتق "ابو حفص" ولا "ابو عبيدة". لكنه أقرّ بأنه سمع خلال وجوده في نيروبي بأن مدني الطيب عاد الى السعودية وانه يتكلم مع السلطات السعودية والاميركية والبريطانية صحيفة التلغراف. وتابع انه شعر بالقلق بعد معرفته قرار مدني الطيب كان قريباً جداً من ابن لادن بالعودة الى السعودية. وأقرّ بأن مدني الطيب كان رئيسه لمدة عامين في الخرطوم، وانه خشي ان تعرف السلطات الكينية انه كان في الخرطوم سابقاً يعمل لدى ابن لادن. وسُئل هل تكلم مع "هارون" عن قرار مدني الطيب، فأجاب انه لم يتحدث معه في هذا الموضوع. وقال ان مدني الطيب يُعرف باسم "ابو فضل المكي" وانه فقد ساقه في افغانستان. وأقرّ بأن "هارون" قال ان اسمه هارون فضل اخذ مستندات من مكتبه بعد قرار مدني الطيب ونقلها الى مكتب آخر تابع لمؤسسة "ميرسي انترناشيونال" في كينيا. فسأله الادعاء: لماذا يخفي "هارون" المستندات بعد فرار مدني الطيب على رغم انك لم تتحدث معه في هذا الموضوع؟ فأجاب ان "هارون" خشي ان يكون مدني الطيب وشى به الى السعوديين، خصوصاً انه الطيب كان رئيس وديع الحاج في الخرطوم ويعرف اموراً كثيرة عنه. وسُئل هل يعرف "تيسير المصري". فأجاب بالنفي. وهل يعرف "ابو ابراهيم" في السودان، فقال انه عراقي يعمل في السودان في شركة "هجرة". وتابع ان "ابو ابراهيم" هو الذي اخبره بمقابلة ابن لادن مع "سي. ان. ان"، وقال له ان ابن لادن اخطأ في مقابلته لأنه تكلم في امور لم يحن أوانها وتسيء اليه. واوضح ان "ابو ابراهيم" كان في الخرطوم وانه هو من بادر بالاتصال به من نيروبي. وقال انه تحدث مع "ابو خديجة" العراقي في المانيا يعمل في هايلدربيرغ، وان "ابو خديجة" كان يعمل مع ابن لادن في السودان قبل انتقاله الى المانيا. واشار الى ان "ابو خديجة" خشي من ان يُعرف انه كان في السودان قبل المانيا بسبب المعلومات التي أدلى بها المدني الطيب. وزاد انه يعرف خالد الفواز في لندن وان الاخير يعمل مع ابن لادن. وقال انه قابل الفواز في لندن في كانون الاول ديسمبر 1995، وانه استضافه في منزله ليلة واحدة. ولم يتم اي تبادل مالي بينهما، وان خالد اخبره انه "متحدث" باسم ابن لادن في لندن. وأكد انه لم يرَ تدريبات عسكرية في السودان لاعضاء تنظيم ابن لادن، وانه سمع ان السودانيين منعوا ابن لادن من اقامة معسكرات تدريب لأنصاره. وقال ان ابن لادن يُعرف احياناً باسم "الحاج" و"Big Boss".