دمشق - "الحياة" - قررت قيادة حزب البعث الحاكم القيام بتحرك سياسي- علني يشكل "حملة مضادة" على المنتديات ونشاطات المثقفين في الفترة الاخيرة ومطالبهم ب"احياء مؤسسات المجتمع المدني"، في وقت تساءلت الصحيفة الناطقة باسم الحزب :"هل المدنية ان نعود الى صيغة الانتداب والاستعمار الاجنبي؟" وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الحزب قرر ارسال 17 من أعضاء القيادة القطرية الى كل المحافظات والجامعات الاربع ل"شرح الموقف السياسي وخلفيات تحرك الرئيس بشار الاسد عربياً واقليمياً والوضع الاقتصادي والمشاريع التي تعدها الحكومة في هذا السياق، إضافة الى نشاطات المثقفين في اطار ما يسمى المجتمع المدني". ويبدأ التحرك نائبا الرئيس السيد عبد الحليم خدام ومحمد زهير مشارقة، ويلتقي الاول غداً أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة دمشق، وينتقل الاربعاء الى حمص وسط البلاد، فيما يلتقي مشارقة الاطر القيادة في الحزب في مدينة حلب شمال البلاد. ويجتمع الامين العام المساعد عبد الله الاحمر مع أساتذة جامعة حلب. ويلتقي وزير الخارجية فاروق الشرع الصحافيين والاعلاميين والكتاب الأربعاء المقبل. ويشرح رئىس مكتب الامن القومي محمد سعيد بخيتان الموقف لقادة قوى الامن الداخلي، ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو لاتحادات غرف التجارة والزراعة والصناعة في دمشق. وكتبت أمس صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم :"لاننكر أبداً أن تجربتنا فيها من السلبيات الكثير وليست تجربة مثالية وفي حاجة الى تقويم ونبذ كل أساليب الجمود والنمطية والترهل والتسيب والانغلاق... ولكن ان يتنطح بعضهم للحديث عن التطوير باسم الشعب فيهيل التراب على أربعين سنة من عمر الشعب وتجربته في الإنجاز والبناء ويرى أنها الاسوأ بين المراحل التاريخية، ولا يرى الاّ سنواب الانتداب والانقلابات، أي سنوات الاحتلال الأجنبي والاضطرابات السياسية، فهذا كلام لا يمكن أن يكون باسم الشعب إن لم نقل انه لا يمكن أن يكون كلاماً بريئاً وخالصاً لوجه الله والوطن والشعب". وكانت الصحيفة تشير الى نشاطات المثقفين والمنتديات، خصوصاً "بيان الألف" الذي أصدرته الهيئة التأسيسية ل"لجان المجتمع المدني" وقدمت تقويماً للعقود السابقة التي تلت وصول البعث الى الحكم. وتساءلت الصحيفة :"هل المدينة او التمدن ان نعود الى صيغة الانتداب الفرنسي بين 1920 و1946؟ ام هل المدينة او التمدن أن نعود الى صيغة الفوضى السياسية وصراعات الزعامة والوجاهة وقبضايات الزواريب ومخاتير الحارات والأحياء وتفتيت الوحدة الوطنية بطروحات وجود الموازييك والانقسامات المرضية؟"