} تحرك الصرب أميركياً وأوروبياً، من اجل كسب التأييد لقضاياهم في كوسوفو وجنوب صربيا، فيما استعدت السلطات في بلغراد لفتح تحقيق قضائي في شأن الممارسات غير الشرعية لنظام الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، في مؤشر الى قرب محاكمته داخل بلاده، الخطوة التي لا تعتبر كافية دولياً. التقى الزعيم الديني للصرب في كوسوفو المطران ارتيميا، ستيفن هادلي مساعد مستشارة الرئىس الأميركي لشؤون الأمن القومي ضمن جولة في الولاياتالمتحدة يقوم بها على رأس وفد من رجال الدين الصرب تستغرق اسبوعين. ونقل تلفزيون بلغراد امس عن المطران ارتيميا، ان هذا اللقاء جاء ضمن مساعي الوفد لحشد التأييد الأميركي الحكومي والشعبي والاعلامي، من خلال توضيح "الحقوق الشرعية الصربية في كوسوفو وجنوب صربيا"، إضافة الى التطورات الديموقراطية في يوغوسلافيا. ويتوقع المطران ارتيميا ان تحظى مهمته بنجاح كبير اذ "يعيش في الولاياتالمتحدة 2،1 مليون صربي، ضمن حوالى 8 ملايين من اتباع الكنيسة الارثوذكسية العالمية"، ما يجعل لوحدة كلمتهم تأثيراً كبيراً على المجتمع الاميركي "في مجال التعاطف مع الصرب". والى ذلك، يبحث نائب رئىس الحكومة الصربي نيبويشا تشوفيتش مع سفراء دول حلف شمال الاطلسي في بروكسيل غداً، الخطة الصربية في شأن انهاء الحركة الالبانية المسلحة جنوب صربيا. وأفاد تشوفيتش انه يأمل في ان يوافق سفراء الحلف على مضمون الخطة التي تسعى الى تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان جنوب صربيا، إضافة الى توفير المزيد من مشاركة الألبان في الامور الادارية والأمنية لبلديات منطقة بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا. وأشار الى انه سيوضح لسفراء الحلف دواعي مطالبة بلغراد بتقليص عرض المنطقة المنزوعة السلاح المحاذية لحدود كوسوفو، من خمسة كيلومترات الى كيلومتر واحد، "وذلك لمنع استغلال الفراغ الأمني فيها من قبل الجماعات الارهابية". وكان الأمين العام لحلف الاطلسي جورج روبرتسون رحب بخطة بلغراد ووصفها بأنها "تعمل في إطار حل سلمي لأزمة جنوب صربيا". ومن جهة اخرى، اعلن وزير الداخلية اليوغوسلافي زوران جيفكوفيتش ان الاجهزة الامنية تعمل مع الجهات القضائىة، لفتح تحقيق في "قضايا الفساد والجرائم المختلفة" التي ارتكبت خلال حكم الرئىس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وعلى رغم الخلاف بين اطراف "الحركة الديموقراطية" الحاكمة في صربيا ويوغوسلافيا حول قضية محاكمة ميلوشيفيتش بجرائم الحرب، فان هذه الاطراف تتفق على ضرورة فتح الملف. كما ان العضو القيادي في "الحزب الاشتراكي الصربي" ايفيتسا داتشيتش اكد عدم اعتراض حزب ميلوشيفيتش على محاكمته "لأن براءته المؤكدة ستزيد من شعبية ميلوشيفيتش وتجلب التأييد الواسع لحزبه في اي انتخابات مقبلة".