} واصلت اثيوبيا عملية سحب قواتها من الأراضي الاريترية التي كانت احتلتها خلال حرب دموية دامت أكثر من عامين، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الطرفين، فيما استمرت تحفظات البلدين عن حدود المنطقة الأمنية الموقتة لفصل القوات، ويبلغ عمق المنطقة 25 كيلومتراً داخل الأراضي الاريترية. قال الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبري مسكل ان نشر القوات الدولية وعملية انسحاب القوات الاثيوبية من المنطقة الحدودية العازلة بين اثيوبيا واريتريا التي بدأت أول من أمس: "تأتي ضمن اتفاق الجزائر لوقف الأعمال العدائية الموقع عليه في حزيران يونيو 2000" بين الطرفين. وأشار الى أن "نقطة الانسحاب ليست هي المنطقة التي كانت توجد فيها القوات الاثيوبية قبل اندلاع الحرب". وتتحفظ أسمرا عن أن الخط الجنوبي "موقع انسحاب القوات الاثيوبية" لا يعكس الخط الاداري لعام 1998 حيث كانت توجد السلطات الاثيوبية، فيما تتحفظ أديس أبابا عن أن الخطين الشمالي والجنوبي قابلان للتصحيح عند ترسيم الحدود". وجدد غبري مسكل في تصريح ل"الحياة" قوله: "ان القوات الاثيوبية تأجل سحبها مما أخر عملية تأسيس المنطقة الأمنية العازلة". وذكر بيان أصدرته بعثة الأممالمتحدة في أسمرا وأديس أبابا ان اثيوبيا بدأت عملية سحب قواتها من الأراضي الاريترية ابتداء من أول من أمس، وستستكمل عملية الانسحاب في 26 من الشهر الجاري على ان تبدأ اريتريا عملية ترتيب أوضاع قواتها في 17 من الشهر الجاري وحتى الثالث من آذار مارس المقبل. ووصف قائد قوات حفظ السلام الجنرال باتريك كاميرت الخطوة بأنها "مهمة لتأسيس المنطقة الأمنية الموقتة، وحيوية من أجل استمرار عملية السلام". وتعد عملية سحب القوات الاثيوبية الخطوة الأولى نحو تأسيس المنطقة الأمنية العازلة، وجزءاً مهماً من مهمات قوات حفظ السلام. وقال الجنرال كاميرت ان قواته باشرت عملية تأسيس المنطقة الأمنية الموقتة على مسافة 25 كلم ستفصل بين قوات البلدين". ويبلغ عدد القوات الدولية 4200 فرد مهمتهم مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية بين البلدين. وفي أديس أبابا، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاثيوبية، هايلي كيروس ان كل القوات الاثيوبية ستنسحب من داخل الأراضي الاريترية خلال الفترة من 20 الى 21 من الشهر الجاري وتستبدل بقوات حفظ السلام الدولية. وأوضح في تصريح ل"الحياة" ان انسحاب القوات الاثيوبية من مختلف الجبهات سيتم بحضور مراقبين دوليين وصحافيين من وسائل الإعلام الأجنبية، في حين أشار يماني كيداني، مساعد وزير الخارجية الاثيوبي عضو اللجنة العسكرية الى ان القوات الاثيوبية بدأت بالانسحاب من داخل الأراضي الاريترية في السادس من الشهر الجاري. وقال: "مسألة الانسحاب ليست سهلة وتتطلب مزيداً من الوقت، خصوصاً إزالة بعض المعدات الثقيلة والخفيفة من تلك المناطق. وشدد على ان اثيوبيا ستستكمل انسحاب قوتها قبل 26 من الشهر الجاري، الموعد المحدد لانسحاب القوات الاثيوبية من الأراضي الاريترية.