يتوقع ان ينهي المبعوث الأميركي الخاص للقرن الافريقي ريتشارد بوقوسيان مهمته التحقيق في مزاعم عن انتهاكات حقوق الانسان في اريتريا الأسبوع المقبل. وسيغادر بعد ذلك الى اديس ابابا للتحقيق في مزاعم مماثلة داخل اثيوبيا. وتتهم اسمرا اديس ابابا بقتل اكثر من 200 مواطن اريتري، وحجز الآلاف كرهائن داخل الأراضي التي تسيطر عليها الأخيرة، وباغتصاب النساء وزرع الألغام داخل الأراضي الزراعية. فيما تقول اديس ابابا ان اريتريا طردت آلاف المواطنين في ظروف غير انسانية، وتعتقل أعداداً كبيرة من مواطنيها. وأكد مسؤول اثيوبي رفيع المستوى في تصريح ل"الحياة" في اديس ابابا، ان الحكومة الاثيوبية "حريصة جداً على سلامة المواطنين الاريتريين وأمنهم في المناطق الاريترية التي تقع تحت سيطرة القوات الاثيوبية". وذكر بيان اصدرته وزارة الخارجية الاريترية اخيراً: "ان الانتهاكات المكثفة لحقوق الانسان والقوانين الانسانية من قبل اثيوبيا ليست بالضرورة نتائج الحرب بل هي نتيجة سياسة عرقية متعمدة ومخططة". وقال الناطق باسم الرئاسة الاريترية يمانمي غبري مسكل ل"الحياة" في اسمرا: "ان اثيوبيا بادرت بطرد أكثر من 70 ألف خلال عامين، ولا زالت تحتجز الآلاف لا نعرف مصيرهم، ونحن رحلنا الاثيوبيين تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبعد ابداء رغبتهم في العودة الى بلادهم". ورحب غبري مسكل بمهمة المبعوث الأميركي وقال: "ليست لدينا انتهاكات، لذلك نرحب بمهمة بوقوسيان". وأعربت واشنطن عن اهتمامها بالأوضاع الانسانية للاثيوبيين في اريتريا وللاريتريين في اثيوبيا، واصفة المرحلة الحالية بأنها مهمة في عملية السلام بين البلدين، خصوصاً في ضوء الترتيبات الجارية لنشر قوات دولية على الحدود بين البلدين. وكانت "الحياة" زارت اخيراً مناطق الحدود الاريترية التي تسيطر عليها اثيوبيا بانتظار انتشار القوات الدولية فيها، والتقت مجموعات كبيرة من افراد قومية الكوناما الاريترية الذين يقدر عددهم بحوالى 120 ألف شخص، ويعيشون حالياً في ضواحي مدينتي بارنتو وتكومبيا الاريتريتين. وتحدث عدد منهم عن معاناة ابناء قوميتهم بعدما استولت القوات الاثيوبية على مناطق بارنتو وضواحيها أثناء القتال الحدودي بين قوات اديس ابابا وأسمرا في أيار مايو الماضي.