تجري المعارضة العراقية محادثات في واشنطن مع مسؤولين اميركيين في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع لمناقشة كيفية ربط صرف المساعدات الاميركية التي افرج عنها اخيراً بدعم نشاطات "المؤتمر الوطني العراقي" داخل العراق وتأمين الحماية اللازمة لمجموعات "المؤتمر" من جانب القوات الاميركية. ولهذه الغاية يشارك مدير التعبئة والتنسيق في "المؤتمر الوطني"، آراس كريم، في محادثات مع مسؤولين من البنتاغون بشأن خطط "عملية وميدانية" لعمليات امنية داخل العراق استناداً الى المساعدة الاميركية. ويبحث الجانبان ايضاً في توسيع "قواعد الاشتباك" وتعديلها من جانب القوات الاميركية الموجودة في المنطقة لتستطيع تأمين حماية لمجموعات "المؤتمر" المتسللة. من جهة اخرى، قالت مصادر اقتصادية ل"الحياة" إن شركة "صقر الخليج" نظمت أمس ثاني رحلة جوية لها على خط بغداد - دمشق - الشارقة، ونقلت إلى دمشق وفداً عراقياً برئاسة وزير التجارة الدكتور محمد مهدي صالح، الذي استقل طائرة أخرى للسفر الى القاهرة. وأوضحت المصادر ل"الحياة" ان الرحلة الأولى نظمت الجمعة الماضي، علماً أن رجل الأعمال السوري صائب نحاس يعمل وكيلاً ل"صقر الخليج" في دمشق. وكان وكيل "الخطوط الجوية العراقية" الدكتور عبدالرحمن العطار افتتح أخيراً مكتباً للشركة العراقية قرب "الخطوط الجوية الكويتية" وسط دمشق. وأوضح ل"الحياة" ان تسيير رحلات "العراقية" بين العاصمتين السورية والعراقية "ينتظر ترميم الطائرات العراقية"، علماً أن الحكومة السورية تنوي تدشين رحلات منتظمة ل"الخطوط السورية" إلى بغداد قريباً بعد توقف استمر نحو عشرين سنة. ويملك "صقر الخليج" الشيخ حمد بن علي بن جبر آل ثاني الذي كانت واشنطن أبدت استياءها لإهدائه الرئيس صدام حسين إحدى طائرات الشركة. ويتوقع أن يزور رئيس الوزراء السوري الدكتور محمد مصطفى ميرو بغداد في الاسابيع المقبلة، للبحث في اقتراح عراقي بتوقيع "اتفاق شامل" لتطوير العلاقات بين البلدين، بعد توقيع ميرو ونائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الشهر الماضي اتفاق التجارة الحرة. وكانت مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة" ان الخارجية السورية قررت ارسال الديبلوماسي حسن طوّاب في العشرين من الشهر الجاري لفتح مكتب لرعاية المصالح السورية في بغداد، علماً أن السفارة السورية مغلقة منذ العام 1982. وفي سياق الرحلات الجوية من بغداد، وصلت إلى القاهرة أول من أمس أول طائرة ركاب عراقية منذ عشر سنين، أقلت بين ركابها 6 أطفال عراقيين جاؤوا للعلاج، في إطار الجهود المصرية الشعبية للتضامن مع الشعب العراقي. وقدمت سلطات المطار والمسؤولون كل التسهيلات للمرضى، بناء على توجيهات الرئيس حسني مبارك. وفور هبوط الطائرة، نقل الأطفال برفقة أقاربهم في سيارات اسعاف مجهزة للعناية المركزة، إلى مستشفى القصر العيني. آراس... وشكوك الاميركيين آراس هو ابن الامين العام السابق للحزب الديموقراطي الباكستاني وهو شيعي كردي له علاقات وثيقة مع ايران. بعد احداث 1996 وسحب مجموعات "المؤتمر الوطني" من كردستان، لم يغادر آراس شمال العراق وبقي في السليمانية. ومنذ ذلك الحين رفضت السلطات الاميركية التعاون معه والسماح له بالمجيء الى الولاياتالمتحدة لأن الاجهزة الامنية لم تكن مطمئنة الى علاقاته مع ايران. وذكرت مصادر مطلعة ان علاقة آراس مع ايران كانت من الادلة السرية التي استخدمتها سلطات الهجرة الاميركية لاحتجاز ابن عمه علي كريم، تحت بند "الادلة السرية"، وتم الافراج عنه أواخر العام الماضي. وتقول المصادر ان آراس كان زميلاً لعدي ابن الرئيس العراقي صدام حسين في الدراسة. ويعتبر السماح لآراس بالمجيء الى واشنطن والاجتماع مع مسؤولين اميركين تغييراً في التعاطي الاميركي مع ملف المعارضة العراقية. وذكرت مصادر اميركية ان باول لم يقرر حتى الآن ما اذا كان سيبقي على مكتب تنسيق شؤون المعارضة العراقية الذي يديره السفير فرانك ريتشارديوني. وقالت ان هناك اتجاهاً لالغاء هذا المكتب لتتولى وزارة الدفاع رعاية نشاطات المعارضة العراقية بينما تتابع الخارجية جهودها الديبلوماسية لابقاء الضغط على صدّام من خلال تفعيل العقوبات. ومن المقرر ان يلتقي مساعد وزير الخارجية نيد ووكر، اليوم، مع وفد من المعارضة العراقية الموجود في واشنطن. ويترأس ووكر فريقاً في وزارة الخارجية كلفه وزير الخارجية باول وضع افكار جديدة حول العقوبات المفروضة على العراق لجعلها أكثر فاعلية في الضغط على صدام. ويشارك السفير ديفيد ويلش والبعثة الاميركية في الاممالمتحدة، اضافة الى مكتب الحد من انتشار الاسلحة غير التقليدية، في هذه المشاورات. ويتوجه باول في الاسبوع الاخير من هذا الشهر الى منطقة الخليج لاجراء محادثات مع هذه المسؤولين في هذه الدول حول "ضرورة العمل للتأكد من ان صدام حسين لا يقوم بتطوير اسلحة دمار شامل"، حسبما صرح باول.