} بدأ الجمهوريون المتشددون يهيئون الأجواء لدفع الادارة الجديدة الى أن تكون أكثر حزماً من إدارة الرئيس بيل كلينتون. وفي هذا الاطار دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيسي هيلمز الرئيس المنتخب جورج بوش الى "العمل لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين وتحرير العراق"، فيما التقى بوش قادة وزارة الدفاع واستمع منهم الى شرح مفصل ل"الخطر العراقي". وفي أول لقاء بين مسؤول عربي ومسؤول في الادارة الأميركية الجديدة اجتمع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع نائب الرئيس المنتخب ريتشارد تشيني، بعد محادثات مع كلينتون ركزت على أزمة الشرق الأوسط والوضع في العراق. وجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيسي هيلمز انتقادات شديدة الى ادارة الرئيس بيل كلينتون لاهمالها موضوع العراق، ودعا الرئيس المنتخب الى العمل لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وقال هيلمز أمام المعهد الأميركي للمشاريع ان العراق "مكان آخر تمت فيه مكافأة المعتدي بسبب اهمال ادارة كلينتون". وأضاف: "خلال السنوات الثماني الماضية شاهدنا ادارة كلينتون تترأس على انهيار سياستنا تجاه العراق. لقد تخلى أعوان كلينتون عن تفتيش الأسلحة، وتخلوا عن الحصار، وتخلوا عن الشعب العراقي". وفيما يستعد فريق السلطة الانتقالي لامكان مواجهة الادارة الجديدة أزمة مع العراق في أيامها الأولى قال هيلمز: "يجب أن تكون هناك سياسة جديدة للعراق مبنية على فهم واضح وحقيقة بارزة: لن يتغير أي شيء تجاه العراق حتى تتم ازاحة صدام حسين من الحكم". وأضاف: "مر عقد على تحرير الولاياتالمتحدةالكويت من صدام حسين وحان الوقت لتحرير العراق". وتابع: "اتطلع الى العمل مع الرئيس بوش لتطبيق قانون تحرير العراق فعلياً ومساعدة الشعب العراقي في التخلص من صدام حسين". الى ذلك أجرى وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني محادثات مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون تناولت عملية السلام في الشرق الاوسط والعراق. كما التقى الوزير نائب الرئيس المنتخب ريتشارد تشيني، في اول اجتماع بين مسؤول عربي ومسؤول في الادارة الأميركية الجديدة. واستغرق لقاء بن جاسم وكلينتون والذي عقد في مكتب مستشار الامن القومي ساندي بيرغر نصف ساعة، علماً أن الأخير كان أجرى محادثات مع الوزير القطري. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بي جي كراولي ل"الحياة" ان المحادثات شملت عملية السلام وركزت على الوضع في العراق، وأن الوزير عبر عن تأييده جهود الولاياتالمتحدة للتوصل الى حل في الشرق الاوسط، وضرورة تطبيق العراق قرارات مجلس الامن. والتقى حمد بن جاسم عدداً من شخصيات الادارة الجديدة، وتم البحث في موضوع العراق والوضع في منطقة الخليج، بحسب مصادر فريق انتقال السلطة الجمهوري، كما اجتمع مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط نيد ووكر الذي زاره في مقر اقامته. وجاءت محادثات بن جاسم في واشنطن في اطار الاتصالات التي اجراها مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بتكليف من مجلس التعاون الخليجي. وقالت ل"الحياة" مصادر اميركية ان قطر لعبت دوراً لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين، خصوصاً خلال المرحلة التي سبقت استئناف مفاوضات بولينغ في واشنطن. واستمع بوش الى اول شرح مفصل من قادة البنتاغون للقضايا العالمية المرشحة لتشكل تحديات للادارة المقبلة واستحوذ العراق على قسم كبير من الاجتماع، مما يشير الى ان ادارة بوش ستولي موضوع العراق اهتماماً كبيراً. وشارك في الاجتماع اركان وزارة الدفاع، بالاضافة الى بوش ومرشحيه لتولي وزارة الدفاع دونالد رامسفلد. ووزارة الخارجية كولن باول و كوندوليزا رايس التي اختارها بوش لتكون مستشارته للامن القومي. والاجتماع الذي عقد في البنتاغون وفي قاعة الايجازات السرية استغرق 75 دقيقة وكان "خطر العراق" في مقدم المواضيع التي تمت مناقشتها واستحوذت على جزء كبير من الاجتماع، حسبما ذكرت مصادر رفيعة في وزارة الدفاع. واثناء الاجتماع اظهر بوش ان موضوع العراق يحظى باهتمامه. فاستمع الى شروحات القادة العسكريين للوضع الحالي، ولم يلمح الى استراتيجية ادارته في التعاطي مع هذا الملف. وكان بوش وجه انتقادات شديدة الى الادارة الحالية خلال الحملة الانتخابية بسب تآكل التأييد للحصار المفروض على العراق وعدم وجود مفتشين دوليين لمراقبة معامل انتاج اسلحة دمار شامل داخل العراق. واتخذ مساعدو بوش خلال الحملة الانتخابية مواقف متشددة تجاه العراق تدعو الى مساعدة المعارضة في العمل على اطاحة نظام صدام حسين. وذكرت مصادر جمهورية تتابع الملف العراقي ان بوش لم يحدد بعد استراتيجيته في المواجهة مع العراق في انتظار نتائج المراجعة الشاملة لسياسة الولاياتالمتحدة في منطقة الخليج والتهديد العراقي بالذات. ومع ذلك توقعت المصادر نفسها لهجة متشددة تجاه بغداد في البداية. وأضافت ان رسم السياسة الجديدة لا يعتمد على المشاورات التي ستجريها الادارة مع حلفائها الغربيين وفي المنطقة فحسب، بل يتوقف ايضا على الصراع بين وزارة الخارجية بقيادة باول ووزارة الدفاع تحت عهدة رامسفلد الذي من المتوقع ان يتخذ مواقف متشددة حيال العراق.