} تحول حادث غرق سفينة صيد يابانية وفقد تسعة اشخاص كانوا على متنها بعد اصطدامها بغواصة نووية اميركية قبالة سواحل هاواي، الجمعة الماضي، ازمة سياسية في طوكيو بسبب رد الفعل المتهاون لرئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري. وفي وقت تضاءلت فرص العثور على أحياء بين المفقودين الذين وصل اقاربهم الى هاواي لمتابعة عمليات البحث، طالبت اليابان السلطات الاميركية بانتشال حطام السفينة المنكوبة. طوكيو، واشنطن - رويترز، أب - شنت الصحف اليابانية، خلال اليومين الماضيين، حملة عنيفة على رئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري الذي اشتهر بزلاته، لمواصلته لعب الغولف بعد سماعه نبأ اصطدام غواصة نووية اميركية بسفينة صيد يابانية تقل طلاباً وغرقها. وشارك في الحملة سياسيون، بينهم شركاء في الائتلاف الحاكم. فقال زعيم حزب "كوميتو الجديد" تاكينوري كنزاكي خلال حديث تلفزيوني: "لا اعرف متى سمع رئيس الوزراء بالأمر، اول مرة، لكنني اعتقد انه كان عليه ان يتوقف عن اللعب ويعود الى مكتبه". لكنه، على رغم اعتراضه على اداء موري، تعهد ان يواصل حزبه دعم رئيس الوزراء في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تموز يوليو المقبل. وانضمت الى هذا الرأي غالبية الصحف اليابانية التي نشرت افتتاحيات ومقالات تهاجم اكثر رئيس وزراء ياباني مكروه منذ سنوات. وهو كان دافع عن قراره مشيراً الى ان التوتر في وقت الازمات لا يفيد. وقال للصحافيين: "لم تكن هرولتي الى المكتب لتفيد في شيء. تحركنا في أسرع ما يمكن". وكتبت صحيفة "اساهي شيمبون" في غضب: "انتظر رئيس الوزراء اربع ساعات" بين تبلغه الخبر وهو يلعب الغولف، وتوجهه الى مكتبه. اما الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني ياسو فوكودا فقال ان ذلك لم يشكل اي مشكلة لان موري كان يصدر تعليماته من خلال هاتفه المحمول. وفي حين اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن "اسفه" لفقد اليابانيين التسعة، خلال اتصال هاتفي اجراه وزير خارجيته كولن باول بنظيره الياباني يوهي كونو، طالبت طوكيو السلطات الاميركية بانتشال ركام السفينة "ايمي مارو" التي غرقت بعدما صدمتها الغواصة الاميركية النووية الهجومية "يو.اس .اس. غرينفيل". ووصل الى هاواي اقارب المفقودين التسعة لمتابعة عمليات البحث على رغم تضاؤل فرص العثور عليهم احياء. وقال قبطان السفينة هيساوا اونيشي ان المفقودين كانوا لحظة الحادث في قعر السفينة. واضاف، خلال مؤتمر صحافي، وهو شديد التأثر، ان افراد طاقم السفينة بذلوا ما في وسعهم لانقاذ المفقودين، لكن جهودهم باءت بالفشل. واعلن خفر السواحل الاميركي والمجلس الوطني لسلامة النقل فتح تحقيق في الحادث، في حين افادت قيادة اسطول المحيط الهادىء ان قبطان الغواصة "غرينفيل" القومندان سكوت وادل قدم استقالته نتيجة للحادث. تقاليد صيد عريقة يذكر ان سفينة "ايمي مارو" كانت في رحلة لتدريب جيل جديد من آلاف رواد البحار اليابانيين، للحفاظ على تقليد بحري ياباني متوارث منذ قرون. ففي اليابان 47 مدرسة ثانوية عامة وخاصة للنشاط البحري والمصايد يتلقى فيها اكثر من 12 الف طالب تعليمهم. ومن اصغرها مدرسة "اواجيما" التي كان 13 من طلابها، البالغ عددهم 200، على ظهر السفينة الغارقة. وتبحر الآن نحو 23 سفينة من هذه المدارس في المياه المحيطة بهاواي للمساعدة في تعليم شبان الجيل المقبل من جيش الصيادين اليابانيين وقادة السفن.