أكدت اللجنة الحكومية المكلفة التحقيق في أسباب غرق الغواصة النووية "كورسك" أنها تلقت "ضربة ديناميكية قوية"، فيما ذكرت صحيفة روسية ان طوربيداً اطلقته غواصة أميركية حسم مصير "كورسك". وتوقع مراقبون أن تكون للحادث الأخير صلة مباشرة بزيارة سرية قام بها إلى موسكو رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية جورج تينيت. وعقدت اللجنة اجتماعاً استمر ثماني ساعات متواصلة في ميناء سيفرمورسك القريب من موقع غرق الغواصة، وقاده نائب رئيس الوزراء ايليا كليبانوف الذي اعترف بأن الوضع "حرج للغاية". وذكر ان المجتمعين الذين كان بينهم قائد سلاح البحرية الأميرال فلاديمير كوريدوف وكبار مصممي الغواصات ورؤساء الأركان، أجمعوا على ان الاحتمال الأقوى لغرق الغواصة "ارتطامها بجسم ذي كثافة عالية" أو نتيجة "ضربة ديناميكية قوية" تلقتها "كورسك" حين كانت على عمق 20 متراً فمالت واصطدمت بالقاع كي تتلقى ضربة ثانية، ومرّ بين الضربتين زهاء دقيقتين. وبذلك تكون اللجنة الحكومية أشارت إلى ان "العامل الخارجي" وليس العطل الداخلي هو سبب الغرق. وفي هذا السياق أكدت وزارة المواصلات الروسية أنه لم تكن في منطقة مناورات الاسطول اثناء وقوع الحادث أي سفينة مدنية. ومعروف ان الولاياتالمتحدة كانت اعترفت بأن غواصتين من طراز "لوس انجليس" وسفينة The Loyal كانت تراقب المناورات. ونقلت صحيفة "سيفودنيا" عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى ان إحدى الغواصتين الأميركيتين اصطدمت ب"كورسك" وتمكنت من الوصول إلى أقرب ميناء نروجي لكي تصلح في حوضه، فيما استقرت "كورسك" على قاع البحر. وأوردت صحيفة "مسكوفسكي كمسمولتس" رواية أخرى نسبتها إلى "مصادر عليا"، وذكرت فيها ان الغواصتين الأميركيتين لم تستجبا لاشارات واستفسارات البحرية الروسية، فكلفت قطعات اسطول الشمال بارغامهما على الابتعاد عن منطقة المناورات. وقد رصدت "كورسك" واحدة من الغواصتين وقامت بمناورة لحملها على الخروج من مكان التدريبات، وبعد "اصرارها" على البقاء طلب قائد الغواصة الروسية من قيادته اذناً باطلاق طوربيدات للتحذير وحصل على موافقة، إلا أن زميله الأميركي الذي رصد المكالمة فهم ان الطوربيدات ستطلق لإصابته، فبادر هو إلى اطلاق طوربيد من نوع "MS-48" الذي اغرق "كورسك". ولم يصدر تعليق رسمي على هذه الرواية، إلا أن مراسل القناة الحكومية "آر. تي. آر" وهي المحطة التلفزيونية الوحيدة التي سمح لها بالتصوير في موقع الحادث، ذكر ان سفن الانقاذ عثرت على طوافات "ليست روسية" تطلقها عادة الغواصات التي تصاب بعطل لكي تساعد في الاهتداء إليها. ولم يستبعد المراسل احتمال طرده من مكان العمليات لكشفه هذه المعلومات، وقد أعلنت قيادة الاسطول لاحقاً أنها "لا تؤكد" المعلومات التي أوردها. زيارة مدير ال "سي اي اي" وتعززت التكهنات في شأن وجود "أثر" أميركي بعد وصول جورج تينيت وامتناع السلطات الروسية عن إعلان نبأ الزيارة، فيما ذكرت السفارة الأميركية ان الزيارة "كان قد خطط لها سلفاً". وقال خبير عسكري روسي ل"الحياة" إن الحديث عن "تورط" أميركي قد يجعل من حادث غرق الغواصة بداية "مجابهة تعيد العالم إلى زمن الحرب الباردة". وأضاف ان المكالمة التي أجراها الرئيسان فلاديمير بوتين وبيل كلينتون ربما هدفت إلى احتواء أي احتمال ل"وقيعة" بين البلدين. ولاحظ المراقبون ان روسيا لم تعلن حتى الآن قبول مساعدة أميركية لانتشال طاقم الغواصة، في حين أنها وافقت على وصول فريقين بريطاني ونروجي. وواصلت سفن الاغاثة الروسية محاولاتها للالتحام ب"كورسك"، إلا أن الكبسولات التي انزلت أمس لسبع مرات اخفقت في تحقيق أهدافها. وأكد عدد من كبار خبراء البحرية ان الأمل في العثور على أحياء ضئيل للغاية. ونشرت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" قائمة باسماء 118 شخصاً كانوا على متن "كورسك" وبينهم 86 ضابطاً وضابط صف و31 من البحارة المجندين. وأشارت إلى أن الضربة الأولى والأكبر أصابت القسم الرئيسي الذي كان فيه 43 ضابطاً بينهم رئيس أركان الفرقة البحرية السابعة باغريانتسيف. وأكدت "كمسمولسكايا برافدا" ان الجهات الرسمية رفضت تسليمها القائمة، فحصلت عليها بعدما دفعت لضابط كبير... رشوة مقدارها 650 دولاراً.