أعلنت روسيا أن إحدى غواصاتها النووية القديمة غرقت فجر أمس السبت في مياه البحر العاتية في القطب الشمالي ما أسفر عن مقتل تسعة عسكريين ونجاة الفرد العاشر في الطاقم بينما يجري قطرها الى الميناء لتفكيكها وفق برنامج معد منذ خروجها من الخدمة في عام 1989. وغرقت الغواصة في قاع بحر بارنتس على عمق 170 مترا ولكن مسؤولين قالوا ان المفاعلات النووية للغواصة البالغ عمرها 40 عاما كانت أغلقت عام 1989 عندما خرجت من الخدمة وهونوا من احتمال وجود تهديد للبيئة. غير ان احدى جماعات الضغط البيئية قالت انه من المرجح ان المياه تسربت الى المفاعلات ويجب مراقبة مستويات الاشعاع في المنطقة عن كثب. وفى ايطاليا تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عانى بشدة سياسيا من غرق الغواصة النووية كورسك في بحر بارنتس قبل ثلاث سنوات عندما لقي 118 بحارا مصرعهم باجراء تحقيق شامل. وقال بوتين للصحفيين على متن الطراد موسكفا قبالة سواحل سردينيا: بالطبع سنتحقق من كل اسباب المأساة. وقال المدعي العسكري الكسندر سافينكوف للقناة الروسية الاولى انه يجري استجواب قبطان الغواصة سيرجي جيمتشوجوف بشأن الحادث الذي وقع خلال عاصفة فجر أمس السبت. واستبعد فيكتور كرافشنكو رئيس اركان القوات البحرية فرص العثور على السبعة المفقودين احياء مشيرا الى الامواج العاتية ودرجة حرارة المياه التي تصل الى 10 درجات مئوية. وقال ان سفن الانقاذ التي تستخدم اجهزة استماع خاصة فشلت في اكتشاف أية علامات تدل على وجود حياة داخل الغواصة. واضاف كرافشنكو: لا تسمع أية اشارات. من الواضح انه لا يوجد أي من افراد الطاقم احياء. وقال ايجور ديجالو المتحدث باسم البحرية ان جميع الاسلحة بما في ذلك الطوربيدات والصواريخ ازيلت من الغواصة عندما خرجت من الخدمة. وعقب الكارثة، أصدر وزير الدفاع سيرجي إيفانوف أمرا بإعفاء سيرجي زيمشوزني قائد قوة الغواصات في منطقة جريمخا من منصبه. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للانباء عن بعض المصادر أن إيفانوف صرح بأن غرق الغواصة كان نتيجة انتهاك خطير لقواعد السحب الامن للغواصة. وقال إيفانوف لست قاضيا. وسوف تحدد المحكمة المتهم في هذه المأساة. وغاضبا، قال إدوارد بالتين وهو قائد غواصة سابق وتولى لاحقا قيادة الاسطول الروسي في البحر الاسود لاذاعة إيكو موسكفي: ما كان يجب أن يكون هناك أي شخص على متن الغواصة (أثناء سحبها). وأضاف قائلا إن الغواصة كيه-159 كانت تتسرب إليها المياه أثناء آخر رحلاتها عام 1983. ودخلت الغواصة التي تنتمي للجيل الاول من الغواصات النووية الخدمة في الاسطول الشمالي الروسي عام 1963. وما زال الاسطول الروسي يضم غواصات كثيرة من هذا النوع بسبب نقص التمويل اللازم لتفكيكها والذي تشير التقديرات إلى أنه قد يبلغ أربعة مليارات دولار.