رحبت مصادر سعودية مسؤولة في الرياض بالزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي الجديد كولن باول للمملكة وبجولته الشرق أوسطية بعد اقل من اسبوعين والتي يزور خلالها أيضاً كلاً من مصر والأردن وغزة والسلطة الفلسطينية واسرائيل. ووصفت المصادر جولة الوزير الأميركي بأنها تعبير عن استمرار اهتمام الولاياتالمتحدة بعملية السلام في الشرق الأوسط وبقضايا المنطقة، معربة عن أملها في أن يكون هذا الاهتمام ايجابياً وبشكل يحقق الاستقرار والأمن والسلام الشامل والعادل في المنطقة. وتوقعت مصادر سياسية في الرياض ان تسهم محادثات وزير الخارجية الأميركي مع القادة السعوديين في اطلاع الادارة الاميركية الجديدة على صورة الاوضاع في منطقة الخليج بشكل خاص، وعلى تشجيع واشنطن على فتح حوار مع ايران من اجل تطبيع العلاقات بينهما، وهذا ما كان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حاول اقناع الادارة الأميركية السابقة به. وعلى رغم ان المسؤولين السعوديين لا يحبذون الحديث عن تفضيل التعامل مع ادارة للبيت الأبيض عن ادارة أخرى، الا ان المراقبين يعتقدون أن العلاقات السعودية ستكون افضل حالاً مع الادارة الأميركية الجديدة خصوصاً ان مسؤولي هذه الادارة، الرئيس بوش نفسه ونائب الرئيس ديك تشيني ووزير خارجيته كولن باول، كانت لهم علاقات شخصية جيدة مع الرياض. ومن المعروف ان تشيني وباول عملا مع السعوديين للاعداد لحرب تحرير الكويت حين كان الأول وزيراً للدفاع والثاني رئيس هيئة الاركان، وهما يعرفان المملكة والمنطقة ومسؤوليها معرفة شخصية جيدة، كما ان الرئيس بوش الابن كان زار السعودية أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية. ولا تنكر الرياض ان علاقاتها كانت جيدة مع ادارة البيت الأبيض السابقة ومع الرئيس السابق بيل كلينتون، ولكن كان "يُعكر" هذه العلاقة أو "يُعطل عليها" وزارة الخارجية الأميركية والوزيرة مادلين اولبرايت وطاقمها الشرق أوسطي بالذات. والأمل كبير في الرياض في ان تساعد العلاقات الشخصية التي كانت قائمة مع مسؤولي الادارة الأميركية الجديدة في تعزيز التفاهم بين الجانبين حول مختلف المسائل التي تهم البلدين وليس بشأن امن منطقة الخليج والوضع في العراق فقط. ومن المعروف ان من اهم المواضيع التي تهم الرياض القضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة. ويلاحظ مراقبون ان الادارة الأميركية عملت بعد استلامها مهماتها على الاتصال أكثر من مرة مع الرياض، وكان آخر اتصال اجراه وزير الخارجية باول الأربعاء الماضي مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله. وجاء هذا الاتصال بعد فوز شارون في انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية، بغية تأكيد توجه الادارة الأميركية الى التعاطي مع ملفات الوضع في المنطقة بالتعاون مع اصدقائها، وهذه سياسة تحبذها الرياض.