سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام المحافظ ومسؤول صحيفة "رسالت" السيد مرتضى نبوي ل "الحياة" : . تهمة وزراء محافظين بالاغتيالات ركوب لأشنع السياسة ... وخاتمي لم يحقق من شعاراته الشيء الكثير
تبدو استراتيجية الجناح المحافظ في الحكم الإيراني، عشية انتخابات الرئاسة، غامضة، في اللقاء مع مرتضى نبوي، أحد أقطاب الجناح هذا وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإسلامي ومسؤول صحيفة "رسالت"، يقول السيد نبوي إنه ليس ناطقاً رسمياً باسم المحافظين، إلا أنه يُعتبر أحد العارفين بأسرار التحرك اليميني. فهو كان نائباً في البرلمان لولايتين، وهو وزير سابق في حكومة الرئيس هاشمي رفسنجاني. ويحذّر نبوي في الحديث الذي خص به "الحياة من تفاقم الأوضاع في ايران بين التيارين المحافظ والإصلاحي، وينفي حصول تغيير في النظرة الرسمية والشعبية إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، وهنا نص الحديث: هناك أصوات في اليسار الإصلاحي تُنادي بعودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ويُقال إن الجيل الجديد يؤكد ذلك، فما رأيكم؟ - إننا لا نعتبر العلاقة مع اميركا كالعلاقة مع إسرائيل. فنحن لا نعترف بشرعية إسرائيل أساساً، فكيف تريدون ان يكون كلام على إقامة علاقة معها؟ ولكن الأمر يختلف مع أميركا. فحتى الإمام الخميني الراحل كان يؤكد في مواقفه المعادية لأميركا أن الأخيرة إذا لم تغيّر مواقفها تجاه ايران، أو إذا لم تتحقق المطالب الإيرانية، فإننا لا يمكن ان نقيم اي نوع من العلاقة معها. ومع بالغ الأسف فالروح الأميركية العدائية بعد انهيار المعسكر الشرقي، تعاظمت أكثر فأكثر، وضاعفت من مواقفها الاستكبارية، وتحاول أن تتعامل مع العالم وكأنها تُملي النظام الذي تتطلع إليه على دوله كلها. وهذا ما لا يمكن ان يتحمله شعبنا أو يقبله، لا الجيل الإيراني الحالي، ولا الجيل السابق. أنا لا أنكر ان شريحة من الشعب الإيراني منذ زمن بعيد، كانت - ولا تزال - تتلهف لإقامة علاقات جيدة مع الغرب، وهؤلاء عُرفوا بالشريحة الوطنية المتديّنة. لكن هذه الشريحة لا تنطبق عليها شروط الوطنيين أو المتدينين، ويُمكن تسميتها بالليبرالية، أو المولعين بالغرب، وهو تستغل الحرية الموجودة في بلادنا وتطلق بعض آرائها من وسائل الإعلام الرسمية. وهذه الشريحة لا تمثل الجيل الناشئ للبلاد. أما استماع الرئيس كلينتون لكلمة السيد خاتمي، فهذه أقوال تُروجها بعض وسائل الإعلام. والرئيس خاتمي، من على منبر الأممالمتحدة في نيويورك قال إن أميركا ما زالت تواصل نهجها السابق تجاه ايران. ولا أعتقد أن "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية"، وهي منظمة سياسية عريقة تنخدع ببعض ظواهر التصرف الأميركي. إلا إذا اعتبرنا أن انصار هذه المنظمة قد أعادوا النظر في مواقفهم ومبادئهم الأصولية، وهذا أستبعده شخصياً. في ملف عمليات الاغتيال، عام 1998، هناك أطراف محافظة تقول إن الإصلاحيين متورطون فيها، بينما يرد الإصلاحيون أن الأمر يمتد من سعيد إمامي، الرأس المدبّر إلى علي فلاحيان وزير الاستخبارات السابق، وصولاً الى حكومة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني... - أنا أعتبر هذه التحليلات خاطئة ومرفوضة في المنازعات السياسية، وإذا كانت الأطراف السياسية تريد ركوب مثل هذه الأمواج للوصول الى أهدافها، فإنها تسلك أشنع السبل للمنافسة السياسية. وعلى جميع الأطراف ان تتعاون في كشف جذور الفتنة داخل وزارة الأمن، وتجتثها من الجذور بشكل كامل. لأن هذه الجذور، أينما وجدت، تخلق مشكلات للآخرين حتى لو كان مرتكبها لا ينتمي إلى جهة سياسية. هل نفهم من موقفكم انكم تدعون الى محاكمة جميع المتورطين مهما كانت انتماءاتهم؟ - نعم، وعلى رغم من أني لا أعتقد ان ما حدث في وزارة الأمن يرتبط بالتنافس السياسي بين التيارات، بل كان ضرباً من الفساد المستشري في الوزارة، لا أقبل ادعاءات منفذي الجرائم الانتماء الى هذا التيار أو ذاك، وأعتقد أن السلطة القضائية يجب أن تتحرى جذور هذه الفتنة الفاسدة، من دون الالتفات الى ادعاءات المنفذين. هل تعتقدون ان تيار اليمين سيقدم مرشحاً للانتخابات الرئاسية القادمة؟ - نحن ندرس هذه القضية ونعتقد ان التطرق الى هذا الأمر مبكر في الوقت الحاضر. ما مغزى تهديد صحيفة "جمهوري إسلامي" بمقاطعة الانتخابات إذا لم تكف جبهة الإصلاحيين عن مهاجمة مرشحي اليمين المحتملين مثل الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني أو علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد؟ - أنا بدوري أعتقد أن تحذير صحيفة "جمهوري إسلامي" جاء في محله، وأنا تراودني نفس هذه الفكرة. يعني أن عقلاء "جبهة الثاني من خرداد" إذا لم يكفوا متطرفيهم عن هذه الاتهامات والتشهير، وتركوهم يعكّرون صفو الانتخابات الرئاسية من خلال تشويه السمعة، وإزاحة الطرف الآخر من الساحة، فإن من المحتمل ان تسأم الأطراف الأخرى المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد لا تتمكن من إقناع شخصية متزنة ومرموقة بخوض الانتخابات الرئاسية. لكن الإصلاحيين يقولون إنكم أجبرتموهم، خلال تولي اليمين الحكم، على اعتزال السياسة لمدة ثماني سنوات. ألا يحق لهم الاقتصاص منكم اليوم؟ - إذا أردتم القول إن هذا الموقف اليساري هو ردة فعل، فعليكم بمراجعة الماضي، فقد كانت الغالبية لنا في مجلس الشورى الإسلامي في دورتيه الرابعة والخامسة. لكن سلوكنا مع الأقلية المعارضة، وحتى مصادقاتنا على المقترحات، لم تعكس هذا الشيء. وكنا نشرع القوانين بالتفاهم المتبادل في ما بيننا. لكن "رابطة العلماء المناضلين"، برئاسة الشيخ كروبي كانت مبعدة عن الحكم. - لا لم يكن الأمر كذلك. كان أنصارهم في الحكومة، وفي المحافظات. كما وكان وزراء الرئيس خاتمي من محافظي فترة رئاسة الشيخ رفسنجاني. هل من المحتمل ان يدعم تيار اليمين ترشيح الرئيس خاتمي لدورة رئاسية ثانية؟ - استبعد ذلك. وفي المنافسات السياسية قد لا يحدث مثل هذا الأمر أصلاً. هذا تصوري وتحليلي للأحداث وليس تصريحاً لناطق باسم اليمين. وفي السنتين الأخيرتين كان مجلس الشورى والحكومة متطابقي الاتجاه السياسي في شكل كامل وكان يجب ان نرى آثار العلاقة الإيجابية في ما بينهما، وتلبية مطالب الشعب على أقل تقدير. وباعتباري أحد منتقدي الحكومة ورئيس الجمهورية، أقول إن الرئيس خاتمي لم يحقق الكثير من الشعارات التي رفعها إبان حملته الانتخابية. هل تحذرون من أن تتكرر تجربة الاتحاد السوفياتي السابق في ايران؟ - انكم ربما تعتقدون ان الشيخ كروبي هو من أبرز رموز تيار اليسار. انظروا الى مواقفه وتحذيراته فستجدونها نفس المواقف والتحذيرات التي نوجهها نحن. وهذه إشارات ايجابية وطيبة إلى أننا نسير باتجاه منافسة سليمة. والأخطار الموجودة في المجتمع تدل على حيوية الدفاع الذاتي للمجتمع. من تقصدون بالطابور الخامس الذي تقولون إنه تسلل بين الإصلاحيين؟ - إن البارزين منهم هم الليبراليون، وقد تمكّنوا من التوغّل في "جبهة الثاني من خرداد" وما زالوا تحت غطاء الوطنيين المتدينين. لكننا نعتقد أن الكثير من المعارضين للنظام والحكومة الإسلامية تمكنوا من التسلل في هذا الإطار. وحتى حزب "توده"، الشيوعي السابق، نرى آثاره بين هؤلاء، الى المنافقين. هل تعتقدون أن منظمة "مجاهدي خلق" متغلغلة في صفوف الإصلاحيين؟ - لا أريد أن أقول ذلك، لكن أقول إن أي معارضة للنظام الإسلامي تعمل على التسلل تحت لواء "الثاني من خرداد"، وتتخذ منها حصان طروادة ودرعاً لأعمالها، وعلى أصحاب الجبهة الأصليين توضيح موقفهم من بعض القضايا. كيف يُقوم تيار اليمين العلاقة بين الرئيس خاتمي والقائد الخامنئي. فهناك مَن يقول إنهما يتعارضان تماماً في مواقفهما. وهناك من يقول العكس ويعتقد أن دور كل منهما يكمل دور الآخر، لكن كل منهما يستفيد من صلاحياته فقط، فما رأيكم؟ - أرى أن العلاقة بين الرئيس والقائد، علاقة طيبة ومنطقية تتماشى والدستور الإسلامي، وكان التعامل الثنائي ايجابياً وبناء حتى الآن. وهذا ما نشاهده بوضوح في مواقف القائد والرئيس. إذا لم يتمكن اليسار واليمين من السيطرة على الساحة الإيرانية، فهل يمكن ان ينقلب الوضع لصالح الليبراليين؟ - نحن وجهنا مثل هذا التحذير سابقاً، وقلنا إذا لم تكن المنافسة محسوبة ودقيقة، وسيطر المتشددون على أوضاع البلاد لا سمح الله قد يسود الهرج والمرج البلاد، ويتعرض أمن البلاد وسلامتها لأخطار كثيرة، لكن بُعد التيار الثالث الليبراليين عن الشعب شاسع فإذا ظهر هذا التيار على حقيقته أمام الشعب فلن تجد له أي مناصر، فهم يختبئون تحت أقنعة.