ساهم تردي نتائج اتحاد جدة في المراحل الثلاث الأخيرة من بطولة السعودية لكرة القدم في نشوب ازمة بين احمد مسعود رئيس النادي وبين انصار الفريق الذين لم يتقبلوا تعادل فريقهم على ملعبه امام فريق المؤخرة القادسية، وهتفوا عقب المباراة بعبارات لاذعة اعتبرها رئيس النادي في بيان وزعه على الصحف نيلاً من ذاته. وكانت جماهير الاتحاد طالبت باقالة المدرب الايطالي لويجي دوسينا، واتهمت مسعود بتعمد الابقاء عليه. ونجحت شعبية الاتحاد اللافتة في معقله مدينة جدة التي تضم الى جانبه الاهلي صاحب الشعبية الأقل في جذب بعض الاثرياء ورجال الأعمال الى الدخول في قائمة اعضاء النادي، ما جعل الاتحاد يحصل على دعم مالي ضخم بصفة دائمة لتمويل صفقات التعاقد مع اللاعبين والمدربين. واستطاع النادي في المواسم الخمس الاخيرة تمويل صفقات بنحو 80 مليون ريال جعلت منه اكثر الاندية انفاقاً في السعودية، وقادته الى احراز ثمانية القاب والمنافسة بجدية على القاب كل البطولات المحلية والآسيوية. ويعاني الاتحاد حين يخوض مبارياته امام انصاره في جدة عدم تقبلهم للخسارة، والالقاء باللائمة سريعاً على مدرب الفريق ورئيس النادي ومطالبتهما في احيان كثيرة بالاستقالة. وينتظر ان تؤدي خسارة الاتحاد في ملعبه امام متذيل اللائحة النجمة صفر-1 الأسبوع الماضي الى تزايد الخلاف بين انصار الفريق ورئيس ناديهم الذي هدد بترك منصبه في حال تعرضه لانتقادات جديدة، خصوصاً ان سخط جماهير الاتحاد على نتائج الفريق الأخيرة حمل بعض "المتطرفين" على توجيه سيل من الشتائم لرئيس النادي حين خروجه من الملعب الذي شهد تعادل فريقه مع القادسية الاثنين الماضي في جدة، ما تطور لاحقاً الى قضية الاسبوع في الشارع الرياضي الذي انشغل بتصريحات مسعود ضد انصار ناديه وانتقاده اللاذع لتصرفاتهم الأخيرة. ووجدت الصحف في هذا الخلاف مادة دسمة ساهمت في زيادة مبيعاتها وجذب المعلنين اليها، ما جعل بعضها يخصص مساحة كبيرة في صفحات الرياضة لمتابعة احداث الاتحاد ورصد ردود الافعال. وعلى رغم ان خروج انصار الاتحاد على رئيس ناديهم اصبح مشهداً مألوفاً في المواسم العشر الأخيرة، الا ان الخلاف الأخير ظهر اكثر مواكبة للقرن الجديد حين فتح انصار الاتحاد جبهة على مسعود وهاجموه من خلال مواقع الرأي المنتشرة على شبكة الانترنت مستفيدين من المواقع ذات الشعبية الواسعة بين مستخدمي الانترنت وحرية عرض افكارهم وانتقاداتهم من دون قيود، بيد ان رئيس النادي وجه لكمة الى معارضيه حين افلح في استمالة الصحافة التي تبنت موقفه واستنكرت ما تعرض له من هتافات وعبارات مسيئة، بل ان زيارته الى مكاتب تحرير الصحف واجتماعه الى المسؤولين فيها عززت موقفه وزادت من حماسة بعض الصحف في الدفاع عنه، ما جعلها توجه انتقادات حادة الى انصار الاتحاد من دون ان تجد حرجاً في كيل الشتائم والعبارات القاسية ضدهم. وينتظر ان تتحسن العلاقة بين الطرفين في حال تمكن احمد مسعود من التعاقد مع المدرب الروماني انجل يوردانسكو ليحل محل دوسينا.