تسببت خسارة الاتحاد جدة امام جاره الأهلي 2-3 في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الملك عبدالعزيز لكرة القدم، الخميس الماضي، بعودة الانتقادات التي ظل انصار الاتحاد يوجهونها الى رئيس ناديهم ولاعبيهم منذ بداية الموسم. وكانت انتقادات انصار الفريق توقفت فجأة عقب الفوز الساحق الذي حققه الاتحاد على الهلال 4- صفر منتصف الاسبوع الماضي في الدوري، لكنها عادت بأشد بعد الخسارة أمام الاهلي لأنها أخرجت الاتحاد صفر ايدين في ثالث مسابقة له في الموسم الحالي. ويواجه رئيس النادي أحمد مسعود انتقادات حول خسارة الاتحاد بطولتي كأس الاتحاد السعودي والكأس السوبر الآسيوية ايضاً لأنه تعاقد في بداية الموسم مع المدرب الجورجي المغمور ريفاز ولم يسرع في جلب محترفين أجانب يدعمون الفريق في مباراتي الكأس السوبر، بينما وجهت اتهامات الى لاعبي الفريق بتعمد الخسارة امام الشباب 3-5 الاسبوع قبل الماضي وتحويل تقدمهم 3- صفر الى خسارة قاسية 3-5. وحملت ردود الفعل الاخيرة التي تلت الخسارة أمام الأهلي تشكيكاً في قدرات المدرب الحالي للفريق الكرواتي ايفان وفي امكانية قيادة الاتحاد الى تحقيق بطولة خلال الموسم الحالي. ويعاني رئيس النادي مسعود صعوبات في اقناع انصار فريقه بصحة قراراته بعدما تطورت مناقشاته مع أحدهم الى اشتباك بالايدي! ويرى مسعود ان فريقه لا يزال يمتلك المستوى نفسه الذي احرز بفضله اربع بطولات في الموسم الماضي وأن ظروفاً عارضة ساهمت في خسارته للبطولات الثلاث في الموسم الحالي، ويؤكد ان الاتحاد لن يخرج من دون بطولة وأنه سيعمل على التعاقد مع لاعب عالمي للعب الى جانب الايطالي دونادوني. غير ان مسعود الذي صار افضل رئيس في تاريخ النادي بعدما قاده الى الفوز بخمس بطولات في الموسمين الاخيرين اصبح يواجه مهمة كسب ولاء اللاعبين الذين لم يعودوا اصدقاء له كالسابق بسبب عدم حصولهم على مكافأت وعدهم بها الموسم الماضي اضافة الى حال التقشف التي انتهجها وساهمت في فقدان اللاعبين امتيازات اضافية تعودوا الحصول عليها، ما جعل بعضهم يحرص على عدم التعاون مع رئيس النادي. ويبدو المدافع وأقدم لاعبي الفريق أحمد جميل متهماً بتحريض اللاعبين وقيادة التمرد ضد رئيس النادي بعدما قام الأخير بإجراءات تهدف الى تحجيم الدور المتزايد والنفوذ الكبير الذي أصبح أحمد جميل يمتلكه ويوجه به بقية اللاعبين ضد المدرب تارة وضد الرئيس تارة أخرى. وجاء قرار مسعود بمنع المدافع جميل من مرافقة الفريق إلى طهران لملاقاة الاستقلال الإيراني في كأس الكؤوس الآسيوية بداية لمواجهة ساخنة بين رئيس النادي ولاعبه المتمرد. ودفع الاتحاديون ثمن المواجهة سريعاً عقب عودتهم من طهران ببطاقة التأهل، وخسر فريقهم أمام الشباب على أرضه وبين جماهيره بخمسة أهداف ولجت مرمى الفريق في الشوط الثاني عقب دخول المدافع محمد الخليوي، الصديق الحميم لأحمد جميل إلى الملعب. وأظهر استطلاع للرأي قامت به صحيفة "عكاظ" أن غالبية أنصار الاتحاد يعتقدون بوجود مؤامرة من تدبير اللاعب المبعد أحمد جميل ومساعدة الخليوي الهدف منها إسقاط رئيس النادي. ويعاني المدربون الذين يشرفون على تدريب الفريق في كل موسم من تدخلات أحمد جميل أثناء سير المباريات وتحكمه بالتغييرات وتنفيذ طريقة اللعب، إضافة إلى تدخلاته في قرارات وصلاحيات رئيس النادي الخاصة باللاعبين، ما جعل مسعود يفكر جدياً في إيقاف تأثيره والحد من نفوذه داخل الفريق وإتاحة الفرصة للمدرب بالعمل بحرية تامة. ويرى كثيرون أن حل الخلاف بين رئيس النادي واللاعب سيؤدي إلى عودة الانسجام داخل الفريق خصوصاً أن استحقاقات مهمة تنتظر الاتحاد في الموسم الحالي ككأس الكؤؤس الآسيوية وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين. غير أن رئيس النادي لا يزال يثق بوقوف أعضاء النادي إلى صفه وبقدرته على تسيير الفريق في البطولات المقبلة برغم تزايد الانتقادات والخلافات داخل النادي.