مدريد - أ ف ب - سجلت السياحة العالمية العام الماضي نمواً بلغ 4،7 في المئة، وهو ما يعادل ضعفي النمو المسجل عام 1999، بفضل ازدهار الاقتصاد وجملة أحداث دولية مهمة، كما اعلنت في مدريد "المنظمة العالمية للسياحة". وافادت الارقام الموقتة للمنظمة العالمية للسياحة ان 698 مليون رحلة سياحية تمت العام الماضي، اي بزيادة 50 مليون رحلة تقريباً عن العام 1999. وشدد المدير العام للمنظمة فرانشيسكو فرانجياللي على القول في مؤتمر صحافي ان نتائج السياحة في السنة الاخيرة من الالفية الثانية "تخطت التوقعات الاكثر تفاؤلاً". واضاف "توافرت للسياح العام 2000 اسباب اكثر من أي وقت مضى حملتهم على السفر الى الخارج"، كالألعاب الاولمبية في سيدني، وكأس اوروبا في كرة القدم في بلجيكا وهولندا، ومعرض "اكسبو - 2000" في هانوفر واليوبيل المسيحي في روما. لكنه عبّر عن توقعات أقل تفاؤلاً بخصوص وضع السياحة العالمية في 2001 مشيراً الى انه لن يكون "مرضياً" بهذا الشكل اذ لن يتجاوز نموه 1،4 في المئة بسبب التباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة الذي يمكن "ان يؤثر على ثقة المستهلكين"، كما اكدت "المنظمة العالمية للسياحة". وازدادت الرحلات السياحية العام الماضي في جميع مناطق العالم، لكن النمو الابرز استمر في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادىء زائد 5،14 في المئة. ويؤكد هذا الاداء ان هذه المنطقة تجاوزت ازمتها المالية والنقدية في مطلع التسعينات، كما اوضح فرانجياللي. وبقيت فرنسا نقطة الجذب السياحية الاولى في العالم 5،74 مليون زائر، اي بزيادة 2 في المئة عن 1999، لكن الولاياتالمتحدة احتلت المرتبة الثانية متخطية اسبانيا بسبب تعديل وسائلها المعتمدة في احتساب عدد الزوار. وبقيت اوروبا واحدة من ابرز مناطق السياحة العالمية، وعززت ذلك اقامة "معرض اكسبو - 2000" في هانوفر واليوبيل المسيحي في روما، من جهة، واستئناف الرحلات الى دول اوروبا الشرقية بعد انتهاء النزاع في كوسوفو، من جهة ثانية. كذلك، فان متانة الدولار وانخفاض قيمة اليورو اجتذبا عدداً قياسياً من السياح الاميركيين الى اوروبا. لكن ثمة مفارقة تمثلت في التراجع البالغ قدره 9،1 في المئة في عدد السياح الى بريطانيا الذي تعزوه "المنظمة العالمية للسياحة" الى ارتفاع قمة الجنيه الاسترليني. اما السوق التركية فشهدت انتعاشاً ملحوظاً، في اعقاب سنوات من "التراجع الناجم عن انعدام الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية". بيد ان ارتفاع قيمة الدولار لم يؤد الى تراجع عدد الرحلات السياحية الى الولاياتالمتحدة التي ارتفعت 7،8 في المئة قياساً الى العام 1999. اما في الشرق الاوسط فقد سجلت السياحة "نمواً ملحوظاً حتى اندلاع موجة العنف في نهاية ايلول سبتمبر الماضي" الذي اوقف عملياً تدفق الاجانب، كما قالت "المنظمة العالمية للسياحة". وفي المقابل كانت افريقيا القارة الوحيدة التي لم تستفد من ازدهار السياحة في 2000. واكدت الارقام الموقتة ايضاً ان العائدات السياحية العالمية بلغت 476 بليون دولار، بزيادة 5،4 في المئة مقارنة بالعام 1999.