على الرغم من التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة الاسبانية مدريد يوم الخميس الماضي فإن التفاؤل يسود الجو العام في معرض برلين الدولي للسياحة (آي تي بي وورلد توريزم فير) أكبر معرض للسياحة في العالم. ويتوقع الخبراء نموا كبيرا للحركة السياحية في العالم عام 2004. يقول كلاوس لابيل رئيس الاتحاد الوطني لصناعة السياحة الالمانية إن السياحة العالمية هي أكبر مبادرة سلام عالمية. وهذا سبب كاف لكي لا نترك للارهابيين اليد العليا. أما مايكل فلي الرئيس الاقليمي لوسط أوروبا في مجلس السياحة بجزيرة هونج كونج فيقول نحن متفائلون جدا بعام 2004 . ففي العام الماضي تراجع عدد السائحين القادمين من ألمانيا إلى هونج كونج بنسبة 32 في المئة بسبب انتشار وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس). ويتابع قائلا حتى الآن فالعام الحالي يبدو مختلفا. فصالات السفر في المطارات عادت للنشاط مرة أخرى وبخاصة القادمين من ألمانيا بفضل قوة اليورو على الرغم من أن طاقة النقل الجوي بين ألمانيا وهونج كونج لم تعد إلى مستوياتها السابقة قبل تفشي سارس. وأضاف حتى الآن لم تعد لوفتهانزا (شركة الطيران الالمانية) تشغيل رحلاتها بين ميونيخ وهونج كونج التي كانت تتراوح بين ثلاث وست رحلات أسبوعيا ولكن من المتوقع أن تفعل ذلك مع بداية فصل الصيف في إبريل المقبل وهذا سوف يساعدنا. كما يتنبأ فلي أيضا بزيادة كبيرة في أعداد السائحين القادمين من الولاياتالمتحدة بعد التراجع الحاد في عددهم خلال العامين الماضيين. وقال نتوقع نمو عدد السائحين الامريكيين بنسبة تزيد على عشرة في المئة مرة أخرى. كما تتوقع باقي دول جنوب شرق آسيا نموا سياحيا خلال العام الحالي. كان عدد السائحين في ماليزيا قد تراجع العام الماضي بصورة حادة. ولكن سام أبادوري مدير مجلس الترويج السياحي الماليزي في فرانكفورت يقول كل شيء يشير إلى انتعاش قوي. وأضاف: شهد شهرا ديسمبر ويناير رقما قياسيا في عدد السائحين الذين وصلوا إلى ماليزيا. جذبنا 4ر1 مليون سائح أغلبهم جاء من سنغافورة وتايلاند وإندونيسيا. كما أن هناك زيادة في أعداد القادمين من الصين والهند. وأشار أبادوري إلى الصين والهند باعتبارهما أصبحتا من مصادر السياحة المستقرة إلى ماليزيا وهو ما يبعث على الثقة في تدفق المزيد من المستثمرين من الدولتين إلى ماليزيا خلال السنوات المقبلة. كما أن مجلس السياحة والسفر العالمي يبدو أكثر تفاؤلا. فهو يتوقع نموا سياحيا استثنائيا في الصين والهند بزيادة سنوية في عدد السائحين الذين يسافرون إلى الخارج من الدولتين بنسبة 7ر8 في المئة و8ر8 في المئة على الترتيب خلال السنوات العشر المقبلة.