قالت "منظمة السياحة العالمية" ان أزمة كوسوفو لن تترك سوى أثر محدود على السياحة في البلدان المجاورة، وانها لم تمنع السياح من السفر الى الخارج كما حدث في السابق إبان حرب الخليج الثانية عام 1991. وذكر الأمين العام للمنظمة فرنسيسكو فرانجياللي ان "الوضع الاقتصادي للأسواق الرئيسية الموردة للسياحة في أميركا الشمالية وأوروبا لا يزال جيداً. وانطلاقاً من المعطيات المتوافرة في الفصل الأول من السنة، فإن مؤشراتنا تظهر ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الحجوزات القادمة من هذه الأسواق لا سيما المانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا، في وقت بدأت اليابان تتعافى من الأزمة الآسيوية". واعتبر انه "على خلاف ما حدث خلال حرب الخليج الثانية عندما شهدت صناعة السياحة تراجعاً مفاجئاً قدره واحد في المئة، فإن أزمة كوسوفو لم تثر خوف السياح الى درجة تحتم عليهم البقاء في منازلهم. علماً أنها في بعض الحالات دفعت مرتادي الأماكن السياحية الى اختيار وجهة أخرى مختلفة". وأكد رئيس "جمعية السياحة الوطنية" في سلوفينيا يانيس سيرشيه ل"الحياة" ان التأثيرات التي تركتها الأزمة تبقى نسبية للغاية وأنها انعكست في شكل الغاء للحجوزات في الأيام الأولى للحملة الجوية، قبل أن يعود الهدوء في شكل تدريجي الى نفوس منظمي الرحلات الجماعية. وأشار الى أن الحجوزات انخفضت بين 30 و50 في المئة في نيسان ابريل والى أن الحكومة خصصت أموالاً كثيرة رصدت للترويج للبلاد مما سمح باستعادة بعض التوازن الى السوق. وتشير احصاءات "منظمة السياحة العالمية" الى أن بلدان المغرب العربي، لا سيما تونس والمغرب، واسبانيا والبرتغال شكلت الملاذ الذي تحولت اليه رحلات الكثير من وكالات السفر الأوروبية والأميركية. وانخفضت الحجوزات في كرواتيا، لا سيما في شبه جزيرة ايسترا ومدينة دوبرفنيك الساحلية، بنسبة 18 الى 30 في المئة. ويتوقع المسؤولون عن السياحة في كرواتيا ان يتراجع الموسم السياحي الاجمالي نهاية السنة الجارية بمعدل 30 الى 50 في المئة. وفي ايطاليا شهدت الرحلات الترفيهية البحرية على طول ساحلها المطل على البحر الادرياتيكي تغيراً في وجهة سيرها بعدما حولت الى مدينة جنوى. أما عدد السياح فلم يتراجع. وعانت هنغاريا من هبوط في نسب الحجوزات راوح بين 20 و30 في المئة في نيسان ما دفع المسؤولين الى توقع انخفاض في العوائد السنوية آخر 1999 بمقدار خمسة الى 35 في المئة. أما جمهورية تشيخيا التي تقدمت لاحتلال مكانة مرموقة بين أكثر الوجهات شعبية في أوروبا فعانت من انخفاض مريع في نسبة الحجوزات، لا سيما في الوجهة الأولى في البلاد وهي العاصمة براغ التي هبطت معدلات الحجز في الفنادق فيها بنسبة 50 في المئة، وشمل ذلك خصوصاً المسافرين القادمين من القارات الأخرى ومن أوروبا الجنوبية. وعانت تركيا من تراجع نسبي بدورها في ظل المخاوف من وقوع هجمات ضد المراكز السياحية، علاوة على تأثرها النسبي بما حدث في البلقان نتيجة قربها الجغرافي من المنطقة. وعانت اليونان بدورها من الغاء كثيف للحجوزات من قبل وكالات السفر في الولاياتالمتحدة وأوروبا الشرقية. اما السياحة الوافدة من بلدان أوروبا الغربية فبقيت على حالها من دون تغيير، علماً ان الكثير من السياح اختاروا التوجه الى اليونان عوضاً عن تركيا على رغم ان الأولى أقرب الى كوسوفو من الأخيرة. وتتوقع منظمة السياحة العالمية ان تتأثر حركة السياحة في أوروبا بالتعديلات التي لا يزال حلف شمال الأطلسي يفرضها على خطوط الملاحة الجوية المحيطة بمسرح العمليات في كوسوفو. كما ان هناك عملية اعادة تنظيم، لا علاقة لها بنزاع كوسوفو، تتناول الطبقة العليا من الفضاء الجوي في أوروبا الغربية. وهي إعادة تنظيم بدأت في شباط فبراير الماضي وينتظر ان تستمر طوال الصيف حاملة معها خللاً كبيراً على خطوط شركات الطيران. ومع انتهاء النزاع في كوسوفو وعودة الاطمئنان الى نفوس المسافرين وشركات السياحة والسفر وشركات الطيران، ينتظر العاملون في القطاع السياحي أن تعود نسبة الحجوزات مجدداً الى الارتفاع. ولكنهم يتوقعون ان يؤدي التنافس على بيع الأماكن الشاغرة الى خفوضات في الأسعار قد ينعكس في نهاية المطاف على حجم السعر الذي يتعين على السائح دفعه لشراء رحلة جماعية منظمة.