أدت الأزمة التي هزت الأسواق المالية الآسيوية وما خلفته من انعكاسات سالبة على الاقتصاد العالمي إلى تراجع حركة السياحة الدولية خلال العام الماضي. وتقول "منظمة السياحة العالمية" إن النمو في عدد المسافرين الدوليين تباطأ ليصل إلى نسبة 9،2 في المئة، في حين نمت عوائد السياحة الدولية بمعدل 7،2 في المئة فقط. وأشارت التوقعات الأولية الصادرة عن المنظمة الدولية إلى أن 613 مليون سائح سافروا حول العالم إلى بلدان أجنبية، وأنفقوا 448 بليون دولار. وذكر أمين عام "منظمة السياحة العالمية" فرانشيسكو فرانجياللي ان السياحة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادىء عانت، العام الماضي، أسوأ تراجع لها منذ سنوات، محققة معدل نمو لا يتجاوز واحدا في المئة. واعتبر أن ما حدث كان نتيجة صدمة نفسية انتابت سكان البلدان الآسيوية بعد الأزمة المالية التي تعرضوا لها، مما أدى الى انعكاسات سالبة على حجم الانفاق والموازنات الفردية المخصصة للرحلات الخارجية. وبخلاف الشرق الأقصى ومنطقة المحيط الهادىء فإن العالم شهد معدلات نمو قوية في القطاع السياحي. وقال فرانجياللي إن متوسط النمو العالمي كان سيصل إلى 5،5 في المئة، وهو معدل مماثل تقريبا لنسبة النمو المسجلة خلال 1996. وتتوقع "منظمة السياحة العالمية" أن يتدفق السياح بأعداد غفيرة الى آسيا، السنة الجارية، بسبب الأسعار الاغراقية في البلدان التي حولها انخفاض أسعار عملاتها الوطنية إلى وجهات مفضلة للسياحة الوافدة. إلا أن هذا التدفق لن يكفي وحده لتعويض الخسائر التي منيت بها أسواق السياحة الآسيوية السنة الماضية. وقال المحللون إن المشاكل التي تعاني منها صناعة السياحة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادىء مرشحة للاستمرار لمدة ثلاث سنوات على الأقل. ودفع هذا الأمر المنظمة إلى إعادة النظر في الأرقام المتفائلة السابقة، التي كانت قد أدرجتها في دراسة أثارت الكثير من الضجيج، لدى نشرها السنة الماضية، وحملت عنوان "السياحة أفق 2020" وتضمنت توقعات تخص معدلات النمو العالمي من الآن وحتى نهاية العقد الثاني من القرن المقبل. ورأى فرانجياللي أن حركة انتقال الآسيويين الى الخارج وكذلك أنشطة السفر إلى البلدان الآسيوية ستشهد تغيرات عدة في الفترة المقبلة، لا سيما بالنسبة إلى السياح القادمين من أوروبا والأميركتين، مشيراً إلى أنه "مقارنة مع التقديرات السابقة الخاصة بالعام 2000 والتي أجريت قبل الأزمة الأخيرة فإن نحو 11 مليوناً إلى 12 مليون سائح محتمل لن يزوروا منطقة آسيا - المحيط الهادىء، ما يعني خسارة تقدر بنحو عشرة في المئة". إلا أن هذه التقديرات المتشائمة تخلي السبيل أمام توقعات أكثر متفائلة لاحقاً. وقال مدير عام المنظمة الدولية "ستتعافى المنطقة ابتداء من سنة 2000، وستستعيد أداءها القوي السابق الذي ميزها خلال السنوات الماضية".