غزة - "الحياة"، ا ف ب - أعلن مصدر أمني فلسطيني ان فلسطينياً استشهد أمس عندما اطلق الجيش الاسرائيلي النار على سيارة فلسطينية كانت تمر عند مفترق الشهداء، قرب مستوطنة "نتساريم"، جنوب مدينة غزة. وأكد مصدر طبي ان اسماعيل احمد التلباني 50 سنة، قتل على الفور برصاصة في القلب. وقال شاهد عيان ان القتيل كان يقود سيارة اجرة متجهة من جنوب القطاع الى مدينة غزة. ولم يصب أي من الركاب الاخرين باذى. وكانت السيارة متوقفة مع سيارات اخرى بانتظار مرور موكب لسيارات الجيش والمستوطنين، وكان السائق يعد السيارة للانطلاق، فاطلق الجيش النار عليه وقتله على الفور. من جهة اخرى توقع رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز في تصريح نشر امس تصاعد المواجهات المسلحة خلال توقف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في الأسابيع المقبلة. وقال موفاز لصحيفة "هآرتس": "هذا حاصل في غزة والتصعيد سيطال الضفة الغربية". واضاف: "ليست هناك حالياً مفاوضات والفلسطينيون يشعرون بأنهم غير مرغمين على احباط الهجمات الارهابية". وتوقع تصعيداً خلال الاسبوعين أو الثلاثة المقبلة. وجاء تصريح موفاز غداة دخول الانتفاضة الفلسطينية ليل الثلثاء - الاربعاء منعطفاً جديداً ربما يساهم في وضع حل عاجل لواحدة من أعقد قضايا الحل النهائي، وهي الاستيطان. ففي تلك الليلة اطلق مجهولون قذيفة هاون في اتجاه مستوطنة "نتساريم" اليهودية الواقعة جنوب مدينة غزة، فأصابت منزلاً مكوناً من طبقتين ما أدى الى هدم أجزاء منه، استناداً الى مصادر عسكرية اسرائيلية. وأدى سقوط القذيفة الى بث الذعر في أوساط المستوطنين اليهود القلائل، وجنود الاحتلال الكثر في المستوطنة. وفور سقوط القذيفة ارتفع صوت قوات الاحتلال، عبر مكبرات الصوت تطالب المستوطنين بالنزول الى الملاجئ والغرف المحصنة، حرصاً على حياتهم وخشية سقوط قذائف اخرى. كما جرى تبادل كثيف لإطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي يقدر عددها بالمئات المكلفة حراسة المستوطنة الصغيرة المعزولة عن باقي المستوطنات ال17 المنتشرة على طول قطاع غزة. ويعتبر الفلسطينيون المستوطنات في الأراضي الفلسطينية أوراماً سرطانية يجب استئصالها بالعمل العسكري، أو بالمفاوضات، التي بدا واضحاً انها لن تزيلها تماماً. وتنتشر في الضفة وغزة مئات المستوطنات الكبيرة والصغيرة، ويعيش نحو 5 آلاف مستوطن في قطاع غزة، فيما يعيش نحو مئتي ألف في الضفة الغربية. وبعد نحو شهرين على اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية ايلول سبتمبر الماضي، أصبح المستوطنون والمستوطنات هدفاً رئيساً لهجمات بالعبوات الناسفة والقنابل واطلاق الأعيرة النارية من مكامن. ونفى اللواء الركن عبدالرازق المجايدة مدير الأمن العام ان يكون لدى السلطة مثل هذه القذائف، في معرض رده على الاتهامات الاسرائيلية بأن السلطة الوطنية تقف وراء الحادث. الى ذلك، ربطت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس سقوط قذيفة هاون على منزل في مستوطنة "نتساريم" بما وصفته بقرار فلسطيني بتصعيد العمليات العسكرية ضد اسرائيل. ونسبت الى احد قادة "تنظيم فتح" في الضفة الغربية قوله لها: "نعتقد بأن زعيم حزب ليكود مرشح اليمين ارييل شارون سيفوز في انتخابات رئاسة الحكومة، والمقصود من التصعيد ابلاغه رسالة بأننا لسنا خائفين من امكانية تشديده الرد على الانتفاضة". ونسبت "يديعوت احرونوت" الى مصادر أمنية اسرائيلية الاعتقاد بأن عدد الهجمات الفلسطينية سيبلغ ذروته قبل يوم الانتخابات التي ستجرى الثلثاء المقبل.