} بدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك زيارة بلغراد امس، وصفت بأنها "تاريخية" تهدف الى دعم التحولات الديموقراطية وطي صفحة الماضي الأليم في يوغوسلافيا، وتحقيق الاستقرار في منطقة البلقان. يواصل الرئيس شيراك اليوم السبت، برنامج لقاءاته في بلغراد التي بدأت امس، في اول زيارة من نوعها لرئيس دولة غربية منذ التحولات الديموقراطية التي شهدتها يوغوسلافيا في تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي. وأشار الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا في القصر الرئاسي في بلغراد، الى ان زيارته تهدف، في الدرجة الاولى، الى "دعم الديموقراطية" في يوغوسلافيا والتوجه الأوروبي الذي اعتمدته السلطة الجديدة في بلغراد. ودعا اليوغوسلاف الى "طي صفحة الماضي التي تخللتها سنوات من الحروب والعزلة الدولية". وأعرب، عن امله في ان يتم قريباً "توقيع اتفاق للتعاون بين الاتحاد الأوروبي ويوغوسلافيا". وأوضح ان فرنسا تشترك في رأي موحد مع دول الاتحاد الأوروبي "يركز على استمرار الوضع الراهن في منطقة البلقان، وإنهاء المشكلات الموجودة داخل الاتحاد اليوغوسلافي بالتفاهم وإيجاد سبيل مشترك بين صربيا والجبل الأسود". وأكد الرئيس الفرنسي على ان بلاده تشارك دول العالم في حربها ضد الارهاب، وقال: "اعتقد ان القضاء على الارهاب في شكل كامل يتطلب وقتاً طويلاً". وسأله صحافيون: هل بحثت في بلغراد تسليم الرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش الى محكمة لاهاي؟ فأجاب: "تحدثت مع الرئىس كوشتونيتسا عن التعاون مع المحكمة الدولية، وترحيبنا بمثول الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش امام المحكمة". وأضاف: "ان موقفنا هو ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرماً". ومن جانبه، رحب كوشتونيتسا بزيارة شيراك ووصفها بالتاريخية، مشيراً الى انه التقى الرئيس الفرنسي اربع مرات خارج يوغوسلافيا في مناسبات سابقة، "وأسهمت فرنسا في عودة يوغوسلافيا الى مواقعها الاوروبية والمؤسسات الدولية". وأكد ان محادثاته مع الرئىس شيراك تناولت الوضع في يوغوسلافيا وقضايا الجبل الأسود وكوسوفو والبوسنة ومقدونيا واستقرار منطقة البلقان، اضافة الى تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين يوغوسلافيا وفرنسا. وأشار الى انه طلب من الرئىس شيراك "تسهيل انضمام يوغوسلافيا الى مجموعة الدول الفرانكوفونية الناطقة بالفرنسية، نظراً الى علاقات بلغراد التاريخية الوطيدة مع فرنسا". وتشمل زيارة الرئىس الفرنسي ايضاً لقاء مع رئيس الحكومة اليوغوسلافية الاتحادية دراغيشا بيشيتش ورئيس البرلمان الاتحادي دراغوليوب ميتشونوفيتش وبطريرك الكنيسة الصربية الارثوذكسية بافلي، اضافة الى كبار المسؤولين في الحكومة الصربية. وسيفتتح الرئىس شيراك اليوم المركز الثقافي الفرنسي في بلغراد، ويلتقي عدداً من اساتذة الجامعة اليوغوسلاف المهتمين بالقضايا الفرنسية.