أقرت أسرة زعيم جماعة "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري التي تعيش في القاهرة، بمقتل زوجته وأبنائه الخمسة بقصف اميركي على مدينة قندهار الأفغانية قبل أيام. لكنها لم تتمكن بعد من معرفة مصير الظواهري الذي ما زالت المعلومات عنه متناقضة. ونشرت الأسرة أمس في صحيفة "الاهرام" شبه الرسمية المصرية نعياً في صفحة الوفيات، نعت فيه السيدة عزة نويرة وهي زوجة الظواهري، وأبناءها. وتعد هذه المرة الأولى التي ينشر فيها اسم أيمن الظواهري في احدى الصحف المصرية من دون أن تسبقه صفة "الإرهابي"، إذ جاء النص على النحو الآتي: "أسرة الدكتور أيمن الظواهري في القاهرة تنعى إلى الأمة الاسلامية الشهداء: أطفاله وزوجته السيدة عزة أنور نويرة كريمة الأستاذ أنور نويرة والسيدة نبيلة جلال وأخت الأستاذ عصام نويرة، ولا حول ولا قوة الا بالله والله المعز. والعزاء تلغرافياً: المعادي 23 شارع النهضة". وقال السيد محفوظ عزام، خال الظواهري، ل"الحياة" إن الأسرة تستقي الأخبار والأنباء عنه وعن عائلته التي كانت تتكون من زوجة وأربع بنات وابن من الصحف ووسائل الإعلام، مؤكداً أن الاتصالات مع الظواهري توقفت قبل سنوات. ورأى أن الطريقة التي ماتت بها زوجة الظواهري وأبناؤه "تعبير عن الوجه القبيح لأميركا". وفي مقابل معلومات بريطانية وأفغانية عن مقتل الظواهري في منطقة تورا بورا، التي تتعرض منذ أيام لقصف مزدوج من الطائرات الأميركية والمدافع والدبابات الافغانية، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في القاهرة ل"الحياة" أن الاستخبارات الاميركية لم تتوصل بعد الى معلومات جازمة تثبت أن الظواهري مات. وأشارت إلى أن غالبية المصادر التي تحدثت عن مقتله استندت إلى شهادات قادة أفغان ميدانيين في منطقة تورا بورا، لم يتمكنوا بعد من الوصول الى حيث يعتقد أن الظواهري مقيم. وأعلن مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن هاني السباعي أن أفغاناً عرباً تركوا مدينة قندهار قبل ان تسلم الى قبائل البشتون، وتوجهوا إلى الجبال جنوبالمدينة. واكد أن قادة ميدانيين تابعين لحركة "طالبان" كانوا رفضوا تسليم المدينة تحولوا الى مقاتلين في الجبال، ويستعدون لشن حرب عصابات ضد القوات الأميركية. وأكد السباعي في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة أن الظواهري ما زال حياً، واعتبر أن "الأفغان المناهضين للعرب الذين يمثلون رأس حربة للهجوم على المناطق التي يعتقد أن الظواهري واسامة بن لادن ومجموعات من الأفغان العرب موجودون فيها، يسعون الى كسب ود الأميركيين بإعلانهم الخبر السار قبل غيرهم، كي ينالوا مكافأة". ورأى أن "التعتيم الاعلامي والرقابة التي تفرضها الإدارة الأميركية على ما يحدث في افغانسان، يخفيان خسائر في صفوف قوات التحالف الشمالي والقوات الأميركية، وذكر أن "عناصر من طالبان ومقاتلين عرباً بدأوا بالفعل حرب عصابات ضد اعدائهم، وحققوا نجاحات لم تخرج إلى النور بسبب سطوة الأميركيين على وسائل الإعلام". ويبدو أن مصير الظواهري ومستقبل جماعة "الجهاد" سيحتاجان إلى بعض الوقت لحسمهما، وظل الظواهري علامة بارزة في تاريخ الحركة الأصولية في مصر بدءاً بانضمامه عام 1966 إلى جماعة جهادية، قبل أن يكمل السادسة عشرة من عمره، مروراً بتمكنه من إعادة تأسيس تنظيمه من بقايا تنظيم الجهاد القديم الذي ضُرب بشدة بفعل قضيتي اغتيال الرئيس أنور السادات.