نفى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن يكون للحزب "جهاز أمني خارجي". وقال إن نشوءه كان رد فعل على الاحتلال الإسرائيلي، وحركة مقاومة إلى جانب القوى اللبنانيةوالفلسطينية الأخرى. وأشاد بالرفض اللبناني الرسمي والشعبي للاتهامات الأميركية للحزب بالإرهاب. وأكد أن التهديدات الإسرائيلية التي اطلقتها حكومة ارييل شارون قبل فترة ضد لبنان لم تكن بسبب "العمليات على الحدود"، بل لأن لبنان "أراد ان يستفيد جزئياً من حقه الطبيعي في مياه الوزاني". ورد نصر الله في خطاب ألقاه خلال إفطار سياسي أقامه "حزب الله" أمس، على الكلام الاميركي وفد الكونغرس حين حضر الى بيروت نهاية الاسبوع الماضي عن "مدى الحزب الخارجي" والكلام البريطاني عن الأمن الخارجي للحزب، فقال: "ان هذا الكلام لا اساس له ولا أصل ومن يرجع الى الارشيف الصحافي سيجد خلال السنوات الماضية الكثير من البيانات والتصريحات الصادرة عن "حزب الله" او التعليقات على بعض الحوادث التي كانت تحدث في العالم او الاتهامات التي كانت توجّه الى "حزب الله" وهذه البيانات والمواقف كانت تنفي وجود جهاز أمني خارجي من هذا النوع تابع له. ومن يدّعي وجود هذا الجهاز فعليه ان يقدّم الدليل للبنان وحزب الله". وحذر من أن "استقلال لبنان مهدّد في ظل المشروع الصهيوني في المنطقة، وأن سيادتنا منقوصة بفعل العدوان والاحتلال. وإن ما ندعو اليه دائماً للحفاظ على الاستقلال واستكمال السيادة هو التمسك اكثر من أي زمن مضى بوحدتنا الوطنية". وأضاف: "كان الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 اكبر عدوان على استقلال لبنان وسيادته، وحصل في ظل الحماية الأميركية والصمت العربي والذهول الدولي، وكانت المقاومة في لبنان بكل فصائلها وقواها هي الرد المباشر والفاعل والوحيد على العدوان والاحتلال، ولم يكن امام اللبنانيين خيار آخر. من رحم هذه المعاناة والمواجهة التاريخية التي كانت تعني مصير لبنان وشعبه لمئات السنين، ولد "حزب الله" كحركة جهادية مقاومة، وظيفتها ومهمتها ورسالتها مقاومة الاحتلال وتحرير الوطن وطرد الغزاة الصهاينة ومواجهة المشروع الصهيوني في كل اشكاله وأطماعه وطموحاته. ولد "حزب الله" كحركة مقاومة ليقاتل الى جانب بقية القوى المقاومة اللبنانيةوالفلسطينية، وكان كله مقاومة". هدفنا التحرير وزاد: "كانت مقاومة الاحتلال القطب الذي كانت تدور حوله كل أنشطة "حزب الله" وتشكيلاته وأجهزته …، فلم تكن المقاومة في مسيرتنا ولا في أدبياتنا طريقاً الى السياسة او الى المنصب او الجاه، بل كنا ونحن نحمل دماءنا وأرواحنا وأعزّاءنا الى ساحة الموت والشهادة، نصنع كل شيء في خدمة هذه المقاومة بما فيه السياسة والمال والمنصب والجاه، اما المقاومة فهدفها هو الهدف المقدس: تحرير الأرض من الاحتلال وتحرير الانسان من قيود الغزاة والكرامات من التدنيس والاستباحة. هذا هو تعريفنا لأنفسنا منذ سنوات طويلة قبل ان يطالبنا أحد بأن نعرف انفسنا…". مبررات المقاومة وإذ أشاد بالمواقف اللبنانية الرافضة للاتهامات الاميركية "الظالمة" للحزب بالإرهاب، والتي "عبّرت عن وفاء كل اللبنانيين للمقاومة وتمسك وطني بالحق وعدم الخضوع لإرهاب أحد ولو كان هذا الأحد في حجم الولاياتالمتحدة الاميركية"، وشدد على ان من واجب الجميع التمسك بالمقاومة "لأن كل المبررات والدواعي الوطنية لوجودها وبقائها ما زالت قائمة...". وأضاف: "ان اسرائيل عدوانية بطبيعتها وعنصرية ولا حدود لأطماعها وطموحاتها، ولا تترك فرصة تتاح لها إلا واستغلتها لجهة تحقيق شيء من هذه الأطماع والطموحات". وذكّر بتهديد اسرائيل للبنان بالحرب قبل مدة. ورأى "ان السبب ليس حصول عمليات على الحدود إنما لأن لبنان أراد ان يستفيد جزئياً من حقه الطبيعي في مياه الوزاني"... وقال: "مشكلة اسرائيل مع لبنان اليوم هي بالضبط ما يردده وزير حربها بنيامين بن أليعيزر عندما يقول ان المقاومة في جنوبلبنان باتت تشكل تهديداً استراتيجياً لأمن اسرائيل … ان مشكلة اسرائيل مع لبنان ان اصبحت له قوة للمواجهة والدفاع والممانعة، وكل المطلوب اسرائيلياً ألا تكون للبنان قوة من هذا النوع". ورأى: "ان العرب ظنوا بعد 11 ايلول ان اميركا ستعيد النظر في مقاييسها للارهاب لحاجتها إليهم، فإذا بها تعزز مقاييسها السابقة وتقول لهم في كل يوم انها ليست في حاجة إليهم". وأشار الى "ان الاميركيين اضطروا في تفاهم نيسان ابريل الى الاعتراف بالمقاومة ولكن لم يكن منطلقهم في هذا الامر اخلاقياً ولا قانونياً وإنما كان منسجماً مع مقاييسهم السابقة وكان دافعهم في ذلك الحاجة الى إنهاء الحرب الاسرائيلية الفاشلة في نيسان ووقف تساقط الصواريخ على مستعمرات الصهاينة في شمال فلسطينالمحتلة". وقال: "حتى الاعتراف الموقت بالمقاومة كان سببه حماية اسرائيل وأمنها والدفع عنها". واعتبر "ان وصف وزير خارجية اميركا كولن باول للانتفاضة بالإرهاب فيه اهانة لكل العرب ولكل الحكومات العربية والاسلامية التي اجتمعت في قمم القاهرة وعمان والمؤتمر الاسلامي في الدوحة وأعلنت بالإجماع دعمها للانتفاضة الفلسطينية". وقال: "ان باول يقول لكل حكام العرب والمسلمين انتم عندما تدعمون الانتفاضة تدعمون الارهاب وانتظروا حربنا التي لن تقف عند حدود افغانستان". وقال: "ان الانتفاضة مقاومة شريفة تعبّر عن ضمير كل عربي ومسلم ومسيحي وشريف في العالم، وأن دعم هذه الانتفاضة ومساندتها هو واجب الجميع لدحر الاحتلال".