اجتمع في الدوحة امس عدد من العلماء والمفكرين للمشاركة في "الندوة الدولية للعلماء حول الاسلام والتراث الثقافي"، التي يرعاها نائب أمير قطر ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وتنظمها منظمة التربية والعلوم والثقافة يونيسكو بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اليكسو والمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر. ويناقش المشاركون في الندوة التي تستمر يومين وبينهم شخصيات أوروبية، ورقة عمل رئيسية قدمها عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة قطر الدكتور عبدالحميد الأنصار بعنوان "موقف الاسلام من الحفاظ على التراث الانساني". وكان وزير الدولة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث عبدالله بن خليفة العطية افتتح الندوة معرباً عن أمله ب"أن يسفر هذا الملتقى عن اسهام محمود يبرز بجلاء دور العلماء المسلمين في المسيرة الانسانية" ويؤكد "الوجه المشرق للاسلام". وتحدث الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في الجلسة الأولى، لافتاً الى ان "الدين الاسلامي يقوم على الحوار كجزء من منهج دعوته للناس"، واضاف: "نرحب بالحوار مع الحضارات والأديان الأخرى لكننا نريد الحوار على أر ض صلبة فلا يفرض أحد نفسه على الآخر بالقوة". وحذر من ان "تراث المسلمين في فلسطين المغتصبة يعاني اليوم الضياع الشديد من دون ان نفعل شيئاً لانقاذ تراثنا الاسلامي"، ودعا "يونيسكو" والمنظمات الاخرى الى الاهتمام بتراث المسلمين، مشدداً على ان "الاسلام يرحب بالحوار والثقافات ويؤمن بتنوع الثقافات والحضارات"، وفي ورقة عمل يناقشها العلماء شن الدكتور عبدالحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة والقانون والدراسات الاسلامية في جامعة قطر هجوماً شديداً على حركة "طالبان" داعياً الى "محاكمة المناهج التعليمية التي أفرزت هذه العقليات المتعصبة والمشوهة، وذلك هو الجهاد الأكبر". وتضمن الدراسة عرضاً تاريخياً وشواهد تؤكد "احترام المسلمين التراث الثقافي والفني الذي انتقل اليهم من الحضارات السابقة". ولفت الانصاري الى رعاية المسلمين آثار السومريين والآشوريين والبابليين في بلاد الشام والعراق. ورأت الدراسة ان "التعددية أو الاختلاف حق اساسي من حقوق الانسان، سواء في المعتقد الديني أو الثقافي"، وقال الأنصاري ان "هذا أكدته الأديان السماوية والتعددية والاختلاف يولدان تراثاً معرفياً وثقافياً وفنياً". وإذا ركزت الدراسة على ممارسات حركة "طالبان"، اعتبرها الانصاري "جماعة دينية وسياسية صدامية ومأزومة، متعصبة ومنغلقة". وانتقد حظر الحركة الموسيقى والأغاني والتصوير والتلفزيون والسينما والفضائيات وكل وسائل الترفيه. وتابع ان "سكان المدن الافغانية لم يصدقوا زوال كابوس طالبان حتى تنفسوا الصعداء فعادت البسمة الى الشفاه، وخرجت المرأة من عزلتها. واشار الى ان "طالبان" ثمرة فكر اقصائي هو افراز طبيعي لنمط من التعليم الديني المغلق". ونددت الدراسة ب"جريمة طالبان الكبرى بحق الانسانية والتراث الانساني، حين عمدت الى تدمير تماثيل بوذا في باميان، عن طريق قصفها بالدبابات والمدفعية الثقيلة والصواريخ".