استشهد مساء أمس ثلاثة فلسطينيين في اشتباك مع الجيش الاسرائيلي شمال قطاع غزة، فيما واصلت الادارة الاميركية ضغوطها على الجانب الفلسطيني من اجل مواصلة جهود التهدئة، فرهنت عودة مبعوثها الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة ب"اقتناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بأن السلطة جادة في العمل على وقف العنف والقضاء على البنية التحتية للمنظمات المسؤولة عن العمليات" ضد اسرائيل. راجع ص 6 كذلك اعلنت الجامعة العربية ارجاء اجتماع لجنة المتابعة إلى بداية شباط فبراير المقبل بعدما كان مقرراً له 4 و5 كانون الثاني يناير الجاري، وذلك لإعطاء فرصة للمشاورات ومتابعة المستجدات. جاء ذلك في وقت أنكر وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال اجتماع الحكومة امس ان يكون توصل الى "مذكرة تفاهم" مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء في شأن الخطوط العامة للمفاوضات المقبلة. واستبق شارون طلباً اعده وزراء في حكومته يقضي بعدم اجراء اي مفاوضات سياسية من دون تخويل رسمي من الحكومة. وفي واشنطن، توقعت مصادر ديبلوماسية ان يبدأ زيني آخر الاسبوع الجاري جولة ثانية من المحادثات في المنطقة تهدف الى تثبيت وقف النار "في حال استمرار انخفاض اعمال العنف وعدم تسجيل احداث خلال نهاية العام ورفع القيود التي تفرضها اسرائيل على عرفات". وذكرت ان الادارة الاميركية تعتقد ان الظروف الحالية، خصوصاً تقييد حركة عرفات، تجعل من الصعب على زيني ان يركز المحادثات على جهود وقف النار. لكن مصادر سياسية اسرائيلية توقعت عودة زيني مطلع الاسبوع المقبل بعد ان يكون التقى اواخر الاسبوع في واشنطن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز ليبحث معه سبل استئناف مهمته. ورغم هذه التطورات، واصلت اجهزة الامن الفلسطينية اعتقال الناشطين من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، اذ اعلنت الجبهة اعتقال "عضو اللجنة المركزية للجبهة في قطاع غزة طلال ابو ظريفة دون اي مبرر ... وبعد اعتقال عدد من الناشطي واستدعاء عدد من القيادات والكوادر في قطاع غزة". وكانت الجبهة اعلنت الاثنين الماضي مسؤوليتها عن انفجار وقع الاحد لدى مرور قافلة عسكرية اسرائيلية قرب مستوطنة "نتساريم" شمال قطاع غزة. وتخلل الهدوء النسبي الذي شهدته الاراضي الفلسطينية في الايام الاخيرة، اشتباك بين الجيش وثلاثة فلسطينيين هاجموا باسلحة "كلاشنيكوف" آلية مدرعة للجيش بين مستوطنتي "ايلي سيناي" و"نيسانيت" في قطاع غزة عندما ردت دبابات باطلاق اربع قذائف باتجاههم فقتلتهم. كذلك توفيت فلسطينية متأثرة بجروح اصيبت بها لدى اقتحام جنود منزلها في قرية الخضر قرب بيت لحم قبل نحو اسبوع، ليصل بذلك عدد الشهداء امس الى اربعة.