نفى رئيس "جمعية احياء التراث الاسلامي" الكويتية طارق العيسى أمس تقارير نشرتها صحف كويتية عن ضغوط اميركية على الحكومة لوقف نشاطات هذه الجمعية التي تقود التيار الاسلامي السلفي في الكويت، بدعوى انها تمول الارهاب. وقال العيسى ل"الحياة" ان وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح التقاه قبل أيام، واستفسر منه عن مشاريع خيرية تنفذها الجمعية في باكستانوافغانستان "خصوصاً ما يتعلق بأموال مخصصة للصرف على 2800 يتيم افغاني وباكستاني في مناطق اللاجئين ومخيماتهم على الحدود بين هذين البلدين. وأوضحت للوزير ان للجمعية سجلات دقيقة لهذه الأموال وملفاً لكل طفل يتيم، وان لا شيء من الاموال يذهب الى أي جهة أخرى". وكانت صحف كويتية افادت امس ان واشنطن طلبت من الكويت تجميد حسابات فرعين للجمعية في باكستانوافغانستان، والتحقيق في التحويلات التي تمت من خلالها، مشيرة الى ان هناك "تسريبات لأموال كويتية الى جهات ارهابية عن طريق هذين الفرعين". واكدت احدى الصحف ان الحكومة الكويتية تلقت قائمة بأسماء اشخاص يعملون تحت مظلة الجمعية ولهم علاقة بتنظيم "القاعدة"، وان اتصالات اجراها مسؤولون كويتيون مع الجمعية توصلت الى وجود شبهات حول بعض اعمالها. لكن العيسى نفى بشدة هذه الادعاءات، وقال: "ليس لدينا مكتب في افغانستان، وكل نشاطاتنا الخيرية يتم بمعرفة السفارة الكويتية في اسلام اباد التي يزور موظفوها مكتبنا في بيشاور بانتظام والسفارة الباكستانية في الكويت، وتلقينا من السفارتين كتب شكر وإشادة بأعمالنا. كذلك فإن نشاطاتنا هناك تتم بالتنسيق مع الجهات الخيرية الاسلامية ومع مفوضية اللاجئين للامم المتحدة، وليست لنا علاقة بأسامة بن لادن أو تنظيم القاعدة. وكانت جمعية احياء التراث دانت بشدة الهجمات الارهابية في 11 ايلول سبتمبر ولا يمكن ان نقوم بتمويل ارهابيين أو رعايتهم". وأوضح انه أجاب عن استفسارات الحكومة الكويتية التي كانت محدودة ببعض الاموال في مشاريع في باكستان، وان لا صحة لما نشر في صحف كويتية عن تهديد بوقف نشاطات الجمعية أو فروعها في الخارج، كما لم يتم تجميد أي حساب للجمعية. وقال: "نقوم بدور حيوي في مجال الاغاثة والدعوة في باكستان، اذ بنينا 800 مسجد وحفرنا 4000 بئر، وتولينا أموراً تهم اللاجئين، فلمَ يستهدفون أعمالنا بالشبهات". ونفى العيسى علمه بوجود ضغوط اميركية على الحكومة الكويتية في شأن ما تقوم به الجمعية، وقال: "كانت هناك استفسارات مشروعة من الحكومة حول نشاطاتنا وأجبنا عنها، ونرحب بكل الاستفسارات اذ ليس لدينا ما نخفيه أو نخجل منه". وتابع: "اقترحنا على وزارة الخارجية ارسال وفد الى باكستان للاطلاع مباشرة على نشاط الجمعية هناك، خصوصاً في مجال رعاية الايتام".