نفت جمعيات خيرية سعودية أي علاقة لها بأسامة بن لادن وبتنظيم "القاعدة"، واعتبرت ما نشر من أنباء عن هذه العلاقة لا أساس له من الصحة، ودعت الى الاستعداد لمساعدة اللاجئين الأفغان الذين يتوقع أن يتدفقوا على دول الجوار مجرد أن تبدأ الضربات الأميركية لأفغانستان "حتى لو رفضت الحكومات ذلك". وقال المدير العام لجمعية "إقراء" الخيرية الدكتور محمد عبده يماني: "ان الجمعيات الاسلامية الخيرية مطالبة بمواجهة كارثة نزوح اللاجئين الافغان الى دول الجوار المتاخمة لها"، مشيراً الى ان "مساندتهم واجب حتى لو رفضت الحكومات نشاطات الاغاثة في اطار مخاوف لا حقيقة لها". واضاف في لقاء مع "الحياة" ان "الاعمال الخيرية الاسلامية على مستوى العالم لن تتأثر بما ذهبت اليه الولاياتالمتحدة من اتهامات شاملة وغير صحيحة لبعض المؤسسات التي ترعاها لانها لا تعمل في السياسة، ونشاطاتها جلية واضحة وملموسة، ومصادر تمويلها غير مشكوك فيها، ومع كل المظالم التي تتعرض لها الجمعيات الخيرية حالياً لا أرى أي مبرر لوقف نشاطاتها او التضييق عليها". واكد يماني، الذي شغل منصب وزير الاعلام السعودي اوائل الثمانينات، وهو أحد رجال الفكر والدعوة "ان أموال الجمعيات الخيرية لا تذهب الى أي تنظيمات ارهابية لأنها تعمل في النور، ولكن هناك ادعياء ربما استغلوا الاسلام في اعمال تنافي اهداف ومبادئ الاسلام وعمدوا الى تشويه صورة العرب والمسلمين في الغرب باعمال غير انسانية، مثل الحادثة الفاجعة والمؤلمة التي وقعت في نيويورك وغيرها، فرفع شعار الاسلام والعمل بغير اهدافه وارد وغير مستبعد". وقال انه من خلال اتصالاته بالحكومات الخليجية بما فيها الحكومة السعودية لم يلمس أي توجه للتضييق على اعمال الجمعيات الخيرية الموجودة في المنطقة. الى ذلك، نفى المدير العام للاعلام في رابطة العالم الاسلامي الدكتور حسن الاهدل في تصريح الى "الحياة" ان يكون لرابطة العالم الاسلامي، وهي منظمة شعبية اسلامية عالمية انشئت قبل 40 سنة "أي اتصال بأي جماعة أو منظمة غامضة الاهداف أو مشبوهة، ولم ينتسب اليها او الهيئات التابعة لها من له صلة بأعمال تتنافى مع الاسلام وفي مقدمها اعمال العنف والارهاب، اذ ان المنهاج القائم على الوسطية لا يتيح لمثل هؤلاء التعامل معها أو الانتساب اليها"، وأوضح "ان الاعمال الاغاثية ستستمر كما هي في الفترة الحالية ومستقبلا خصوصاً لذوي الحاجات والمناطق المنكوبة". وتمنى الاهدل ان لا تؤثر المخاوف الحالية في الاعمال الاغاثية على مستوى دول العالم كافة اذ "انها واضحة المعالم والاهداف". وفي اطار الحملة التي تشنها واشنطن ضد الارهاب جمدت الولاياتالمتحدة أرصدة وأموال جماعات وأفراد تتهمها باقامة علاقات مع اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة". وما ان نشرت قائمة المنظمات والاشخاص الذين جمدت أرصدتهم حتى انبرت المؤسسات لتوضيح موقفها فرفضت مؤسسة "دار المال الاسلامي" ومقرها جنيف أي علاقة بتنظيم "القاعدة"، وكذلك "رشيد ترستل" في باكستان و"المؤسسة الخيرية العالمية الأميركية" في ولاية الينوى. على الصعيد نفسه وجدت هيئات اغاثية وخيرية في السعودية نفسها محط غمز ولمز في أنباء صحافية نشرت على الانترنت عن علاقتها بتنظيم "القاعدة"، وبادر مسؤولون في "رابطة العالم الاسلامي" و"هيئة الاغاثة العالمية" الى نفي ذلك جملة وتفصيلا. تجدر الاشارة الى ان الهيئات والجمعيات الخيرية في السعودية تعمل بشكل رسمي تحت اشراف حكومي بهدف خيري، ويوجد في المملكة 179 جمعية مسجلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعمل على الصعيد الداخلي وتقدم خدمات مختلفة، منها المساعدات العلمية والمالية ورعاية العجزة والمعاقين وكبار السن والرعاية الصحية والاسكان الخيري وكفالة الايتام وتوزيع لحوم الاضاحي، يضاف اليها عدد من الجمعيات والهيئات الاسلامية الدولية التي تعمل في الخارج تحت اشراف كبار المسؤولين السعوديين لمساعدة ومساندة المسلمين في انحاء العالم في مقدمها "هيئة الاغاثة الاسلامية" العالمية.