بوينس أيرس - رويترز - لم يثر قرار الأرجنتين تعليق سداد ديونها الضخمة دهشة المستثمرين، فيما تحول اهتمامهم إلى كيفية إنهاء الرئيس الجديد حال الركود المزمنة التي دفعت سلفه إلى الاستقالة. وقال ادولفو رودريغز سا أمام الكونغرس بعد تعيينه رئيساً الأحد، إن الأرجنتين غير قادرة على سداد ديونها البالغة 132 بليون دولار، وانها ستعلق دفع أقساط الديون، مؤكداً أمراً كانت تتوقعه الأسواق المالية منذ أشهر عدة. وقابل أعضاء الكونغرس الإعلان بتصفيق حاد، وأشاع جواً من الارتياح على نطاق واسع في الأرجنتين، حيث كان الشعور بالإحباط أدى إلى اندلاع أعمال شغب عنيفة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى استقالة الرئيس فرناندو دي لا روا. وتعهد رودريغز سا بالمحافظة على نظام ربط البيزو الأرجنتيني بالدولار. وقال إنه يأمل بتوجيه بعض الأموال التي خصصت في وقت سابق لسداد الديون إلى المعونات الغذائية في بلد يعاني 18 في المئة من سكانه من البطالة والثلث من الفقر. وأثار تعليق السداد غضب بعض المستثمرين، حيث توشك الأرجنتين بذلك أن تصبح أكبر دولة تتخلف عن سداد ديونها في التاريخ، فيما يقر آخرون بأن هذا البلد يحتاج لهذه الأموال بشكل ملح من أجل دعم البرامج الصحية والاجتماعية المتداعية مع انهيار شركات وصناعات عدة. وفي الأشهر القليلة الماضية تلاشت المخاوف من أن تمتد مشاكل الأرجنتين إلى أسواق ناشئة أخرى مثل البرازيل أو تركيا، فيما بدأ المستثمرون يقتنعون يوماً بعد يوم بفكرة قرب توقف ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية عن سداد ديونه. ويأمل رودريغز سا في أن يبقي عجلة اقتصاد البلاد دائرة حتى انتخاب رئيس جديد في 3 آذار مارس المقبل، والتي يتوقع أن يفوز فيها الحزب البيروني الذي ينتمي إليه. وقد تساعد مجموعة من الاجراءات التى تلقى دعماً شعبياً، مثل زيادة محتملة للحد الأدنى للأجور إلى 200 دولار في تعزيز مستوى التأييد الذي يحظى به بين 36 مليون أرجنتيني. وقال رودريغيز سا للصحافيين عقب أول اجتماع للحكومة عقدته ليل أول من أمس، إنه سيعمل فوراً على توفير مليون فرصة عمل لتنشيط الاقتصاد، وأعرب عن أمله في أن تستعيد الأرجنتين ثقتها بنفسها التي فقدتها منذ فترة طويلة. ويحذر المحللون من أن الطريق ليس سهلاً، إذ أن الاحتياطات اللازمة لدعم قرار تحديد سعر صرف العملة الأرجنتينية بمعدل بيزو للدولار تتناقص باستمرار، ففي البرازيل المجاورة مثلاً يجري التداول بالبيزو الأرجنتيني في بعض الأماكن بأقل من نصف قيمته المفترضة. وفيما تحقق ما كان يخشاه الجميع منذ فترة، فإن التفاصيل المتاحة عن التوقف عن سداد الدين ضئيلة، في حين يقول رودريغز سا إن الأرجنتين ستتفاوض مع دائنيها حول أفضل السبل لتحقيق ذلك.