إسلام آباد، طهران، كابول - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - شهدت الاتصالات الاقليمية في شأن افغانستان اجواء تفاهم بين ايرانوباكستان من جهة، وانفراج كبير في العلاقات بين إسلام آباد والرئيس الافغاني برهان الدين رباني. واعتبرت ايرانوباكستان ان سقوط نظام حركة "طالبان" بدد "غيوماً" في سماء علاقتهما، وتعهدتا التعاون من اجل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في افغانستان واعادة اعمار هذا البلد. كذلك، تجاوب الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الجهود الايرانية لعقد لقاء بينه وبين الرئيس الافغاني برهان الدين رباني الذي اعلنت مصادره ان هذا اللقاء سيعقد في طهران قريباً. وفي إسلام آباد، قال وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار في مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني كمال خرازي ان "الشمس ستشرق" على العلاقات بين البلدين. واضاف ان "باكستانوايران تخلصتا اليوم من الظل الذي خيم فوق علاقاتهما"، في اشارة الى نظام "طالبان" الذي كان سبباً للتوتر بينهما. وأبدى خرازي موافقته على كلام عبد الستار، وقال: "اننا ندخل الآن حقبة جديدة في علاقتنا". وأضاف: "لم تعد هناك فجوة بين ايرانوباكستان. وكلاهما يجب ان يلعبا دوراً مهماً في تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة واعادة اعمار افغانستان". وكان الجانبان يشيران الى خلافات قامت بينهما بسبب تشدد نظام "طالبان" في تطبيق سياساته المناهضة لايران والاحزاب الافغانية الموالية للاخيرة. وكان خرازي وصل الى طهران اول من امس، على رأس وفد من 19 شخصاً للبحث في مستقبل الوضع في افغانستان. وتوج محادثاته هناك بلقائه الرئيس الباكستاني. وأعلنت الخارجية الباكستانية ان "الطرفين اعربا عن الامل في ان تفتح المحادثات الجارية في بون الطريق امام ارساء السلام والعودة الى الحياة الطبيعية في افغانستان بفضل تشكيل حكومة متعددة الاتنيات ذات قاعدة واسعة". رباني وفي كابول، ابلغ مصدر قريب الى الرئيس الافغاني امس وكالة "فرانس برس"، ان ايران ستنظم "قريباً" لقاء قمة بين رباني والرئيس الباكستاني. وكان رباني تحدث خلال مؤتمر صحافي عقده في وقت سابق عن تحضيرات ايرانية لهذا اللقاء الذي سيعقد في طهران. وأوضح رباني في مؤتمر صحافي عقده في القصر الرئاسي في العاصمة الافغانية ان حكومته مستعدة لإقامة علاقة ديبلوماسية مع باكستان بعد المواقف الإيجابية التي اتخذتها حكومة مشرف إثر احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر الماضي. وأوضح ان العلاقات بين البلدين يجب ان تكون قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل. وقال: "نود اقامة علاقات ودية مع جيراننا. وما زلنا عند رأينا، يجب ان يكون هناك تعاون متبادل، وقد اظهرت باكستان توجهاً مماثلاً". وأشار الى ان ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تدخل لديه لإعادة العلاقات بين باكستان وأفغانستان الى سابق عهدها، كما بعث إليه الرئيس محمد خاتمي برسالة في هذا السياق. ودعا رباني الى ضرورة انخراط كل التنظيمات الأفغانية التي شاركت في الجهاد ضد الروس، موضحاً ان من بين قادتها العسكريين من يمكن ان يساهم في تعزيز جيش افغانستان الوطني الذي سيتم تشكيله. كما شدد على ضرورة مراعاة القبائل والأحزاب والقوميات المختلفة في تشكيل مجلس لويا جيركا وكذلك نسبة التمثيل للسكان.