} الناصرة - "الحياة" - توقعت مصادر صحافية إسرائيلية أن يرجئ الجيش الإسرائيلي رده على الهجمات الانتحارية التي نفذها فلسطينيون في حيفا والقدس في اليومين الأخيرين إلى حين عودة رئيس الحكومة ارييل شارون اليوم من زيارته التي اختصرها إلى الولاياتالمتحدة. وأضافت ان سلطات الجيش قد توجه ضربات للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عودة شارون "لكن هذه الضربات لن تختلف عن تلك التي قامت بها في الماضي". وأضافت ان الرد المتوقع أن يكون الأعنف والأشمل منذ اندلاع الانتفاضة ينتظر مصادقة شارون نفسه. وكان المجلس الوزاري التأم أمس برئاسة شمعون بيريز، ولم يتخذ قرارات محددة في انتظار عودة رئيس الحكومة، لكنه أقرّ توصيات قدمها قادة الجيش. وقال بيريز إنه يتحتم على الرئيس الفلسطيني "حل المنظمات الإرهابية". وقاد الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف هجوماً عنيفاً على عرفات ووصفه ب"الثور" الذي لم تعد هناك أية فائدة منه و"عليه لا يمكن اعتباره شريكاً ولا زعيماً للفلسطينيين". وتسابق وزراء الحكومة في ما بينهم في التحريض على الرئيس الفلسطيني، وقال وزير الأمن الداخلي، أبرز صقور ليكود، عوزي لنداو، إن "إسرائيل اكتفت بملاحقة البعوض حتى الآن، واليوم ينبغي علينا تجفيف المستنقع". ودعا وزراء اليمين إلى توجيه ضربة قاضية للسلطة الفلسطينية وإلى طرد الرئيس الفلسطيني. وهدد وزير البنى التحتية افيغدور ليبرمان بانسحاب كتلته من الائتلاف الحكومي في حال لم يأت الرد الإسرائيلي عنيفاً وبشكل غير مسبوق. ودعا زعيم حركة "شاس" الدينية الشرقية ايلي ييشاي رئيس حكومته إلى عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر لإقرار خطوات عملية وناجعة ضد الإرهاب، مضيفاً ان إسرائيل لن تصمد "في حال استمرت الهجمات الإرهابية عاماً أو اثنين"، وستنهار الدولة اجتماعياً واقتصادياً. ورأى زميله الوزير شلومو بنزري ضرورة إعلان حرب شاملة على الفلسطينيين. ولم ينف الوزير العمالي ماتان فلنائي إمكان أن تلجأ إسرائيل إلى تقويض السلطة، لكنه قال إن على الحكومة أن تدرس جيداً انعكاسات خطوة كهذه وبخاصة احتمال أن تخلف عرفات جهة متطرفة أكثر. وقال زميله افرايم سنيه إن عرفات شريك في الحرب ويجب التعامل معه على هذا الأساس. وانضم عدد من رجالات الجيش المتقاعدين إلى الحملة المسعورة ضد السلطة، وقال الجنرال المتقاعد يوسي بيليد ان على إسرائيل أن توجه ضربة عسكرية تدفع بعرفات إلى الصراخ "لقد جن جنون اليهود". وفي مقابل هذه الأصوات المتطرفة، أكد الوزيران السابقان يوسي سريد ويوسي بيلين ضرورة تحكيم العقل، لأن حل النزاع لن يتأتى في نهاية المطاف من دون اللجوء إلى المحادثات. ودعا سريد الرئيس الفلسطيني إلى شن حرب كاسحة ومسلحة ضد المنظمات التي تهدد كيانه أولاً، ودعا الولاياتالمتحدة إلى تعميق تدخلها في النزاع الدموي الدائر. وحذر الحكومة من نتائج طرد الرئيس الفلسطيني. وزاد ان خطوة كهذه قد تزيد من شعبية الرئيس الفلسطيني في أوساط شعبه وفي العالم بأسره، و"قد يستغل ذلك على نحو يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية أسوأ مما هي عليه اليوم".