سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحركة تتراجع وترفض تسليم قندهار الى القبائل وتنفي مغادرة بن لادن ايران تستعد لفتح سفارتها وروسيا ترسل فريقاً وزارياً . دخول رباني كابول يثير خلافاً مع الغرب وصراعات بشتونية على تركة طالبان
بعد ساعات على عودة الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني إلى كابول أمس، اثر غياب قسري دام خمس سنوات، هي عمر نظام "طالبان"، طغت على أنباء القتال مع قوات الحركة المتقهقرة، خلافات واسعة بين الغرب و"تحالف الشمال" بقيادة رباني، وصراعات بشتونية على تركة "طالبان"، ومعلومات متضاربة عن مغادرة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن أفغانستان. وفيما أكد البنتاغون أن لا معلومات أكيدة عن مغادرة بن لادن، ارسلت موسكو فريقاً من وزارات الدفاع والخارجية والطوارئ إلى كابول، ووحدة حراسة روسية إلى مطار باغرام. وأعلن سفير "طالبان" لدى باكستان ملا عبدالسلام ضعيف امس، ان زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن لا يزال في افغانستان "وإن كنت لا اعرف مكان وجوده، في الاراضي التي نسيطر عليها او في مناطق سيطرة تحالف الشمال". وذكر السفير بعد عودته من قندهار أنه يحمل رسالة مهمة إلى الحكومة الباكستانية. وكانت قناة "الجزيرة" الفضائية نقلت عن السفير قوله إن بن لادن غادر أفغانستان إلى جهة مجهولة. واثار هذا التصريح الذي ادلى به ضعيف لدى وصوله الى معبر تشامان الحدودي آتياً من قندهار، تساؤلات عن احتمال اختباء بن لادن في منطقة لا تسيطر عليها "طالبان" بالكامل، أو في ولاية قندوز الشمالية، حيث يتحصن حوالى 20 الفاً من مقاتلي الحركة ومعهم عشرة آلاف مقاتل اجنبي بينهم عدد كبير من العرب. في غضون ذلك، ظهرت بوادر خلافات بين الغرب و"تحالف الشمال" بقيادة رباني الذي حمّل الأممالمتحدة مسؤولية التأخير في تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان، مؤكداً في مؤتمر صحافي في كابول التي عاد اليها أمس، انه لا يريد التشبث بالسلطة. جاء ذلك في وقت اعلنت حكومة رباني رفضها وجود قوات أجنبية في أفغانستان، وطلبت من جنود بريطانيين وصلوا الى قاعدة باغرام الجوية شمال كابول المغادرة. لكن لندن نفت وجود خلافات مع "تحالف الشمال". وعزت مصادر ديبلوماسية باكستانية مواقف حكومة رباني الى الدعم الذي تلقاه اخيراً من روسياوايران، بعدما قررتا معاودة فتح سفارتيهما في كابول، فيما شكت اوساط الملك السابق ظاهر شاه من مماطلة رباني في التجاوب مع دعوة الأممالمتحدة الى مشاورات بين الأطراف الأفغانية للاتفاق على صيغة الحكم المقبلة. وقال رباني، بعد دخوله إلى كابول في موكب كبير، انه جاء من أجل تحقيق السلام في أفغانستان لا للتمديد لحكومته، وأضاف: "سنعمل لتهيئة الأرضية لدعوة كل الجماعات المحبة للسلام والمثقفين في خارج أفغانستان الذين يسعون إلى السلام". ولاحظ مراقبون مؤشرات إلى خلافات داخل "تحالف الشمال"، خصوصاً ان زعيم الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم اعطى القوات الفرنسية "الضوء الأخضر" للانتشار في مزار الشريف التي يحكم سيطرته عليها، فيما اتخذ رباني موقفاً معارضاً لوجود قوات اجنبية. كما لوحظ تضارب في المواقف بين رباني ومسؤولين طاجيك، محسوبين على القائد الراحل احمد شاه مسعود، وفي مقدمهم الجنرال محمد فهيم خان الذي دعا الرئيس الافغاني إلى التمهل قبل دخول العاصمة ومنح نفسه تفويضاً لثلاثة أشهر من أجل حكم البلاد قبل نقل السلطة. دعم روسي - ايراني ورجحت مصادر ديبلوماسية باكستانية تحدثت الى "الحياة" أن تدعم موسكو وطهران الرئيس الأفغاني، خصوصاً مع مسارعة ايران إلى فتح سفارتها في كابول لتكون الدولة الأولى التي تعمد الى ذلك، فيما ارسلت موسكو وفداً من وزارات إلى كابول لدرس معاودة فتح السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية. في روما انتقدت اوساط قريبة الى ظاهر شاه عودة رباني الى كابول، معتبرة ان ذلك يمثل "محاولة لفرض حضوره فشلت" في الماضي. وقال عبدالستار سيرت أحد مساعدي ظاهر شاه لوكالة "فرانس برس" ان عودة رباني "لا تحل المشكلة الرئيسية، ويجب ان يتمكن الشعب من التعبير عن ارادته وانتخاب ممثليه. يجب الا نفرض انفسنا خصوصاً عندما نرى ان ذلك حصل في الماضي مرات وفشل". وعزز وصول رباني الى كابول سيطرة "تحالف الشمال" على العاصمة الافغانية، لكنه ضاعف الشكوك حول حقيقة نيته التحالف في تقاسم السلطة، علماً انه اكد قبل ايام ان ظاهر شاه يستطيع العودة الى افغانستان "كمواطن عادي". معركة قندهار في الوقت ذاته، اعلن حاكم ولاية هيرات الجنرال اسماعيل خان وقف تقدم قواته في اتجاه ولاية قندهار، نظراً الى "الوضع الغامض هناك"، في ما يشكل تأكيداً لابقاء "طالبان" سيطرتها على الولاية التي تشكل المعقل الرئيسي لزعيمها ملا محمد عمر. وشددت الحركة على رفضها تسليم السلطة في قندهار إلى قادة القبائل والمجاهدين السابقين. وقال الناطق باسم "طالبان" الملا محمد طيب الآغا ان قواتها "ستقاتل حتى الموت"، ولن تنسحب من قندهار. ونفى ملا نجيب الله الناطق باسم الخارجية في "طالبان" التقارير الأميركية عن مقتل الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" محمد عاطف الملقب بأبي حفص المصري. وأكد ان الأخير لا يزال حياً، في وقت ابلغت مصادر أفغانية مطلعة في جلال آباد "الحياة" في اتصال هاتفي أن القائد حضرت علي التابع لرباني أسر أكثر من 150 من المقاتلين الأجانب، وبينهم حوالى 30 عربياً والبقية باكستانيون. وكانت وكالة "اسوشييتد برس" نقلت عن ملا نجيب الله احد مسؤولي "طالبان" في بلدة سبينبولداك الحدودية جنوب شرقي افغانستان، تأكيده مقتل "ابي حفص المصري" الذي يعد القائد العسكري ل"القاعدة" مع سبعة من رفاقه خلال غارة اميركية قبل اربعة ايام، وقوله ان بن لادن لا يزال حياً. واعلن ناطق باسم الخارجية الباكستانية ان اسلام اباد لن تمنح زعيمي "القاعدة" و"طالبان" اللجوء السياسي.