ل"ليلة الكريسماس" الميلاد طعمها وبهجتها، ولأن الكثيرين ينتظرونها على أحرّ من الجمر، تحمل تلك الليلة كل معاني الفرح والأمل والتأمل. ولذلك استعدّت الفنادق والمتنزهات ومحال بيع الزهور لتوفير مستلزمات الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة التي لا تقتصر على المسيحيين وحدهم. وارتفعت نسبة مبيعات بطاقات المعايدة والهدايا والألعاب أضعافاً عدة، مقارنة بأسعار المواسم العادية بحسب ما ذكر احد مسؤولي المبيعات في احدى الشركات ل"الحياة". وفي هذا الاطار، منعت وزارة الاعلام اخيراً الفنادق والمطاعم والمتنزهات من اقامة حفلات غنائية يحييها مطربون من داخل الكويت او من خارجها "ومن يخالف التعليمات سيتعرض الى المساءلة القانونية"، وفي المقابل عبّر عدد من متعهدي الحفلات وأصحاب المتنزهات عن خيبة املهم من منع اقامة الحفلات في اعياد الميلاد ورأس السنة، "لا يوجد اي مبرر لهذا المنع على رغم ان الوزارة تعطي التراخيص لمن يرغب باستقدام مطربين او مطربات من الخارج طوال العام". ويكتفي كثر من الراغبين بالاحتفال ب"الكريسماس" بالتوجه الى المطاعم الاميركية والفرنسية والإيطالية المطلة على شارع الخليج العربي الذي يعد رئة الحياة اليومية في الكويت لقضاء وقت يتذكرونه طوال العام، وللمشاركة في الاجواء العامة، خصوصاً ان عبارات "عام سعيد وكل عام وأنتم بخير و"هابي نيو يير" تتردد على المسامع منذ يوم الرابع والعشرين من كانون الاول ديسمبر، في وقت يفضل كثر ارسال الرسائل الهاتفية المسجلة او المكتوبة عبر اجهزة الخلوي ثم دعوة الاصدقاء الى حفلة عشاء احتفاء بهذه المناسبة. يقول ابراهيم حسين: "أجد ليلة الكريسماس او رأس السنة فرصة لكسر نمط حياتي ودعوة اصدقائي المقربين الى العشاء في احد المطاعم الفاخرة ونودّع العام على ضوء الشموع والموسيقى الصاخبة". ويرسم ابو عبدالله، وهو رب اسرة كويتية، خطة لقضاء سهرة ممتعة فيقول: "اعتدت كل عام ان امضي ليلة الكريسماس مع زوجتي خارج المنزل ومن دون اصطحاب اطفالنا، لأن هذه المناسبة عزيزة على قلبي وقلبها، إذ انها تصادف عيد زواجنا". وفي مناطق السالمية وحولي تحديداً شارع تونس والمدينة وسط العاصمة الكويتية بدت الحركة اليومية غير طبيعية، إذ اكتظت محال بيع الزهور وأشجار عيد الميلاد التي تزين واجهاتها الانوار والإضاءة الخافتة بالزبائن من الرجال والنساء ومن مختلف الاعمار. وعبّر احمد علي وهو صاحب مركز لبيع الزهور عن بالغ سعادته بهذه المناسبة بقوله: "في ليلة الخامس والعشرين من كانون الاول وما قبلها وبعدها وهي فترة اعياد الميلاد، لا أذوق طعم النوم بسبب الاقبال الكبير على شراء الزهور، وهو بالنسبة إليّ اكثر من عيد". وأضاف: "بعت نحو مئتي شجرة يصل سعر الواحدة منها الى 45 ديناراً منذ منتصف شهر كانون الاول، وأتوقع المزيد من الطلبات على هذه الشجرة التي تعد رمز الاحتفال برأس السنة والكريسماس، ونحن نستوردها من هولندا". وتابع: "في هذه المناسبة يهتم الرجال والنساء أيضاً بتبادل الورود تعبيراً عن الحب المتبادل وتحديداً الورد الجوري الذي يكون له نصيب الأسد، لأنه يرمز الى الألفة والمحبة والقلوب الصافية". ورداً على سؤال: ماذا يشتري الأحباب والعشّاق من الجنسين؟ اجاب: "من خلال ملاحظاتي توصلت الى قناعة بأن المراهقين والعشاق من الجنسين يقدرون المناسبات السعيدة اكثر من غيرهم، ودائماً يميلون الى الورود البسيطة وغير المكلفة والتي تصل اسعار العلبة الصغيرة منها الى نصف دينار كويتي دولار ونصف دولار اميركي". وعن حجم الحجوزات في الفنادق التي تسبق الاحتفالات بهذه المناسبة كشف مدير دائرة العلاقات العامة في فندق "سفير انترناشيونال الكويت" عادل عبدالله ل"الحياة" ان "الفندق استعد لليلتي الكريسماس ورأس السنة من خلال تخصيص قاعة في الدور التاسع عشر لاستقبال المحتفلين، وهناك "بوفيه" شامل ومن دون غناء او مطربين بالطبع، بل سيكون هناك تخت شرقي أو أوروبي، وسيتم افتتاح المطعم الإيراني مع رأس السنة"، متوقعاً اقبالاً شديداً يفوق حجم الاقبال في مناسبات اخرى، "متفائلون بالمزيد من الزوار والراغبين بتمضية سهرة جميلة في مطاعمنا الفاخرة". ومضى يقول: "تم حجز غالبية الغرف في الفندق ونتوقع ايضاً المزيد من الحجوزات، خصوصاً من جانب الخليجيين الذين يأتون الى الكويت قبل نهاية العام بأيام للاستمتاع بأجواء الاحتفالات والتمتع بالحسومات المتفق عليها مع الخطوط الجوية الكويتية". وعن سقف الاسعار قال: "يصل سعر الغرفة الواحدة الى 35 دولاراً، وهي اسعار خاصة تم العمل بها في مناسبات سابقة وحققت نجاحاً لا يوصف، إذ أتى الى الفندق سياح من السعودية والإمارات وقطر سواء عائلات وعازبين". اما مدير العلاقات العامة في فندق "شيراتون الكويت" ربيع بعدراني فعلّق بقوله: "وضعنا برنامجاً شاملاً لكل العائلات الكويتية والعربية والجاليات الاخرى حيث يستمتع الجميع بأعياد رأس السنة وغيرها، ومن المتوقع ان تشهد قائمة الحجوزات ضغطاً شديداً. وحددنا اسعار الوجبات الشاملة في المطاعم، فعلى سبيل المثال يدفع الشخص الذي يرغب بدخول مطعم "ريكاردو" وهو مطعم إيطالي مبلغ 22 ديناراً 70 دولاراً ولدينا مطاعم اخرى تقدم الطعام الإيراني واللبناني، إذ في ليلة رأس السنة توجد قائمة طعام خاصة". متعهد حفلات رفض ذكر اسمه قال: "المؤسف جداً ان يتم منع اقامة الحفلات الغنائية، إذ تقدمت منذ ايام بطلب لكنه قوبل برفض". يذكر ان عدد المسيحيين في الكويت حالياً هو 250 ألف شخص وفق إحصاء رسمي صادر عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية، في حين ان عدد الكويتيين المسيحيين الذين يترددون على الكنائس الثلاث الانجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية في الكويت هو نحو سبعين شخصاً.