حصلت "الحياة" على صورة حديثة لأحمد عبد الرحمن، نجل زعيم "الجماعة الاسلامية" الشيخ عمر عبد الرحمن الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الاميركية، التقطت اثناء اقتياده في سيارة كانت تنقله من مكان احتجازه في قاعدة اميركية في المحيط الهادي الى حيث مقر التحقيق معه. ويتوقع أن يلتحق بأبيه في السجن قريباً... مع آخرين تقول واشنطن أنهم اعتقلوا في أفغانستان وباكستان ويخضعون للتحقيق. وعرضت "الحياة" الصورة على أسرة الشيخ الضرير في القاهرة فأكدت أنها لأحمد المعروف باسم "سيف الله". وكان قبض عليه نهاية الشهر الماضي في كابول قبل أن يتمكن من الفرار مع شقيقه الأكبر محمد المعروف باسم "أسد الله" الذي كان فر الى قندهار واتصل منها هاتفياً بأفراد أسرته في مصر وأبلغهم نبأ قبض قوات التحالف الشمالي على شقيقه الذي سلم لاحقاً الى عملاء في الاستخبارات الاميركية. وكانت "الحياة" نشرت يوم 25 تشرين الثاني نوفمبر الماضي خبر القبض على سيف الله، لكن الاميركيين لم يكشفوا النبأ الا بعدها بأسبوعين، عندما تحدثوا عن القبض على قيادي بارز في تنظيم "القاعدة" عمل مباشرة هو وشقيقه مع أسامة بن لادن. وأصرت أسرة الشيخ الضرير على نفي أي صلة لابني الشيخ، سيف الله واسد الله ب"القاعدة"، واكدت أنهما استقرا في افغانستان منذ مشاركتهما في الجهاد الافغاني ضد الاحتلال السوفياتي، وفضلا البقاء هناك بعدما نجحا في ممارسة انشطة تجارية. وقال شقيقهما السيد عبد الله عبد الرحمن ل"الحياة": "انها صورة سيف الله، وتثبت أنه تعرض لضرب مبرح لاجباره على الادلاء بمعلومات يبحث عنها الاميركيون". وأوضح أن محامين أميركيين يتولون الدفاع عن والده "باشروا اجراءات قانونية للوقوف على الاجراءات التي اتخذت في حق سيف الله للحؤول دون إدراج اسمه في لائحة المتهمين بالهجمات على نيويوركوواشنطن". وأكد أن الاسرة "ستواصل نضالها من أجل الشيخ الضرير وكذلك سيف الله". وكانت أسرة الشيخ بدأت قبل احداث ايلول سبتمبر حملة سياسية واعلامية للضغط على الادارة الاميركية من أجل إطلاق الشيخ عبد الرحمن. وقضت محكمة فيدرالية أميركية العام 1995 بالسجن المؤبد للشيخ عبد الرحمن وأصولي مصري آخر، هو سيد نصير الذي بريء عام 1990 في قضية اغتيال الحاخام الإسرائيلي مائير كاهانا. كما قضت بالسجن فترات تتراوح بين 25 و57 سنة لثمانية متهمين آخرين، دانتهم بالتورط في"مؤامرة واسعة لتفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك في 26 شباط فبراير 1993 والتخطيط لنسف مقر الأممالمتحدة وجسور وأنفاق مؤدية إلى نيويورك، والتخطيط لاغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء زيارته أميركا" في العام ذاته. ولم يتهم أي من أبناء الشيخ عبد الرحمن، بمن فيهم ابنه الاكبر "سيف الله" الذي يعتقد بأنه مقيم حالياً في مدينة قندهار الافغانية و"أسد الله"، في أي من قضايا العنف الديني التي نظرت فيها محاكم عسكرية أو مدنية في مصر طوال السنوات الماضية ولم يصدر بحق أي منهم حكم قضائي. إلى ذلك ازدادت مخاوف اصوليين مصريين آخرين في أوروبا ولم يكونوا في افغانستان أثناء الحملة الاميركية، من أن يواجهوا مصير احمد حسين عجيزة قائد تنظيم "طلائع الفتح الاسلامي" ومحمد ابراهيم سليمان الذري المحسوب على جماعة "الجهاد" بقيادة الدكتور أيمن الظواهري اللذين سلمتهما السويد إلى مصر، في سابقة هي الاولى يسلم فيها بلد أوروبي أصولياً إلى بلده العربي.