الحوار بين البشر ليس مفهوماً جديداً ولا مبدأ مستحدثاً، بل هو فكرة ووسيلة لطالما استخدمت في مختلف مراحل التاريخ البشري وبدرجات متفاوتة من الوعي والتجسيم، فاتخذ اشكال المعاهدات والاتفاقات وتجسد في مختلف مظاهر التعاون والتواصل بين الشعوب والحضارات. ومع تزايد التهديدات التي لحقت بالامن والسلام الدوليين، وكان سببها الغرب وليس العرب او المسلمون، وانتشار مظاهر العنف واستخدام القوة خلال القرن الماضي، مما أدى الى سقوط ما يقارب مئتا مليون من الضحايا، تنادى العديد من الاصوات الانسانية، ممثلة في اتجاهات فكرية ومنظمات ودول وافراد، الى حماية ما يهدد البشرية من صراعات وحروب فتأسست المنظمات الدولية والاقليمية صوناً للسلام وتحقيقاً للتعاون، وبرزت الحاجة في السنوات الاخيرة الى تكريس الحوار بين الثقافات وبين الحضارات ووضع مرتكزاته وتصور آليات لقيامه، مما دعا الجمعية العامة للامم المتحدة، الى اعلان عام 2001 عاماً دولياً للحوار بين الحضارات. لم يكن من العسير على ثقافتنا العربية الاسلامية ان تندرج في هذه الدعوة الى الحوار، فهي ثقافة زاخرة بقيم التسامح، طافحة بمبادئ التضامن والتعاون. على ان الحوار بين الحضارات، مع ايماننا الشديد به وتعلقنا بضرورة ارسائه، لا يمكن ان يخرج من بوتقة الافكار الطوباوية إلا اذا اتفقت اطراف هذا الحوار على المنطلقات المحققة لاهدافه وسعت تدريجاً الى وضع مرتكزات له تضمن استمراره كعامل يقرب بين البشر ويبعد شبح العداء والحروب. 1 - ومن المنطلقات التي من دونها لا يستقيم حوار، قناعة الاطراف المتحاورة بالنديّة في التعامل وقبول الآخر بخصوصياته ورفض الاحكام المسبقة واستبعاد القراءات الغرائبية والفولكلورية السطحية لثقافته وما ينتجه المخيال البشري من صور محرفة للآخر مع اشاعة مناخ من الثقة المتبادلة. 2 - ان صدام الحضارات المفتعل، اذا لم يكن في الحقيقة صدام مصالح، لا يعدو ان يكون نتيجة جهل او تجاهل للآخر. لذلك يقتضي التصور الجديد للحوار الحضاري الاعتراف بتنوع الثقافات وبالخصوصيات التي تميز بينها، ويتطلب ذلك الغاء النظرة الاحادية للثقافة المهيمنة والاسراع بالحفاظ على ثقافات مهددة بالزوال على رغم الادوار التاريخية القيمة التي لعبتها عالميا. 3 - ويشكل الحوار بين الاديان مدخلا مهماً للحوار بين الحضارات، نظراً الى أهمية المقدسات في حياة البشر وكذلك لأن عصرنا هو عصر يتوق الى العودة للروحانيات، على ما يبدو. وهذا يقتضي فتح فضاءات تلتقي فيها الديانات وتتحاور، مما يتطلب قبل ذلك ان تنظم ممارسة الاديان داخل المجتمعات، وبخاصة الدين الاسلامي في المهاجر، وان توفر في هذه الاصقاع اماكن لائقة لتعاطي الشعائر الدينية، بما يسهل ادماج هذه الاديان في المجتمعات ويخرجها من دائرة التشنج والتوتر والانسياق وراء التيارات الهدامة التي تسعى للمتاجرة بالدين. 4 - كما نعتقد ان للمنظومات التربوية دوراً أساسياً في نشر مبادئ الحوار بين الحضارات ودعم منطلقاته، مما يستوجب تضمين معاني وابعاد الحوار الديني والثقافي واللغوي في البرامج والنماذج التربوية لتعريف النشء بأهمية الاسهامات الابداعية لمختلف الشعوب والامم. وهذا يعني ضرورة الاقدام على اصلاح تربوي جذري تكون من مرتكزاته تربية الناشئة على التعرّف الى محيطها البشري الواسع وتقبل الآخر والاستعداد للعيش معه على رغم الاختلاف وفي اطار احترام خصوصياته. وهذا يعني كذلك مراجعة الكتب المدرسية لاستبعاد ما فيها من افكار مسبقة حول الثقافات الاخرى او من اشارات الاستعلاء الثقافي واستنقاص الآخر، واقحام مادة الدراسات الدينية المقارنة واعطاء حيز اكبر للحضارة العربية - الاسلامية في صلب برامج التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية، وغير ذلك مما ورد في تقرير جاك ديلور عن التعايش ومعرفة الآخر بشأن الاركان الاربعة التي ينبغي ان يقام عليها اي نظام تربوي. 5 - اما في المجال الثقافي فتبرز اهمية فتح مجالات الحوار بين المبدعين واهل الفكر والرأي وحرية تنقلهم من بلد لآخر، اذ شهدنا وضع حواجز مثل التأشيرات وغلق الحدود، مما جعل الحوار في بعض الاحيان افتراضياً. كما يجدر تكثيف عمليات الترجمة والنقل حتى يتم تبادل الافكار والتصورات، بما يسهم في تحقيق التفاهم والحوار والتواصل بين الحضارات والامم. 6 - كما يتعين مقاومة سطوة العنف خصوصاً في الانتاج السمعي البصري، فما تبثه القنوات التلفزية على مدى عشرة مشاهد عنيفة في الساعة على الشاشة تمثل فيها الدراما الاميركية نسبة 58 في المئة، علماً ان 70 في المئة من هذه الصور تبث على القنوات الخاصة وليست إذن من نصيب القنوات الحكومية. 7 - وتجدر الاشارة هنا الى ان بعض الظواهر الثقافية يمكن ان تكون من الحواجز الحقيقية التي تؤخر الحوار المنشود او تحول دونه. ومن ذلك نشر انماط الثقافات المستنسخة واخضاع ثقافة لايديولوجية طاغية، واتاحة المجال لتضخم ثقافة ما على حساب ثقافات او حضارات اخرى الى درجة تصبح معها تلك الثقافة او الحضارة مطلقاً قد يفرز التسلط والعنصرية ويولد نزعات لقتل الثقافات الاخرى، مثلما تجلى ذلك في الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، ومن قبلها الهيمنة الرومانية PAX ROMANA في العصور القديمة، او من خلال نزعة تفوق الحضارة الجرمانية التي مارسها المستشار بيسمارك في ما بين 1870 و 1885 تحت تسمية KULTURKAMPF لمحاربة الكنيسة الكاثوليكية. وأملنا ألا يفضي ما نشهده اليوم من مظاهر التفوق الاميركي الى هيمنة اميركية PAX AMERICANA، وألا ينزلق في هذا المنزلق بلد من البلدان الاوائل التي نادت الى القيم الديموقراطية وعملت بموجبها. 8 - ويعتبر الحوار اللغوي، كرافد للمرتكز الثقافي، احد اهم مداخل الحوار الحضاري. فالمشهد اللغوي العالمي يطغى عليه اللاتكافؤ، بوجود لغات مهيمنة واخرى مهمشة وثالثة مهددة على رغم الدور التاريخي الذي لعبته في بناء الحضارة البشرية. والدفاع عن تعدد اللغات هو دفاع عن تعدد الثقافات وعن نظرات مختلفة الى العالم وطرق متنوعة للحوار مع الآخر. وعلى رغم ان لغتنا العربية لا تنتمي الى اللغات المهددة، فهي تأتي في المرتبة السادسة ببين ثماني لغات يستخدمها نصف البشرية بعد الصينية والانكليزية والهندية والاسبانية والروسية وقبل الفرنسية، إلا ان نشرها بين ابناء المهاجرين في اوروبا واميركا، مع تنظيم طرق تدريسها بالتعاون مع الدول المضيفة، يوفر لشبابنا استمرار اتصالهم بجذورهم وتوازنا بين ثقافتهم وثقافة بلد الاقامة. كما يسهم في وقايتهم من خطر الاستغلال المضلل وسهولة الزج بهم في دوائر التطرف والارهاب. 9 - والحوار بين الحضارات، مهما تدعمت أركانه التربوية والثقافية واللغوية، لا يمكن ان يتم في ظل وجود فوارق مجحفة بين من لديهم الامكانات المادية والتقنية وبين من يفتقرون اليها. فكيف يمكن الحديث عن حوار مع وجود ثلثي البشر يعيشون بأقل من دولارين ونصف الدولار في اليوم، وفي ظل وجود اكثر من 800 مليون من البشر لا يتمتعون بالخدمات الصحية الاساسية، ونحو بليون من سكان المعمورة محرومين من نقاط ماء، و 80 في المئة من مجموع سكان العالم يعيشون في مساكن بدائية، فضلا عن وجود 850 مليون أمي من فئة الكهول وعن تفشي البطالة في كل اصقاع الدنيا من 750 الى 800 مليون عاطل عن العمل. يضاف الى ذلك اننا نجد نسبة 15 في المئة من البشر تنفرد بإنتاج الابداعات التكنولوجية الحديثة التي يقدر على استغلالها نصف البشرية، في حين يبقى اكثر من ثلث ساكني كوكبنا خارج هذه المنظومة التكنولوجية تماماً. وفي ظل هذه الاوضاع المتفاوتة يتضح ما للتضامن الدولي من اهمية في انجاح مسيرة الحوار بين الحضارات وضرورة قيام حلف لمقاومة الفقر وسد منابعه، خصوصاً ان المساعدات المالية الحكومية للدول الاقل نمواً في تقلص مستمر، معدله 5 في المئة في السنة. لذلك لا بد من ثقافة تضامنية من نوع جديد، ولا بد من حلول لمشكلة الديون ولدعم الشراكة في التنمية من خلال برامج من نوع "مخطط مارشال". 10 - ولا يمكن لحوار الحضارات ان يقوم على أسس سليمة وثابتة اذا لم يوجد حل عادل ودائم للقضايا العالقة، واذا تواصل الاحتكام الى شرعية دولية تكيل بمكيالين. ولنا في القضية الفلسطينية مثال على هذه السياسة المزدوجة وعلى استقالة المجموعة الدولية ازاء مظلمة ارتكبت على حساب الشعب الفلسطيني على رغم المرجعية الاممية المثبتة لحقه في بناء دولته المستقلة على ارضه وظل على رغم ذلك ارهاب الدولة المحتلة يمارس عليه بكل اشكال التعسف، وكلما رد ابناء فلسطين هذا العدوان بشتى انواع المقاومة المشروعة اتهموا بممارسة الارهاب، بينما هم يواجهون ارهاب دولة بأتم معنى الكلمة وحركتهم تندرج في سياق عملية مقاومة استعمار استيطاني. 11 - ومن ناحية اخرى، فإن السبيل الى الحوار الحقيقي هو كبح جماح العولمة المتوحشة وكف تدخلاتها التي تعتمد القوة وسيلة والسوق هدفا والربح السريع غاية ولأحادية الثقافية منهجا. فعلاقتنا بالعولمة وقيمها الكونية تنطلق من ايماننا بعلاقتنا بذاتنا وخصوصياتها المميزة، وهي علاقة ترفض الاندراج في النمطية كما ترفض الذوبان والتبعية على رغم ان العلاقة بين حضارتنا والحضارة الكونية تنبع من جدلية التفاعل بين الخاص والعام اذ لا بد من أنسنة للعولمة تأخذ في الاعتبار الابعاد القيمية والاخلاقية للحد من نزوعها الى تسليع المجتمع والانسان. 12 - على ان حوار الحضارات ينبغي ان يجنبنا ايضاً عمليات فرض التجارب والنماذج الوافدة من بلدان وحضارات معينة، والتي يتم اسقاطها على واقع مغاير للواقع الذي بعثت فيه. ان نقل التجارب ونشر المفاهيم التي افرزتها سياقات تاريخية واجتماعية معينة وتصدير البرامج لا يمكن ان ينجح الا في سياق تواصلي ومناخ تفاعلي ورؤية تبادلية تحترم خصوصية الآخر وذاتيته الحضارية والثقافية. ذلك ان قيم الديموقراطية وحقوق الانسان التي تركز عليها الحضارة الغربية اليوم لا تنفك تجد في سياساتنا وبرامجنا الصدى الواسع والايمان العميق، لكننا بالقدر ذاته لا نطلبها ولا نجسدها الا في سياق خصوصياتنا وتجاربنا، منطلقين من قيم حضارتنا وأساليبنا في التربية والتنشئة المنبثقة عنها. وفي هذا الاطار فنحن نؤكد على اهمية الترابط بين الديموقراطية الاجتماعية والديموقراطية السياسية وحقوق الانسان، ونرفض عمليات اسقاط المفاهيم على واقع مختلف التضاريس كما نرفض تعليب القيم واملاء التجارب. 13 - كما ان مفهومنا للحوار الحضاري لا ينفصل عن الابعاد الاخلاقية للقيم الثقافية والدينية عموماً، فثقافتنا العربية الاسلامية انبثقت تاريخياً عبر منظومة القيم التي كانت ولا تزال تمثل جزءاً من رصيدنا الحضاري، وهي منظومة تميز نسيجنا الاجتماعي بمختلف خلاياه. وان ابراز البعد الاخلاقي في الحوار نابع من احساسنا وقلقنا مما يهدد وجودنا الحضاري من انحرافات تجسدها المنافسة الشرسة التي باتت محكومة بمنطق الربح والخسارة، فضلا عن الكثير من الظواهر التي افرزتها العولمة وباتت تهدد المجتمع. ومع هذه المحاذير يتعين كذلك تبين طبيعة المعوقات التي تعترض طريق هذا الحوار، خصوصاً الحوار العربي - الغربي، وفي مقدمها ما يشوب الصورة العربية من سلبيات وتشويهات لسنا مسؤولين عنها. 14 - فقد اصبحت وسائل الاعلام والاتصال في ايامنا الراهنة هي المسؤول الاول عن عملية نقل صور الشعوب وثقافاتها وصياغة المواقف منها وحولها. ولا يخفى على احد أهمية هذا الدور وخطورته في آن واحد، فالاعلام يبلور السياسات ويكون الاتجاهات ويوجه القرارات، لدى الدول والجماهير في الوقت نفسه، خصوصاً مواقف التعاطف او النفور. ان صورة العرب الحضارية في غالبية وسائل الاعلام الغربية لا تعكس صورتنا الحضارية، كما ان الاحكام المعيارية حولها لا تستند الى موضوعية موثوقة. لقد شكلت صورة الشخصية العربية والاسلامية في سياق سلبي لدى الرأي العام، فغلب على ملامحها الانغلاق والتعصب والجهل والعدوانية. انها الصورة القائمة، للاسف، في ذهن الانسان الغربي العادي الذي يتلقى معلوماته عن العرب والاسلام من وسائل اعلام موجهة في غالبيتها من مراكز وقوى ضغط ليست محايدة. 15 - ويمثل اعتماد مبدأ السماع الى الآخر فرصة لإجلاء صورة ثقافتنا وحضارتنا لدى الغرب الذي نطمح الى تطوير علاقتنا معه وندعمها. لكن المشكل يتجسد في كيفية تبليغ صورتنا الحقيقية والتعريف بأنفسنا. لقد آن الاوان للكف عن النظر الى الحوار الحضاري باعتباره وسيلة لتحقيق المنافع واكتساب الاسواق، كما آن الاوان للكف عن ربطه بالنزعة الامنية، فنحن لا نمثل مصدر تهديد ولا منطقة خطر بالنسبة الى الغرب. لقد بات من الضروري تصحيح صورة حضارتنا المشوهة والمنقوصة لدى العالم الغربي. يجب ان نعترف بوجود جهل بنا او تجاهل لنا على رغم اننا نعرف تاريخ الغرب وحضارته ولغاته اكثر مما يعرف هو عنا. حتى ابناؤنا المهاجرون، على رغم اهميتهم الديموغرافية والحضارية في بعض المجتمعات الغربية، لا يحظون في مجتمعات المهجر بالقدر الكافي من تعليم اللغة العربية، وكثيراً ما يؤدي التهميش اللغوي والقيود الموضوعية امام تدخل البلدان العربية والمنظمات المتخصصة الى ابعاد الاجيال الجديدة في بعض الجاليات العربية والاسلامية عن جوهر القيم الاسلامية الحقيقية، مما يفسح المجال امام التغرير بالتنظيمات المتطرفة وتضليلها وتشجيع "اسلام الكهوف" كما قيل عوضاً عن اسلام النور بتعلة النظريات العلمانية، والحال ان الاسلام هو الدين الثاني في فرنسا مثلاً، ويدين به 20 في المئة من سكان أوروبا، لكن هذا لم يمنع ظهور المواقف المتشددة بحجة البحث عن الادماج عوض الاعتراف بالتعدد الثقافي. 16 - ولا شك كذلك في ان هناك بعض جوانب الخلل من ناحيتنا، فيجب ان نعترف بأننا مقصرون في فهم الغرب احياناً بما سمح بتسرب بعض الاخطاء في مواقفنا وتقديراتنا. فلا بد من تعميق النظر في ما حولنا، ولكننا بحاجة مع ذلك الى المساعدة على اقتحام القرن الجديد في مجالات التكنولوجيات الحديثة وفي مجال التعرف على التجارب الرائدة في التنمية، فمتى يتم انشاء شبكة اعلامية دولية باللغات الحية تعرف بثقافتنا؟ كما بات من الضروري مضاعفة الجهد لدعم حركة التعريف بثقافتنا وتجاوز الحوار العربي - العربي. 17 - وفي الختام فإن تحقيق الحوار بين الحضارات يتطلب استمرار بذل الجهود والمحاولات، لأنه مهدد باستمرار ببعض المخاطر والمنزلقات. فالحوار ليس في مأمن من التوتر والتأزم والتعثر والركود، والحوار عملية تفاعلية، لا يمكن ان تعلّب او تفرض، لكن المهم هو الوعي والاقتناع بأن ما يعتري الحوار الحضاري احيانا من الانتكاسات انما هو أمر مرحلي وعادي، ومن المفروض ان يدفعنا الى مزيد العمل من أجل صيانته وحمايته عبر قيام منظومة المرتكزات التي أسلفنا ذكرها تسندها في ذلك مؤسسات المجتمع المدني. ان الحوار الحقيقي بين الحضارات يشكل ابرز التحديات التي يواجهها العالم اليوم، فهو شرط اساسي من شروط التعايش السلمي بين الشعوب، ونحن نعتقد ان الحضارة العربية الاسلامية قادرة في ظل التحولات الدولية والتحديات المستجدة، بفضل رصيدها التاريخي والثقافي وتجاربها الثرية، على ان تلعب دوراً ايجابياً في تعميق مبادئ الحوار بين الامم والشعوب وتحقيق معاني التفاهم والسلام الدوليين. وذلك ما يؤكد الدور المهم الموكول الى منظماتنا الدولية والاقليمية في ارساء قواعد هذا الحوار وجعله واقعاً ملموساً. * المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. النص محاضرة ألقاها في ندوة "حوار الحضارات" التي اقامتها اخيرا في تونس منظمتا اليونيسكو والايسيسكو.