قصة: حسن العبدالله رسوم: علي شمس الدين كان الحطاب يعمل في الغابة فوثب عليه النمر... حادَ الحطاب من طريقه فسقط النمر أرضاً وانكسرت يداه الاثنتان! فراح يصيح بأعلى صوته من شدة الألم. عاد الحطاب الى عمله فهتف به النمر: الى أين أنت ذاهب؟ - الى عملي... قال الحطاب. قال النمر: أوَتتركني هكذا؟ ألا يوجد في قلبك شيء من الرحمة؟ أشفق الحطاب على النمر فشقَّ سترته واستخرج منها رباطاً وربط يدي النمر المكسورتين، ثم ساعده على النهوض وأعطاه عصاه كي يتوكأ عليها. فمضى النمر وهو يتعرج ويئن. وعاد الحطاب الى عمله. بعد أسابيع، عاد النمر الى حيث يعمل الحطاب. لكن الحطاب كان أحضر بندقية هذه المرة. عندما رأى النمر الحطاب هتف به: - قف. لا تتحرك من مكانك. لن تنجو مني هذه المرة. قال الحطاب: وما تريد أن تفعل بي؟ قال النمر: وهل هذا سؤال؟ سأفترسك طبعاً. قال الحطاب: هل تسمح لي باستعمال العصا لأدافع عن نفسي؟ قال النمر ساخراً: لن تفيدك العصا بشيء. استعملها إن كنت ترغب بذلك. التقط الحطاب البندقية وصوبها نحو ذنب النمر. فضحك النمر وقال: لعلك جُننت من الخوف. ما هكذا يستعملون العصا. قال الحطاب وهو يضغط على الزناد: بل هكذا يستعملونها... وأطلق طلقة واحدة اخترقت ذنب النمر، وجعلته يقفز ثلاثة أمتار في الهواء. زمجر النمر بغضب وتحفّز للوثوب من جديد، فهتف به الحطاب: - إياك أن تتحرك. الطلقة الثانية ستخترق قلبك. وصوَّب الحطاب البندقية الى قلب النمر تماماً وقال: - هل أُطلق مرة أخرى؟ صاح النمر قائلاً: لا. لا. لا تفعل ذلك. أطلق الحطاب طلقة فوق رأس النمر وقال: - امشِ أمامي. مشى النمر أمام الحطاب فقاده الى القرية. وهناك وضعه في قفص ونقله في إحدى الشاحنات الى المدينة. وفي المدينة نقلوه الى حديقة الحيوانات. ان الناس الذين يزورون تلك الحديقة لا يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم من الضحك وهم يرون هذا النمر ذا الذنب المثقوب، فقصّته مع الحطاب باتت معروفة من الجميع كباراً وصغاراً. الناشر: دار الملتقى للطباعة والنشر