كان أحدُ المزارعين يعملُ في حقلٍ قريبٍ من الغابة. شاهَدهُ النمرُ فوثبَ عليه ليفترِسَهُ. حادَ المزارعُ من طريق النمر، فسقطَ النمرُ على الأرض، وانكسرتْ يداهُ الإثنتان، فراحَ يصيحُ من شدّة الألم. نظرَ النمر الى المزارع الواقف بالقرب منه. وهتفَ به غاضباً: - ما لكَ تقفُ هكذا؟ إفعلْ شيئاً لمساعدتي. أشفقَ المزارعُ على النمر المتألّم. ونزعَ كُمَّ سترته، وصنعَ منها رباطاً، وربطَ يديّ النمر المكسورتين. ثم ساعدهُ على النهوض، وأعطاهُ عصاً كي يتوكّأ عليها. فمضى النمر وهو يعرجُ ويئنّ. وعاد المزارع إلى عمله. بعد أسابيع، شفيَ النمرُ، وعاد الى حيثُ يعمل المزارع. وكمنَ له في شجرة في وسط الحقل. مرَّ المزارعُ بقرب الشجرة فهتف به النمر: - قف مكانك .. ولا تتحرّك. نجوتَ في المرّة الماضية، ولن تنجو هذه المرّة. قال المزارع: - وما تريدُ أن تفعل بي؟ قال النمر: - سأَفْترسك. قال المزارع: - هل تسمحُ لي باستعمال العصا لأدافعَ عن نفسي؟ قال النمر: - لن تفيدكَ العصا بشيء .. إستعملها إن كنت ترغب بذلك. كان المزارعُ يعلّق بندقية صيد في كتفه. فأخذ البندقية وصوّبها نحو ذَنَبِ النمرِ، وأطلقَ طلقةً واحدة. إخترقت الطلقة ذنبَ النمر وجعلتْهُ يصيحُ من شدّة الألم. تحفّزَ النمرُ ليثبَ على المزارع، فهتف المزارع به: - إياك أن تتحرّك .. الطلقة الثانية ستقتلك. وصوَّب المزارعُ بندقيته الى صدر النمر وقال: - هل أطلق مرة أخرى؟ صاح النمر: - لا. لا. لا تفعل ذلك. أطلق المزارعُ طلقة ثانية فوق رأس النمر ثم أَمَرَهُ بالنزول إلى الأرض، فنزل النمر وهو يرتجف. نظر المزارع الى النمر وقال: - إسمعْ .. أنت نمرٌ مضحك .. وتصلح لأن تكون مهرّجاً .. فما رأيك لو دبّرت لك عملاً في "السيرك"؟ قال النمر: - وماذا أعمل هناك؟ قال المزارع: - تركضُ وتقفزُ وترقص .. فيبتهجُ بك الناس، ويصفّقون لك. قال النمر: - ومن أين آكل وأشرب؟ قال المزارع: - سيقدّمون لك ما تحتاج إليه من الطعام والشراب. قال النمر: - وأين أنام وأصحو؟ قال المزارع: - في مكانٍ آمن ودافئ ومريح. قال النمر: - خُذْني فوراً الى السيرك. قاد المزارع النمر الى القرية. ومن هناك نقله الى المدينة. وفي المدينة وضعوهُ في قفصٍ وأخذوه الى السيرك، حيثُ تحوّلَ خلال أيام قليلة من حيوانٍ مخيف جداً، الى حيوان مضحك جداً جداً جداً. شمسُ الصَّيف الشمسُ في السماءِ نَبْعٌ من الضِّياءِ يمُدُّنا بالنُّسورِ على مدى الدهورِ تجيءُ شمسُ الصَّيفِ ضاحكةً كالضَّيْفِ في أرضنا تحلُّ معها يحلُّ الظلُّ تظلُّ في النهارِ باهرةَ الأنوارِ وعندما تغيبُ فليلُنا يطيبُ في الصيف تحلو السَّهرة مع اجتماعِ الأُسْرة