شنت القاذفات الأميركية امس، غارات هي الأعنف من نوعها منذ بدء الحرب على أفغانستان استهدفت الجبال القريبة من قاعدة تورا بورا. وافيد ان قنابل "اقوى من النابالم" ألقيت على مداخل الكهوف حيث يتحصن مقاتلو "القاعدة"، فيما دخلت مروحيات اميركية المعركة للمرة الاولى ساد اعتقاد في الاوساط المطلعة في اسلام اباد بأن المعركة قاربت من نهايتها. وتزامن ذلك مع افراج الادارة الاميركية عن الشريط الذي ظهر فيه اسامة بن لادن متحدثاً عن تفاصيل عمليات 11 ايلول سبتمبر الى شيخ سعودي مقعد عرّف بأنه الشيخ "البحراني" جاء لتهنئته بتلك العمليات. نص الحديث ص 6. واعتبرت مصادر مطلعة ان ما أقنع الرئيس الاميركي جورج بوش بالافراج عن الشريط هو ضرورة اعطاء الرأي العام ما يمكن ان يعتبر "الدليل الاول" ضد بن لادن. وشرحت المصادر أن الادارة لا تعامل الشريط على أنه جزء من الادلة في اي محاكمة لكنها ستستند اليه حتماً. في غضون ذلك، ناشد قادة مجاهدين سابقون حكومة جلال آباد وقف القتال ضد "الإخوة العرب" وحل الصراع سلمياً، واصدر اكثر من 30 رجل دين افغانياً فتوى بضرورة الرأفة بالمقاتلين العرب وعائلاتهم واطفالهم. وجاء ذلك في وقت ساد لغط اعلامي بشأن احتمال ان يكون اسامة بن لادن نجح في التسلل الى الاراضي الباكستانية، الامر الذي شككت فيه واشنطن واستبعدته لندن، كما نفته إسلام آباد التي شددت اجراءاتها على الحدود مع افغانستان. وافاد قادة محليون في جلال آباد ان تساقط الثلج بكثافة في المنطقة، ادى الى سد المنافذ المؤدية الى باكستان. وقصفت قوات تابعة للقائد حضرت علي الجبال المجاورة لتورا بورا بمدافع الهاون، وحاولت التقدم في اتجاه مواقع "القاعدة" في المرتفعات حيث دارت معارك ضارية بالاسلحة الرشاشة. وتجدد الهجوم على جبال سبين غار بعد رفض المتحصنين فيها الاستسلام لحضرت علي، طالبين حضور بعثة باكستانية على الاقل، بعد رفض اميركا وجود ديبلوماسيين وممثلين للامم المتحدة خلال العملية. وافيد ان قوات المانية وربما بريطانية انضمت الى جنود اميركيين موجودين في تورا بورا، ورصد شهود أربع مروحيات أميركية حطت في مطار جلال آباد ليلاً حاملة قوات خاصة. وفي الوقت نفسه، اعتصم 13 مقاتلاً من "الافغان العرب" داخل مستشفى قندهار، وزنروا انفسهم بعبوات ناسفة هددوا بتفجيرها في حال دخل غرفهم اي شخص غير الجهاز الطبي العامل في المستشفى. وكان المعتصمون دخلوا المستشفى نتيجة اصابتهم من جراء القصف الاميركي قبل ايام من تسليم حركة "طالبان" المدينة الى مقاتلي القائد المحلي ملا نقيب الله. الى ذلك، افاد شهود في قندهار ان مسلحين خرجوا الى الشوارع وأطلقوا النار في الهواء، فور مغادرة رئيس الحكومة الانتقالية حميد كارزاي المدينة ليل أول من أمس. وقال احد السكان ان الوضع في المدينة "ليس جيداً"، في ظل تنافس بين انصار نقيب الله والحاكم السابق لغول آغا الذي يسعى الى استعادة السيطرة على المدينة. رأفة بالعرب وناشد قادة مجاهدين سابقون حكومة جلال آباد وقف القتال ضد من وصفوهم ب"الإخوة العرب"، وحل الصراع سلمياً، بحسب فتوى أصدرها أكثر من 30 عالماً أفغانياً. واصدر زعيم حركة "الإنقلاب" الثورة الإسلامية مولوي محمد نبي محمدي بياناً دعا فيه إلى "حماية الإخوة العرب لأنهم جزء من الجهاد الأفغاني"، واعتبر ان "قتالهم وقتلهم سيكون وصمة عار سوداء في تاريخ الشعب الأفغاني". ونقلت مصادر أفغانية قدمت أمس من جلال آباد عن زعيم الحزب الإسلامي مولوي يونس خالص الذي كانت "طالبان" سلمت إليه المدينة، تعبيره عن امتعاضه الشديد إزاء ما يتعرض له الأفغان العرب، داعياً إلى احترامهم وعائلاتهم وأطفالهم الذين يقضون أيامهم في برد شديد على ارتفاع اربعة آلاف قدم عن سطح البحر". كذلك حرّم مفتي جلال آباد مولانا فضل الهادي شينواري القتال ضد "الأفغان العرب" ونصح بتسوية القضية سلمياً ومن دون إراقة دماء. قنابل غير مألوفة وابلغ شهود قدموا من جلال آباد "الحياة" امس، أن الغارات التي نفذتها الطائرات الأميركية كانت الأشد من نوعها إذ وصلت ارتجاجاتها الى مدينة جلال آباد ،علماً أن المدينة تبعد أكثر من 55 كلم عن ساحة المعركة. وقال مقاتلون محليون ان "القنابل الحارقة" التي استخدمتها القوات الأميركية كانت أقوى من قنابل النابالم التي استخدمها السوفيات خلال غزوهم افغانستان. واضافوا ان مروحيات اميركية دخلت المعركة للمرة الاولى، في محاولة لتمشيط الجبال ومداخل الكهوف التي يتحصن فيها "الأفغان العرب". على صعيد آخر، كشفت مصادر رسمية باكستانية أمس ان حكومة جلال آباد افرجت عن أكثر من 140 باكستانياً كانوا يقاتلون في صفوف حركة "طالبان"، وتوقعت أن يصل هؤلاء إلى باكستان صباح اليوم. كابول وشهدت العاصمة الافغانية نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً مع وصول رئيس الحكومة الانتقالية لترتيب تسلمه السلطة بحلول 22 الشهر الجاري. ووصل الى كابول ايضاً فرانسيس فيندريل مساعد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، فيما كشفت مصادر في لندن ان فريقاً عسكرياً بريطانياً سيتوجه الى العاصمة الافغانية لاستطلاع سبل تشكيل القوة الدولية المتوقع انتشارها هناك، بقيادة بريطانية وبمشاركة دول عدة بينها تركيا والاردن. ويتوقع ان يقر مجلس الامن مبدأ نشر هذه القوة بحلول مساء اليوم