حض الموفد الاميركي الى شمال العراق رايان كروكر الأكراد على توحيد صفوفهم واجراء انتخابات برلمانية ليستطيعوا مواجهة تهديدات بغداد. فيما حذر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني النظام العراقي من ان مصيره قد يكون مثل مصير حركة "طالبان". وتوعد الرئيس جورج بوش ليل الثلثاء الدول التي ترعى الارهاب "برد مدمر"، وهدد بالقضاء على المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، وقال: "أياً يكن عمق المغاور التي يتحصنون فيها فلن يكون كافياً لإفلاتهم من عدالة الولاياتالمتحدة". في غضون ذلك أعلنت شركة البترول الحكومية التركية انها تخطط للتنقيب عن النفط في المناطق التي يسيطر عليها زعيم الحزب "الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، لكن مدير الشركة قال ل"الحياة" ان المشروع سينفذ بالاتفاق مع الحكومة العراقية. ويعود اليوم مساعد وزير الخارجية الاميركي رايان كروكر الى أنقرة بعد زيارة لكردستان العراق استمرت أربعة ايام. وكان كروكر عقد اجتماعات مكثفة مع الادارتين الكرديتين في اربيل والسليمانية، والتقى بارزاني وزعيم "الاتحاد الوطني" جلال طالباني وأبلغهما ان واشنطن مستعدة لمزيد من ضمان الأمن في الاقليم في وجه التهديدات المحتملة باختراق عسكري عراقي. لكن المصادر القيادية الكردية قالت ان واشنطن ترغب بحلول عاجلة للمشكلات التي لا تزال تعيق اجراء انتخابات برلمانية في شمال العراق، اساساً لاسقرار سياسي تتطلع اليه واشنطن. وقال هوشيار زيباري مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في "الديموقراطي الكردستاني" ل"الحياة" ان الادارة الاميركية مهتمة ايضاً بتعزيز العلاقات الكردية مع تركيا بعد أشهر من التوتر بسبب خطط تركية - عراقية مشتركة لبناء معبر دولي ثان بين البلدين. وأبلغ زيباري "الحياة" ان تركيا اكدت للاكراد وواشنطن انها صرفت النظر عن المشروع، وقال ان وفداً عسكرياً وأمنياً تركياً زار أربيل "ضمن مساعي تطبيع العلاقات". وجاءت زيارة كروكر الاستطلاعية، حسب المصادر الكردية فيما تستعد ادارة الرئيس جورج بوش للاعلان عن سياستها في مرحلة ما بعد الحرب الافغانية. ويسعى الموفد الاميركي، وهو ديبلوماسي مخضرم عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى لبنان وسورية والعراق خلال السبعينات، الى استطلاع طبيعة التهديدات العراقية لكردستان وطبيعة المبادرة السياسية التي طرحها صدام حسين على الاكراد حديثاً، عبر مبعوث خاص هو اللواء المتقاعد فؤاد عارف. وقالت المصادر الكردية ل"الحياة" ان الرئيس العراقي طلب من عارف، وهو وزير سابق، ابلاغ الاكراد استعداده لتطوير الحكم الذاتي للاقليم شرط استبعاد الفيديرالية. وأضافت المصادر ان بارزاني وطالباني ابلغا مبعوث صدام انهما لن يتنازلا عن خيار الحكم الفيديرالي. تشيني في واشنطن، أعلن ديك تشيني ان مصير نظام "طالبان" في افغانستان الذي سقط بفعل الحملة الاميركية لمكافحة الارهاب يجب ان يكون تحذيراً للنظام العراقي، وقال خلال مقابلة اجرتها معه شبكة "فوكس" الثلثاء: "لو كنت صدام حسين لفكرت ملياً في المستقبل وراقبت عن كثب ما حل بنظام طالبان". واضاف ان الولاياتالمتحدة ستلاحق من الآن فصاعداً الخلايا الارهابية المنتشرة في اكثر من خمسين دولة. ورفض تحديد الدول المستهدفة، مشيراً الى ان العراقوالصومال يمثلان تهديداً للأمن القومي الاميركي. وأوضح: "اننا قلقون من العراق لأن صدام حسين يحاول تطوير أسلحة دمار شامل". وزاد ان الصومال ايضاً يشكل تهديداً. فهو "من المناطق التي يمكن لمنظمة ان تنشط فيها بحرية من دون ان تمارس عليها قوات حفظ النظام اي مراقبة، ما يمثل تهديداً لجيرانها أو للولايات المتحدة". واكد ان عدد العناصر الذين تدربوا في معسكرات "القاعدة" في افغانستان يصل الى سبعين ألف رجل. وطالبت لجنة برلمانية فرنسية بعدم توسيع الحرب على افغانستان لتشمل العراق. وأعلنت اللجنة ان ذلك سيكون خطيراً جداً "ففضلاً عن عدم أخذ الوضع الجيو-سياسي العربي في الاعتبار، وتحويل دول صديقة ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، فإنه من الصعوبة بمكان تبرير" أي ضربة للعراق. اذ ان واشنطن لم تثبت حتى الآن أي علاقة لبغداد باعتداءات 11 ايلول أو بالجمرة الخبيثة أو تنظيم "القاعدة". تنقيب تركي على صعيد آخر، أعلنت شركة "تي.بي.اي.او" التركية الحكومية انها تخطط لبدء التنقيب عن النفط في المناطق الخاضعة للاكراد في شمال العراق. وقال المدير العام للشركة كنعان وزير اوغلو ان اعمال التنقيب ستجري في المناطق الخاضعة للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني. وأوضح خلال الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين لتأسيس الشركة: "سننقب عن النفط في عشرة مواقع في منطقة بارزاني".