حشدت السلطات العراقية وحدات عسكرية اضافية في مناطق متاخمة لخطوط التماس مع المناطق الكردية الخارجة عن سيطرتها، واتخذت اجراءات أمنية داخل مدينة كركوك النفطية وأطرافها، تحسباً لتطورات وتعرض العراق لضربة أميركية، بعد العملية المرتقبة ضد افغانستان. وقال مصدر في مدينة اربيل ل"الحياة" ان الحكومة العراقية نشرت خلال اليومين الماضيين ثماني راجمات صواريخ في المنطقة الممتدة بين مدينتي السعدية وجلولاء، في مثلث بين بعقوبة والسليمانية وخانقين، اضافة الى نشر وحدات أخرى من القوات الخاصة المغاوير وبطاريات مدافع ثقيلة من عيار 130 ملم في المرتفعات المطلة على المنطقة. ونقلت بطاريات صواريخ مضادة للطائرات الى سهل ويسي شرق كركوك. الى ذلك أشار المصدر الكردي الى أن السلطات أصدرت أوامر الى كل الدوائر الرسمية في كركوك بحفر خنادق دفاعية أمام مقراتها، لاتقاء القصف الجوي ولأغراض المقاومة في حال تعرض المدينة الى أي طارئ. الى ذلك، أبلغت السلطات الحكومية اربعمئة عائلة كردية وتركمانية في كركوك ضرورة الاستعداد لترحيلها من المدينة نهاية تشرين الأول اكتوبر الجاري. وذكر المصدر ان هذه الاجراءات العسكرية والأمنية اتسعت بعد مغادرة وفد كردي الى واشنطن، لاجراء مشاورات لم تعرف طبيعتها مع المسؤولين الأميركيين. ويضم الوفد هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وبرهم صالح عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. ورجح المصدر أن تكون بغداد تعيش هاجس قرار الولاياتالمتحدة تقديم الدعم العسكري واللوجستي لجماعات المعارضة الأفغانية المناوئة لحركة "طالبان"، لأن "هذه السياسة أخذت تذكي مخاوف الرئيس صدام حسين من توجه أميركي جديد الى دعم جدي للجماعات الكردية، وتشجيعها على نشاطات عسكرية لإشغال الحكومة في بغداد، في الوقت الذي تنشغل أميركا وحلفاؤها بحرب ضد افغانستان". ومما عزز مخاوف بغداد أن أوساطاً متشددة داخل الادارة الأميركية تدعو الى إدراج العراق على قائمة الأهداف المشمولة بضرب شبكات الارهاب الدولي والدول التي ترعاها. ضرب دفاعات عراقية إلى ذلك رويترز، أعلن ناطق عسكري أميركي أمس أن طائرات غربية هاجمت موقعين للمدفعية المضادة للطائرات في جنوبالعراق، في ثالث هجوم من نوعه خلال ستة أيام. وزاد ان طائرات أميركية وبريطانية "استخدمت أسلحة موجهة شديدة الدقة لضرب موقعين للمدفعية المضادة للطائرات قرب شهبان، على بعد نحو 360 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد". وقال إن الغارة جاءت رداً على تحرشات عراقية. وتفرض الطائرات الأميركية والبريطانية حظراً على جنوبالعراق وشماله، لحماية الشيعة والأكراد من هجمات محتملة للقوات العراقية. وأكد الناطق الأميركي ان لا علاقة للضربات الجوية بالهجمات في نيويوركوواشنطن، فيما اعلنت بغداد ان الغارة استهدفت امس محافظة البصرة وادت الى مقتل مدنيَين.