أنا ورق الشجر، كل ما أعرفه عن الاوكسجين أنه يغادرني، ولا أموت. * من الذي ظل يهمس في أذن أنثى بعيدة عنه، وحين دنت منه.. صمت؟ أرجوك لا تكرهيني، أعرف أني حينها وضعت أول تجعيدة تحت عينيك أعرف هذا. وأعرف أنك كنت اخرجت منك طفلين لتخفي خلفهما الفتاة التي صاحبتك طوال حياتك من دون أن تجدي وسيلة لإسكاتها، فقررت إخفاءها للأبد. واختفيت تماماً، صرت أخيراً تسيرين بغير منولوجات داخلية، صدقيني... أنا الآخر حين رأيتك تدنين مني أدركت أني أقابل قبري، وحين صمت وأغلقت عيني لم أكن أقصد إحياء هذه الفتاة، كنت فقط أحاول إقناع قبري... أنني مت. لا شيء صالح للبقاء.. كالأسئلة. تعرفين "لماذا" هذه التي تكتبها سعة عينيك؟ سوف تبقى على شفتيك وأنت تكوين زيها المدرسي تعيدين مشاهدة الفيلم تفتحين حقائب فيها ثياب شتاء مضى ثم عاد ستبقى على شفتيك ولن تنظفيها0 وأنت ترين في دليلك الخاص رقماً لهاتف تعرفين اسم صاحبه على رغم انك لم تكتبيه، ستبقى "لماذا" وأنت تموتين... تموتين مثل كل الأجوبة. أي شيء يمكن أن نفعله لقبر غير أن نعطيه وردة وأنا مليء بكلام المحبين للحبيبات. غير أن القبور جميعاً يفهمون بعضهم بعضاً ولا يتبادلون الورد في ما بينهم... تماماً كأنثى "دنت منه" وجلست ومن دون كلام أخذا ينظران ربما الى الشيء نفسه. * شاعر مصري.