قبل اعلان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تغيب الرئيس ياسر عرفات عن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية الذي سيفتتحه اليوم في الدوحة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، شغلت مسألة حضور عرفات أو غيابه "القسري" أوساط المشاركين في المؤتمر، حتى مساء أمس. واكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان القيادة القطرية "توسطت لدى الاميركيين في سبيل ممارسة ضغط على الجانب الاسرائيلي للسماح بمغادرة عرفات" الأراضي الفلسطينية، وافادت ان الاتصالات جرت عبر السفيرة الاميركية في الدوحة، وتابعت أن الموضوع الأهم لم يكن مغادرة عرفات فحسب، بل "تأمين خروجه وعودته اذ ان الرئيس الفلسطيني يرغب في هذه الظروف في البقاء وسط شعبه وفي وطنه". وعلم ان فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير سيرأس الوفد الفلسطيني الى مؤتمر الدوحة، نيابة عن عرفات. ويأمل الجانب الفلسطيني بأن يحقق الاجتماع الوزاري الاسلامي مرتكزات وقرارات بينها "اعتبار الانتفاضة حركة تحرير وطنية، واسرائيل دولة احتلال تمارس اقصى أنواع الارهاب ضد الشعب الفلسطيني". وقال الوزير المفوض في السفارة الفلسطينية في الدوحة تحسين الميقاتي ل"الحياة": "سندعو الى طلب حماية دولية للشعب الفلسطيني في مناطق السلطة، وضرورة ان تكف اسرائيل عن الاغتيالات وهدم المنازل وتجريف الأراضي، وتدمير المؤسسات والبنى التحتية للسلطة، كما سندعو الى تطبيق توصيات لجنتي ميتشل وتينيت والعودة الى مفاوضات السلام على أسس اوسلو ومدريد وشرم الشيخ، واتخاذ الاجراءات الضرورية للضغط على اسرائيل من اجل الاقرار بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمها اقامة الدولة المستقلة". ويسعى الجانب الفلسطيني في مؤتمر الدوحة الى "آلية" لتنفيذ قرارات المؤتمر الإسلامي الطارئ، من خلال "تشكيل لجنة متابعة من الدول العربية والإسلامية لتنفيذ القرارات". وعلمت "الحياة" أن عدداً من وزراء الخارجية عقدوا جلسة مشاورات مساء أمس في فندق "شيراتون الدوحة" مقر المؤتمر، وذلك على هامش مأدبة افطار أقامها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وبالنسبة إلى تأجيل الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة على هامش المؤتمر الإسلامي، كشف مصدر مطلع ل"الحياة" أن دولاً آسيوية احتجت على فكرة عقد الاجتماع العربي في الدوحة قبل المؤتمر الإسلامي، بحجة أن أي قرار سيصدره مجلس الجامعة سيقلل من أهمية المؤتمر، وان ذلك يوحي بأن المجموعة الإسلامية تابعة للعربية. وعلم أن بعض الدول الافريقية كان أيضاً ضد الفكرة. وترددت معلومات عن عقد اجتماع تشاوري عربي، بدلاً من المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الدول العربي ة.