عشية القمة الإسلامية المقررة في الدوحة الأحد المقبل، انسحب وفد سعودي أمس من اجتماعات تحضيرية في العاصمة القطرية، بعدما أعلنت السعودية رسمياً مقاطعتها القمة، بسبب إصرار قطر على عدم اغلاق مكتب التمثيل الإسرائيلي. ولم تمضِ ساعات على البيان السعودي حتى تأكد أن مستوى المشاركة في القمة يتراجع، وسيغيب عنها الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل المغربي الملك محمد السادس، وأمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، فيما علم ان هناك اتجاهاً يرجح عدم مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن في طهران مساء أمس ان الرئيس الإيراني محمد خاتمي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لن يحضر القمة "إذا لم تقطع قطر علاقتها بإسرائيل"، في حين ارجئ وصول وزير الخارجية كمال خرازي إلى الدوحة، وأكد مصدر حكومي في بيروت أن الحكومة اللبنانية تدرس معاودة النظر في حضور القمة الإسلامية. تفاصيل أخرى ص2 ونقلت مصادر سعودية عن ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قوله: "كيف يمكن ان تطالب الدول العربية خلال القمة، الدول الإسلامية بالمساندة والدعم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وإفشال إسرائيل عملية السلام، بينما الدولة اتي ترأس القمة قطر تقيم علاقات مع إسرائيل؟". بيان الديوان الملكي السعودي وكانت السعودية أعلنت امس مقاطعتها القمة الاسلامية، بسبب إصرار قطر على عدم قطع علاقاتها مع اسرائيل، وعدم اغلاق مكتب التمثيل الاسرائيلي في الدوحة. وستقاطع السعودية اجتماعات وزراء خارجية الدول الاسلامية، والتي ستبدأ اليوم من أجل التحضير للقمة. وألغى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سفره والوفد المرافق الى الدوحة. وجاء في بيان اصدره امس الديوان الملكي السعودي: "تمشياً مع حرص المملكة العربية السعودية على انجاح القمة الاسلامية لبلوغ الأهداف المتوخاة منها، ولاعتقادها بضرورة توفر الأرضية اللازمة لتحقيق ذلك، بخاصة في ضوء القرارات التي صدرت عن القمة العربية الطارئة، ونظراً الى استمرار تردي الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة، لا سيما في القدس الشريف، الأمر الذي يحتم توافر المعطيات الضرورية التي تمكّن القمة من مواجهات التحديات الراهنة. ولعدم توافر هذه المعطيات فإن المملكة العربية السعودية يؤسفها ان تعلن انها لن تشارك في القمة المزمع عقدها، على أمل ان تتهيأ ظروف اكثر ملاءمة لتتسنى لها المشاركة والمساهمة في أعمال القمة". وعلى رغم ان البيان ترك الباب مفتوحاً لامكان مشاركة المملكة في القمة اذا قطعت قطر علاقاتها باسرائيل، استبعدت المصادر السياسية في الرياض قيام الدوحة بهذه الخطوة "لأنها لو أرادت ان تقطع علاقتها باسرائيل لأبلغت ذلك الى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، عندما أوفدت وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في شكل عاجل للاجتماع بولي العهد السعودي، في محاولة لاقناع المملكة بالمشاركة في القمة". وعلمت "الحياة" ان الأمير عبدالله شدد خلال اجتماعه الذي استمر نحو أربع ساعات أول من امس مع وزير الخارجية القطري على ضرورة قطع قطر علاقاتها باسرائيل، واغلاق مكتب التمثيل الاسرائيلي في الدوحة، موضحاً ان هذا القرار يؤكد الالتزام بقرارات القمة العربية الطارئة. ونقلت المصادر السعودية عن ولي العهد قوله ان "أقل ما يمكن ان نقدمه كدول عربية للاشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون العدو الاسرائيلي، هو الالتزام بقرارات القمة العربية". وتساءل: "كيف يمكن ان تطالب الدول العربية خلال القمة الدول الاسلامية بالمساندة والدعم في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وإفشال اسرائيل عملية السلام، بينما الدولة التي ترأس القمة تقيم علاقاتها مع اسرائيل". وتوقعت المصادر السياسية ان ينعكس القرار السعودي بمقاطعة قمة الدوحة على مستوى مشاركات دول مجلس التعاون الخليجي في القمة، علماً ان أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة كان أعلن انه لن يزور الدوحة قبل ان تصدر محكمة العدل الدولية قرارها في شأن الخلاف الحدودي بين البحرينوقطر. وعلمت "الحياة" ان وزير العدل والشؤون الاسلامية الشيخ خالد آل خليفة سيرأس وفد البحرين الى القمة، فيما يمثلها في اجتماع وزراء الخارجية وكيل الخارجية السيد غازي محمد القصيبي. وبث التلفزيون الايراني مساء امس ان مدير مكتب الرئيس خاتمي، محمد علي ابطحي "أبلغ المسؤولين القطريين ان الرئيس لن يشارك في القمة اذا لم تقرر قطر قطع علاقتها باسرائيل". وكان نائب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن بلاده تعيد النظر في مشاركة خاتمي في القمة لأن "الموقف أصبح خطيراً جداً" بعد إعلان السعودية مقاطعتها. وستتمثل مصر بوزير الخارجية عمرو موسى، فيما يمثل المغرب ولي العهد مولاي رشيد، وكان وصل إلى الدوحة أمس وزيرا الخارجية السوري فاروق الشرع واللبناني محمود حمود. وأعد خبراء وزارات الخارجية في الدول الإسلامية مشروع برنامج عمل للقمة تحفظ عنه اليمن، وسيحال على الوزراء اليوم، لكن الوفد السعودي انسحب من مداولات الخبراء بعد صدور بيان الديوان الملكي في الرياض. العراقي ورأى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عزالدين العراقي أن قرار السعودية مقاطعة القمة "ستكون له انعكاسات عميقة على سير أعمالها وربما على عدد المشاركين". وزاد أنه تلقى اشارة تفيد بعدم حضور إيران القمة. لبنان في بيروت، اكد مصدر حكومي ان الحكومة اللبنانية تدرس بالتشاور مع رئيس الجمهورية اميل لحود معاودة النظر في المشاركة في القمة الاسلامية، خصوصاً ان القمة العربية الطارئة كانت دعت الدول العربية التي لا ترتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل الى وقف العلاقات مع الدولة العبرية واقفال مكاتب الاتصال الاسرائيلية.