اغلقت وزارة التربية والتعليم اليمنية مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تابعة لمجموعة البيحاني الخيرية في عدن. وهذه خطوة اولى من نوعها منذ قررت الحكومة اليمنية اواخر ايار مايو الماضي حل المعاهد العلمية المدارس الدينية ودمجها في المنهج العام للتعليم في البلد. وتولت الشرطة اليمنية تنفيذ قرار الوزارة باغلاق مدرسة البيحاني بعد ثبوت عدم التزامها قرار الحكومة تدريس المنهج العام لطلابها واستمرارها في تدريس المنهج الديني الذي يعتمد على النهج الأصولي المتشدد في مواد الفقه والتفسير وغيرها. واكدت مصادر مطلعة في عدن ل"الحياة" امس ان المدرسة يديرها مدرسون سلفيون لكنها اكدت ان لا وجود شبهات تدريس مواد تحرض على العنف الديني. ولفتت الى ان ادارة المدرسة خالفت قرارات الحكومة بشأن دمج المناهج الدراسية، ولهذا وجب اغلاقها. وكانت السلطات اليمنية اغلقت العشرات من المعاهد العلمية الدينية التي حاولت مقاومة قرار الحكومة بحلها ودمجها في موازنة التربية والتعليم بدءاً من حزيران يونيو الماضي فيما تواصل لجان حكومية خاصة تنفيذ القرار وحل المعاهد بصورة نهائية قبل بداية العام الدراسي المقبل. ولا تزال الحكومة تدرس تقريراً اعدته لجنة مشتركة من الحوكمة وتجمع "الاصلاح" يقترح تحويل المعاهد العلمية الى معاهد ازهرية على غرار ما هو قائم في مصر، إلا ان قراراً لم يتخذ بعد. وكانت اللجنة المذكورة زارت مصر قبل بضعة اسابيع في اطار درسها للفكرة. وكان الرئيس صالح اكد ان لا عودة عن قرار الحكومة "لانه في مصلحة الاجيال اليمنية المقبلة، وتنفيذ للقانون والدستور". ودعا الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس التجمع اليمني للاصلاح في رسالة قبل اسبوعين الى التخلي عن دعم ومساندة الاصوات التي تطالب الحكومة بالغاء قرار حل المعاهد، والتخلي كذلك عن دعم الاتجاه المتشدد في التجمع حيال هذه المسألة "لأن المعاهد هي ملك للوطن وليست ملكاً لاي حزب سياسي". وعلمت "الحياة" ان الحكومة تجري تحقيقات واسعة النطاق تتعلق بتنفيذ قرار حل المعاهد وتطبيق المنهج العام في كل المدارس المرخص بها رسمياً.