انتقل الخلاف بين الحزب الحاكم في اليمن، المؤتمر الشعبي العام، وبين حزب تجمع الاصلاح وبقية احزاب المعارضة الى صفوف الطلاب من انصار الطرفين، واتهم "الاصلاح" و احزاب معارضة اجهزة الامن بملاحقة طلاب في عدد من الكليات والجامعات، واعتقال عشرات بعد مواجهات دموية بين تلاميذ، فيما هاجمت صحيفة رسمية "الاصوات المتطرفة" داخل تجمع الاصلاح داعية الى "الخروج من نفق التطرف". وكان الطلاب يشاركون في مهرجانات انتخابية نظمها مرشحون لقيادة اتحاد الطلاب لا ينتمون الى الحزب الحاكم. ورفضت السلطات الاعتراف بالانتخابات التمهيدية واعلنت وزارة العمل المعنية بالاشراف على الانتخابات في النقابات المهنية والطالبية عدم اعترافها بهذه الانتخابات، وحددت موعداً آخر لها في شباط فبراير المقبل. وردت اللجنة التحضيرية لانتخابات الاتحاد التي يسيطر عليها "الاصلاح" وعدد من احزاب المعارضة باتهام الوزارة ب"الكذب وتزييف الحقائق وتجيير الانتخابات لصالح الحزب الحاكم". وافاد بيان اصدرته اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للحركة الطالبية المشكلة من احزاب المعارضة والتجمع الاسلامي المعارض ان عشرات من الطلاب في محافظة حجة شمال غربي صنعاء اشتبكوا مع قوات الشرطة التي حاولت اعتقال رئيس اللجنة الاشرافية، واستخدم الطلاب الحجارة رداً على اعيرة نارية اطلقها رجال الامن باتجاههم. واضاف البيان ان عشرة طلاب اعتقلوا فيما جرح آخرون لكن مصادر متطابقة اكدت ل"الحياة" جرح خمسة طلاب وضابط امن في حجة، مشيرة الى ان اصابته بالغة. وحشدت اجهزة الامن عشرات من افراد الشرطة وعناصر من مكافحة الشغب عند مداخل كليات جامعة صنعاء لمنع الطلاب من التظاهر، ومنع اجراء انتخابات بناء على قرار وزارة العمل، علماً ان الحزب الحاكم اعلن مقاطعته الاقتراع، بوصفه "غير شرعي". ومزق افراد من امن الجامعة الملصقات. واصدر الطلاب المنتمون الى احزاب "الاشتراكي" و"الاصلاح" و"الوحدوي الناصري" و"الحق" بياناً دان "الحملة الشرسة التي تتعرض لها مؤسسات المجتمع المدني"، لافتاً الى ان "الهيمنة والاقصاء يصبان في خانة التوجهات الشمولية للحزب الحاكم. المعاهد الدينية وفي اطار الخلاف بين الحزب الحاكم و"الاصلاح" على الغاء المعاهد العلمية الدينية وتوحيد المناهج، شنت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحيتها امس هجوماً عنيفاً على "الاصوات المتطرفة"، منتقدة اتهامات اطلقها الامين العام لتجمع الاصلاح محمد يحيى اليدومي في تقريره امام مجلس شورى الاصلاح اول من امس، واعتبرتها "افتراءات على الحكومة ووزارة التربية والتعليم"، وتساءلت عن "مصالح بعض المنتفعين في الاصلاح من بقاء المعاهد وازدواجية التعليم، والاموال الطائلة التي كانت في موازنة هذه المعاهد". واشارت الى ان هؤلاء "يشكلون بتطرفهم نفقاً مظلماً ينبغي الخروج منه". داعية "العقلاء والمعتدلين في الاصلاح الى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية العليا والعمل لمنع الفتن والصراعات التي يثيرها المتطرفون، ويمارسها بعضهم من اجل الارهاب الفكري باسم الدين، والدين منهم براء". واصدر مجلس شورى الاصلاح امس بياناً في ختام دورته السابعة، اعتبر قرار الحكومة حل المعاهد الدينية "جريمة نكراء" واكد ان "المجلس يعتبر اي محاولة في اتجاه دفع اليمن لأن يبدو كأول دولة عربية تستجيب تلك الاصوات الصهيونية التي ارتفعت منادية بالغاء التعليم الديني، خيانة لله ولكتابه ولرسوله وللشعب اليمني المسلم". وناشد الرئيس علي عبدالله صالح التدخل لوقف "تدهور في مسارات التعليم واعطاء الاهتمام الكافي لتدريس القرآن الكريم والتربية الاسلامية، بما يتناسب ويمن الفقه والحكمة والايمان". وايد الاصلاح الموقف الرسمي والشعبي وموقف العلماء والاحزاب مما يجري في افغانستان، ودان الهجمات الارهابية في الولاياتالمتحدة و"قتل الابرياء في اميركا وافغانستان". الى ذلك علمت "الحياة" من مصادر نقابية في صنعاء ان اضراباً بدأ امس في عشرات من المدارس التابعة لوزارة التربية في العاصمة وعدد من المحافظات نفذه المدرسون والموظفون بدعوة من نقابتي التعليم التابعتين للمؤتمر الشعبي وتجمع الاصلاح بسبب تأخر صرف رواتب تشرين الاول اكتوبر الماضي، وعدم اعتماد الزيادات في رواتب المعلمين.