مايا فغالي وجه جميل يطلّ علينا عبر شاشة "اوربيت" من خلال برنامج Internet Magazine والتحقيقات المتنوعة التي تجريها في مختلف الميادين. تخصصت مايا في الاعلام، لأنها ومنذ البداية، "كانت تدرك ماذا تريد" بعد ان بهرها التلفزيون فأحبت كل ما فيه. نظامية الى أبعد الحدود، مثالية بعض الشيء، تحب الحركة وترفض الاستسلام. في هذا اللقاء مع "الحياة" تتحدث مايا فغالي عن تجربتها. بداية، لماذا اخترت التخصص في الاعلام ودخول التلفزيون؟ - لطالما أحببت فكرة ان اكون مراسلة تلفزيونية فأنا بطبعي أحب الحركة والالتقاء بأشخاص جدد واكتشاف أماكن مختلفة. اذ لا ارى نفسي اطلاقاً جالسة وراء مكتب ومكتفية بذلك. وبما ان الصحافة تتيح للمرء كل هذه الأمور، كان اختياري التخصص في الاعلام ودخول التلفزيون. بدأت من خلال محطة الART، كيف انتقلت الى "أوربيت"؟ - عندما بدأت العمل في ART كنت لا أزال على مقاعد الدراسة الجامعية سنة اولى وكنت حينها أقدّم برنامج ألعاب مباشراً على الهواء. بعد فترة شعرت بضرورة التوقف عن العمل وتقديم البرامج لأتفرغ اكثر لدراستي، حتى جاء اليوم الذي اعلمني فيه احد الاساتذة في الجامعة ان ال Orbit بحاجة الى مراسلين، فتوجهت الى المحطة وقدّمت طلباً للوظيفة. والحمدلله قبلت وأصبحت فرداً من اسرة الOrbit منذ سنة ونصف السنة تقريباً. وبدأت باجراء التحقيقات المختلفة والمتنوعة: سياسة، فن، اقتصاد، اجتماع... وعرض عليّ تقديم برنامج عن الانترنت والمعلوماتية وأنا اليوم أتابع تقديمه. حدثينا عن البرنامج أكثر؟ - Internet Magazine برنامج يختص بالمعلوماتية والانترنت كما يدل اسمه. يعرض ساعة واحدة في الاسبوع وهو يحتوي على فقرات عدة: الفقرة الاولى عبارة عن اتصال بشخصية معروفة: سياسية، فنية... تُطلعنا على تجربتها مع الانترنت، وفي سياق البرنامج يتطرق الى موقع على الانترنت واجراء حديث مع مصممي المواقع، فضلاً عن آخر اخبار الانترنت. كما نجري بعض المقابلات مع شبان وشابات يطلعوننا على بعض اخبارهم الطريفة التي تحصل اثناء استخدام الانترنت، كذلك هناك فقرة للمبتدئين، يُلقَنون خلالها كيفية استخدام الانترنت وأنا اقوم بتقديم البرنامج وربط الفقرات فيه اما التصوير فيجري في الخارج وليس في الاستوديو. مقومات برأيك ما هي المقومات التي يجب ان تتمتع بها المذيعة لتقديم برنامج من هذا النوع؟ - بداية يجب ان تكون المذيعة ملمّة ومطلعة على الموضوع وحدّية بطبعها وتتمتع في شكل مقبول ومقدرة على المحاورة. هل هناك نوع معين من البرامج تحبين تقديمه؟ - في شكل خاص أحب تقديم برنامج عن السينما. فأنا أعشقها. لكن من جهة اخرى احب ان اجرب كل انواع البرامج: سياسية، فنية، اجتماعية... وأعتقد ان هذا الامر اكتسبته من خلال عملي في التحقيقات. من هي المذيعة المفضلة لديك ولماذا؟ - ماغي فرح هي المفضلة. فهي تتمتع بشخصية قوية وبارعة في العمل وكاريزما واضحة عدا عن الثقافة العامة وروح الفكاهة، كما انها محاورة جيدة تستطيع ان تستخرج من ضيفها ما تريده مع المحافظة على كرامته ومن دون جرح مشاعره. ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟ - قبل ان اتخصص في الاعلام، كنت اسمع دائماً انه كي يدخل المرء عالم الاعلام، لا بد من ان يعشقه. وكنت اتعجب لذلك اذ اعتبرت ان اي مجال يختاره المرء لا بد من ان يحبه ليبرع فيه. ولكن بعد دخولي التلفزيون استوعبت الفكرة اكثر. اذ بالفعل لا يمكنك الصمود في هذا الميدان إن لم تعشقي مهنتك. والاسباب كثيرة. فاحتكاكنا المتواصل بالناس يضعنا غالباً امام واقع صعب. فالأفراد الذين نلتقيهم ليسوا بالسهولة ذاتها. اذ غالباً ما نصبح "فشة خلق" لهؤلاء. ومن الصعوبات ايضاً تأثير عاملي الاضاءة والماكياج على البشرة ما يستلزم عناية فائقة. كما انه من الواجب ان تكوني دوماً حاضرة فتختفي حياتك الشخصية وتفتقدين للحياة العائلية والاجتماعية. اما وقت الفراغ فمخصص للنوم. وقتك كله لعملك، من هنا لا بد من ان تعشقيه كي تصمدي فيه. مرحلة عابرة هل أنت نادمة على اختيارك هذه المهنة؟ - لا، ابداً. ولكن من جهة اخرى اعتبر ما انا عليه اليوم مرحلة من حياتي لا بد من ان اتجاوزها. فأنا لا ازال اختبر التلفزيون وأحببته كثيراً ولكن لن استمر على هذا الايقاع عندما اؤسس عائلة، فعندها لا يمكنك ان تعملي "من الفجر حتى النجر" او التصوير في الليالي اذ يصبح لديك مسؤولية وواجب تجاه عائلتك وهو امر مهم بالنسبة اليَّ. التلفزيون خطوة اولى وان بقيت في المستقبل فيه فسأكتفي بتقديم البرامج او العمل مذيعة اخبار وليس مراسلة. بمَ أفادتك تجربتك في التلفزيون؟ - ايجابيات التلفزيون كثيرة جداً. اذ تتغير شخصيتك 180 درجة دفعة واحدة. فالاحتكاك المتواصل بالناس يجعلك اجتماعية حتى لو لم تتمتعي بهذه الصفة قبلاً. ويصبح لديك معارف كثر تسهل الامور عليك. هذا فضلاً عن الثقة بالنفس التي تكتسبينها والديبلوماسية فتصبحين قادرة على التمييز بين ما يجب ان تقوليه وما لا يجب الافصاح عنه. وتزيد ثقافتك العامة من خلال متابعة الاحداث والمطالعة. وعملي في التلفزيون كله حركة، وفي شكل خاص افادتني التحقيقات التي اقوم بها كثيراً اذ اصبحت ملمّة بمجالات عدة، هذا فضلاً عن كوني تعرفت على لبنان. اذا خُيرتِ بين الحياة الشخصية والعمل ماذا تختارين؟ - في هذه المرحلة، يحتل عملي الاولوية، لكن لا ادري في مرحلة لاحقة ما الذي سيحصل؟ اذ غالباً ما اتساءل لماذا كل هذا الضغط؟ خصوصاً انني بدأت العمل في التلفزيون في سنّ مبكرة. ربما بعد وقت ستكون الافضلية لحياتي الشخصية والعائلية، وأغيّر عندها نطاق عملي، لكنني لن اتوقف عن العمل اطلاقاً. لو لم تصبحي مذيعة، ماذا كنت اخترت؟ - احب ان اكون كل شيء! اذ لا ارى مهنة الا وأتمنى لو اختبرها. من جهة ثانية احب ان اكون انا الآمر الناهي لا ان اكون مأمورة والسبب هو حشريتي لمعرفة كيفية تعاملي مع موظفين تحت امرتي. ربما كنت اخترت ادارة شركة معينة. ما هي طموحاتك المهنية؟ - تتميز شخصيتي بالتناقض وقد يتغير ذلك مع التقدم بالعمر. أنا فتاة جدية ومرحة في الوقت نفسه، اعشق الضحك وأحب الحياة. مشاغبة بالدرجة الاولى وثورية بطبعي. نظامية الى ابعد الحدود وصاحبة ارادة قوية، عصبية بعض الشيء واذا صممت على امر معين لا بد من ان انجزه. احب ان انتقد الآخرين ولكن بطريقة سلسلة. وأنت هل تتقبلين الانتقادات التي توجه اليك؟ - بالطبع، فالانتقاد يطور المرء ويلفت نظره الى امور لم يتنبّه لها فيصبح قادراً على تفاديها هذا اذا كان الانتقاد بناء وليس لمجرد الانتقاد.